أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه على الرغم من تمكن القوات الروسية من بسط كامل سيطرتها على مدينة باخموت الاستراتيجية الواقعة في شرق أوكرانيا إلا أنها سوف تواجه صعوبات في الاحتفاظ بها والدفاع عنها في المستقبل في ظل الهجمات المضادة التي تشنها القوات الأوكرانية.
وأشارت كاتبة المقال ماري إليوشينا إلى أن معركة باخموت، والتي كبدت كلا الطرفين خسائر جمة في الأرواح، تعد من أطول وأشرس المعارك التي نشبت بين الطرفين منذ بداية الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
وتضيف الكاتبة أنه قد بات من الواضح في الوقت الراهن أن القوات الروسية تمكنت بالفعل من الاستيلاء على المدينة التي صارت حطاما جراء المعارك الطاحنة التي دارت بين الطرفين في الفترة السابقة مما أدي إلى فرار معظم سكانها من ويلات تلك الصراعات الدامية.
وتشير الكاتبة إلى تصريحات المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية في أوكرانيا سيرهي تشيريفاتي أمس الثلاثاء التي يقول فيها أن القوات الأوكرانية مازالت تسيطر على بعض المواقع في المنطقة الجنوبية من المدينة.
وتضيف الكاتبة في هذا السياق أنه من الواضح على ضوء تلك التصريحات أن معركة باخموت لم تنتهي بعد ولم يتمكن أي من الطرفين من حسمها حتى الآن على ضوء انتشار قوات أوكرانية كبيرة عند ضواحي المدينة وأطرافها.
وتشير الكاتبة إلى رأي الباحثة دارا ماسيكوت التي تعرب عن اعتقادها أن الأسابيع القليلة القادمة سوف تمثل مرحلة حاسمة للصراع بالنسبة لروسيا لأنها سوف تمثل اختبارا حقيقيا لقدرة موسكو على الاحتفاظ بالمدينة والدفاع عنها ولاسيما في ظل توقعات واسعة بشن القوات الأوكرانية هجوم مضاد كبير على القوات الروسية.
وأوضحت الكاتبة أنه من المرجح أن تقوم موسكو بإعادة نشر لقواتها في مناطق أخرى من أوكرانيا من أجل تعزيز قواتها المتمركزة في الوقت الحالي في المدينة بعد الاستيلاء عليها ومن أجل الحفاظ على المكاسب التي حققتها حتى الآن في باخموت ولاسيما في ظل أنباء عن انسحاب قوات فاجنر، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية النظامية، من ساحة القتال بعد انتهاء مهمتها في باخموت.
وتسلط الكاتبة في هذا السياق الضوء على تصريحات يافجيني برجوجين قائد مجموعة فاجنر التي يعلن فيها عن انسحاب قواته خلال الأيام القليلة القادمة من المدينة وأنه بدءا من الأول من يونيو لن يتواجد أي من قواته على خطوط المواجهة إلا إذا إذا قامت موسكو بتوفير العتاد والتدريب اللازمين لاستمرار قواته في القتال إلى جانب القوات الروسية النظامية.
وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى أن روسيا تقوم في الوقت الحالي بإعادة نشر قواتها في مواقع عديدة تحسبا للعملية العسكرية الأوكرانية المضادة، موضحة أن القوات الروسية ما زالت غير قادرة على التكهن أين سيبدأ الهجوم الأوكراني المضاد.