رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أستاذ اجتماع يحذر من المغالاة في متطلبات الزواج

23-5-2023 | 01:00


المال لا يضمن إستمرارية الزواج

فاطمة الحسيني

رغم أن التجارب الواقعية أثبتت أن الضمانات المادية مهما بلغت قيمتها لم تكن كافية لاستمرارية زيجة لا يرغب أحد طرفيها في دوامها، إلا أن مازالت بعض  الأسر تغالي في المهور ومؤخر الصداق ومحتويات قائمة المنقولات، وكأن المال هو صمام الأمان لبناتهن، الأمر الذي يجعلنا نتساءل هل مازال المجتمع ينظر للأمور المادية كدليل لضمان الزيجة واستمرارها، أم أن هناك اشتراطات أخرى.

من جهته أكد الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، من خلال تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن المجتمع المصري ينقسم لثلاث طبقات "العليا والوسطى والدنيا"، فضلا عن وجود المجتمع الريفي والحضري، ونجد أن الطبقتين الدنيا والعليا هم من يتبنوا فكرة أن الأمان في الزواج لم يتم إلا بوجود الجانب المادي والمظهري فقط، بعيداً عن الجانب المعنوي والسلوكي، لكن الطبقة المتوسطة المستنيرة والتي تمثل ميزان المجتمع ويحكمها الوعي والحكمة فنجدهم يلجئوا دائما للخلق والضمير في الحكم على الزواج وائتمان الشاب المتقدم لخطبة ابنتهم.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن غلاء الزواج والاعتماد على كل ما هو قائم على المال فقط، في اختيار شريك الحياة، أدى لظهور مشكلة العنوسة وارتفاع سن الزواج،  حيث يجد  بعض الأهالي أن المال هو ضمان للشاب من شر ويلات الطلاق ولبقاء المرأة بعصمة زوجها، وعدم الاطمئنان الكافي للزوج، وأمان لمستقبل المرأة سواء استمرت الزيجة أو انتهت، بل أن الأمان الحقيقي هو التركيز على الضمان الموضوعي والشخص المثقف، وليس الشخص الذي يشتري أغلى ذهب ويكتب أغلى قائمة ويدفع أعلى مؤخر.

واستطرد عبد الباسط قائلاً إنه لابد من زيادة التوعية وعقد الندوات الاجتماعية داخل المدارس والمعاهد والجامعات، كي تعلم الطلاب بمختلف أعمارهم الجوانب الأسرية الصحيحة، وكيفية الاختيار وأساليب الأمان، ولابد من حسن الاختيار القائم على الخلق والتعليم والقيم وليس الاعتماد على الجوانب المادية فقط، وأن يعي الأهل عند إقرار المؤخر وطلبات الزواج، أن جميع هذه الأمور لا تضمن حق المرأة عند بعض الرجال، لأن هناك زوجات تستخدمن مؤخر الصداق لإذلال الزوج أو تهديده وتنغيص حياته لتنعم هي بالمؤخر والقائمة بعد الطلاق، أو لسكوته على بعض أفعالها، وكذلك هناك بعض الرجال يقومون بالضغط على الزوجة بل ويجعلها تكره حياتها ويحرمها من أولادها في حال استحالت العيشة بينهما فيقوم بمساومتها على التنازل عن مؤخره وكافة حقوقها لتطليقها.

واختتم حديثه مؤكداً، أن تلك الظاهرة بدأت تتلاشى في بعض المجتمعات عن ذي سابق، فلم يعد الأهالي في القرى يتجولوا بأثاث وعفش وطعام العروسة، وكذلك قل تباهي الأغنياء بموائد الطعام والقاعات التي يستعرضوا بها إمكانيات العريس المتقدم لابنتهم، وذلك لانتشار الوعي المجتمعي حيث انه كلما زاد وعي المواطنين كلما كانت الثقافة السائدة هي الموضوعية والحكمة في الحكم على الأمور.