الليلة.. حفل توقيع ومناقشة رواية «الحرب في الشرق»
يستضيف نادي أدب مصر الجديدة، في تمام السادسة من مساء اليوم الثلاثاء حفل توقيع ومناقشة رواية "الحرب في الشرق" للدكتور زين عبدالهادي والصادرة عن دار بتانة للنشر والتوزيع.
ويناقش الرواية كل من الشاعر والمترجم ميسرة صلاح الدين، الكاتبة القاصة صفاء عبدالمنعم، الشاعر الروائي أحمد فضل شبلول، الشاعرة مي مختار، والكاتبة منى ماهر، ويدير الأمسية الشاعر شرقاوي حافظ.
وزين عبد الهادي صدرت له عدة أعمال روائية منها ما تناول حرب 1967 في روايته الشهيرة دماء أبوللو ومنها ما تناول عرضًا لتاريخ القاهرة في التسعينات وبداية الألفية الجديدة في روايته (أسد قصر النيل)، كما يعد د.زين عبدالهادي من جيل التسعينيات في الرواية العربية ويتمبز بخطوطه الإنسانية وعمق شخصياته.
من أجواء الرواية "العائلة"
لا يُمكنني أنْ أتذكَّرَ أسماءهم الآن، لكني سجلتُها على رقعة ما، كي لا أنسى، ربما لأنني لم أحبهم قط، وربما لأنني أحبهم أكثر مما يحتملُ قلبي الذي يئنُّ بلا جدوى، وأصبحتْ بقيةُ رحلتي في الحياة محاولة اكتشاف كيف سكنني هذا، لقد حمَّلوني ما لا أحتمل، فبفضلهم جميعاً تحولتُ إلى رجلٍ ليس له علاقة بالعالم، يمكنك أنْ تُطلق عليه "ذلك الرجل العالق في منطقة ما محرمة، منطقة تقع بين الذكريات والأحلام" أو هذا الرجل الذي يحاول اصطياد السماء، لست وحدي الذي حاول اصطياد السماء، جميعا اشتركنا في تلك المحاولة، أو على الأصح في تلك "المسألة" التي تشبه وعد الرب للتائهين بأنهم يوما ما سيعودون!.
تخليتُ عن فجاجة الواقع، واقتربت من هاوية الجنون، بدا الأمرُ في لحظةٍ ما كأنه رسالةٌ من القدر عليَّ أنْ أفك شفراتها المرهقة، ربما لأني لا أعتبرهم الآن بشراً، ولا أعتبرهم شياطين ولا حتى ملائكة، ربما لأني أراهم الآن صوراً للأسى والمرح ، لحياة حقيقية لم تكتمل يوماً، الحياةُ لا تكتملُ إطلاقاً بأي شكل، لابد أنْ تترك خلفك شيئاً لم يكتمل أبداً ولن يكتمل، وتفعل ذلك غالباً بشكل متعمد، كي تشعر أنَّ هناك يوماً ما قادمٌ ستُتمُ فيه ذلك، بينما أنت متأكدٌ داخلك أنك لن تُتمه، إنها فقط رغبتك وأمنياتك الخالدة في أنك ستعيش للأبد، بينما تعلم علم اليقين أن ذلك لن يحدث، لن تتم أشياؤك أبداً وأنك يوماً ما سترحلُ، لكنْ تظلُّ أمام ناظريك أشياؤك التي لم تكتمل، التي تذكرك دوماً كم أنت ضعيفٌ وناقصٌ، وأنك لأمرٍ ما غامضٍ داخلك، ستعيشُ للأبد!.