«الشخابيط» تكشف الخفايا... أخصائية العلاج بالفن تشرح الآلية (خاص)
كثيرًا ما نجد أيدنا تمشي بالقلم على الورقة دون أن ندري لماذا أو كيف سوى رؤية خطوط عشوائية "شخابيط"، وعند سؤالنا عما رسمنا لا نجد ما نقول، وببساطة لأن تلك "الشخابيط" بالتأكيد تدل عما في داخلنا فقد تكشف ما يُخفيه اللسان والقلب، مثل وجع ما أو شيء لا نستطيع الحصول عليه أو الوصول إليه.
ومن جهتها، صرحت رشا إبراهيم، أخصائية العلاج بالفن والصحة النفسية، والحاصلة على دبلوم العلاج بالفن من كلية التربية الفنية، وماجستير الصحة النفسية من جامعة عين شمس أن أول من أدخل علم "العلاج النفسي بالرسم" إلى مصر، هو الدكتور "محمود بسيوني"، والدكتورة "عايدة القطط"، دكتورة الفلسفة في كلية التربية الفنية، وذلك بعد حصولهم على الدكتوراه من الخارج (الولايات المتحدة) ونقلوا هذه الآلية إلى مصر.
وأكدت "رشا"، في تصريحات خاصة لـ بوابة "دار الهلال" أن ذلك العلم إذا لم ينقله أحد من الخارج كان سيُكتشف من خلال أساتذة التربية الفنية، الذين يتعاملون في جميع الأوقات مع الرسم وأشكاله والمختلفة وقدرتهم على الربط بين الرسم وعلى النفس مما يستطيع الحصول على نتائج من دلالات ذلك الرسم.
وأشارت "رشا" إلى أنه من خلال الدراسات العديدة أُثبت أن الفن له تأثير على جميع فئات المجتمع، والجميع يستطيع قبول العلاج بالفن، كما أن تأثير الألوان والأشكال له دور كبير في الصحة النفسية للكائنات الحية"
وعن الحالات التي يمكن تطبيق تلك الآلية في علاجهم، قالت "رشا": يمكن تطبيق العلاج بالرسم على مرضى الزهايمر، والتوحد، والإدمان، ومعظم الحالات النفسية الآخرى، لأن ممارسة الفن في الحالة الطبيعية للفرد تَقيه من الضغوطات والاضطرابات التي ينتج عنها أمراض نفسية".
وتابعت "رشا": أن أول من يتجه إليه المريض هو الطبيب النفسي، لتشخيصه وتحديد آلية علاجه، فإذا كان لديه مرض عقلي (ذُهاني) فيجب علاجه بالأدوية لكي لا يؤذي نفسه أو الآخرين، وإذا كان لديه مرض نفسي بسيط فيمكن علاجه بالرسم، كما أن الفنون التعبيرية أصبحت من العلاجات النفسية المعتمدة، حيث أنها تعبر عن الذات وتُظهر ما في داخل الأنفس ولا تُحاكي الطبيعة، وذلك بغض النظر عن جمالها أم لا، فيتكون لدى الفرد مُنتج غير قابل للتقييم وإنما يحتاج للتشخيص.
واختتمت "رشا" حديثها، متمنية إصدار تراخيص لإنشاء مراكز للعلاج بالفن تحت إشراف طبي، وتكون متخصصة في العلاج بالفن وليس قسم داخل مستشفى فقط، مؤكدة أن هناك جمعيات تحت الإنشاء لتقديم العلاج النفسي بالفن.
فؤائد العلاج النفسي بالفن
- وفقاً للجمعية الأميركية للعلاج بالفنّ فإنّ هذا العلاج يستخدم التواصل غير اللفظي للتعبير عن المشاعر والأفكار.
- يختار المعالج بالفن الأساليب الفنية المناسبة لتعكس حالة المريض العاطفية.
- تشجيع المريض على تكوين لغة مجازية ورمزية تعيد بناء شخصيته من جديد.
- يدعم العلاج بالفن الاعتقاد بأن كل شخص لديه القدرة على التعبير عن نفسه بشكل إبداعي.
- العملية العلاجية نفسها أكثر أهمية من النتيجة النهائية، إذ ينصب تركيز المعالج على المتطلبات العلاجية للمريض للتعبير بدلاً من المزايا الجمالية للعمل الفني.
- إجراءات العلاج بالفن تشمل 6 مراحل: الاستكشاف، بناء العلاقات، التعبير العاطفي الداخلي، الإدراك الذاتي، العلاقات الشخصية، مكان الإنسان في بيئته.
دلالات الرسومات وتحليلها النفسي
قام الكثير من علماء النفس بدراسة هذه الشخبطات فحللوها وتوصلوا لدلالاتها وأسبابها النفسيَّة، وفي ما يلي تحليل لبعض أشهر ما نقوم به من شخبطة أو رسومات في المواقف المختلفة، سنتعرَّف إليها مع أخصائية علم النفس سهير محمد، والتي فسرت تلك الظاهرة بقولها:
أولًا: الخطوط
- تشير الخطوط الأفقية إلى الإعتداد بالنفس والتحدي، والشخص الذي يرسمها يتميز بالعناد وإلى أنه لا يلتفت إلى أى أراء سوى رأيه حتى يبلغ النهاية، أما الخطوط الرأسية فتعنى اليأس والكآبة والحزن، لكن مع نوع من الثورة المكبوتة.
- ترمز الخطوط المتوازية المتقاطعة إلى الثقة بالنفس دون تعنت وإلى تحدى يميل إلى المثالية أكثر ما يميل إلى المادية، أما إذا كسا بعض هذه المربعات اللون الاسود فهذا يدل على حب المغامرة والمجازفة من دون تهور.
- إذا كانت الخطوط تنتهي برؤوس أسهم تتجه إلى اليسار فهذا يدل على العنف والتحدي وعدم الصبر حتى الوصول الى الهدف ويعبر أيضا عن حب المغامرة والمخاطرة، بالإضافة إلى ثقة لا حدود لها فى الامكانيات والقدرات الذاتية للشخص نفسه، وإذا كانت رؤس الأسهم تتجه إلى أعلى فهذا يدل على الطموح والرغبة فى الوصول للهدف باصرار شديد مهما كان الثمن.
ثانيًا: الرسومات
- رسم المربعات والمكعبات والدوائر المتشابكة يدل على وجود أمور معقَّدة ومتعلقة ومتشابكة، والشعور بالوحدة والملل.
- يدل رسم القلوب على أنَّ الشخص عاطفي وحساس، وكثرة رسم القلوب يدل على انفصال أو جرح في العاطفة.
- أما رسم الزهور والنجوم فهى دليل على تميز صاحبها بالزهد والمثالية، وكذلك حبه للغامض المجهول.
- رسم الوجه يدل على الحالة النفسيَّة للشخص نفسه فإذا كانت وجوهاً مبتسمة وضاحكة تدل على السعادة والتفاؤل، أما إذا كانت وجوهاً حزينة فتدل على الاكتئاب والشعور بالحزن.
- رسم العيون والرموش يدل على أنَّ الشخص حساس ويقدر الجمال، وإذا كانت العيون كرتونية ومضحكة، فتدل على أن الشخص مرح يحب الفكاهة والضحك.
- الفواكه لا يرسمها إلا الذين يعانون ارهاقا ذهنيا وإذا تكررت هذه الرسوم كثيرا فهذا انذار بضرورة القيام بأجازة بعيدة عن الأعباء اليومية.
- الذين يرسمون مكعبات وصناديق يعانون غالبا من خوف وارتياع، وهم أيضا يحاولون الحفاظ على من يحبونهم من الضياع، أو أنهم يكونون فى حاجة شديدة للنقود.
- تعبر رسوم المنازل دائما عن الموضوعات الأسرية، فإذا كان للمنزل مدخنة يخرج منها الدخان فى الهواء فهذا دليل سعادة ورضا، أما لو كان لنوافذ المنزل اسياخ حديدية فهذا دليل على بعض المشاكل الأسرية القائمة.
- وعلى عكس المنطق يشير رسم السلاسل والحلقات المتصلة إلى حالة سلام نفسي ووئام مع شخص ما، وقد تكون هذه الأشكال تواكب ولادة علاقة عاطفية جديدة.