رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جبرتى الدراما وملهمته القديرة

19-9-2017 | 11:29


بقلم : فاتن الهوارى

فارس الرومانسية وعاشق التاريخ والمسرح، جبرتى الدراما التليفزيونية "محفوظ عبد الرحمن" الذى فارقنا بجسده ولكن أعماله خالدة تخلد اسمه فى التاريخ الذى يحبه.. كان لى الحظ فى إجراء حوار معه هو وزوجته الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، والمشكلة التى قابلتنى وقتها هو سكنهما البعيد فى الشيخ زايد واللقاء هناك والوقت متأخر والجو بارد فى شهر ديسمبر 2004، ولكن عندما وصلت إلى باب منزلهما امتصت كل الغضب والقلق زوجته الفنانة الرقيقة سميرة عبد العزيز بابتسامتها الجميلة لتحكى لنا قصة زواجها من حبيبها محفوظ عبد الرحمن فكلاهما لهما تجربة زوجية فاشلة من قبل ولم تكن نهاية الحياة بالنسبة لهما وإنما كانت بداية جديدة لحياة زوجية ناجحة وهادئة أكثر نضجا وأثقل خبرة وتفاهما.. تقول الفنانة سميرة عبد العزيز قابلت محفوظ عبد الرحمن على الورق لأننى كنت عضو لجنة قراءة المسرح القومى وكان فى مهرجان للكويت عجبنى مسرحية "حفل على الخازوق" أعجبت بها جدا وقلت هو يعطيها للكويت علشان الفلوس المفروض يعطيها لمصر واسمه اتحفر فى دماغى، إلى أن قابلته بعد ذلك وعاتبته على ذلك، ولكنه قال لى الرقابة رفضتها فى مصر علشان كده أعطاها للكويت.. وأهدانى المسرحية وكتب إهداء لى إلى الأخت العزيزة سميرة عبد العزيز ولكنها أصبحت بعد ذلك الحبيبة والزوجة سميرة عبد العزيز.. وعن زوجها قالت لى الفنانة سميرة عبد العزيز يعجبنى فيه أنه يحترم المرأة جدا ويرى أنها عنصر مهم فى المجتمع وتزوجنا أنا وهو بعد أن أصبح أولادنا أصدقاء فهو عنده بنت وولد وأنا عندى بنت.. وكنا فى تونس وكانت الشبكة والمهر عبارة عن عملة من بتوع تونس كتب لى عليها "مهرك إلى الأبد حب إلى الأبد شبكتك عشقك" وأنا اكتيفت بذلك .

محفوظ عبد الرحمن زوج رائع فى الحنان والكرم وربنا عوض عليه به بشكل كبير قوى، وهو كريم إلى أقصى درجة فى مشاعره وحنانه وفلوسه، كريم وحنون وحنين جدا وعينيه تدمع على طول، ومن أحب الأكلات إليه الملوخية واللحم وللأسف لا يأكل الطيور لا يأكل أى شيء له أجنحة .

هذا كان جزءا من الحوار معهما، أما ابن البحيرة الذى لم يعش فيها ويذهب إليها فى الصيف فقط لأن والده ضابط شرطة يتنقل بين البلاد قال لى فى الحوار أنه درس فى المدرسة الابتدائية فى الفيوم ثم ثانية ابتدائى فى المنيا والدراسة الثانوية فى كفر الشيخ وبعد ذلك دخل الجامعة وانقطعت صلته بقضية التنقل فى البلاد وأصبح قاهرى، رحلته مع الإبداع بدأت مبكرا فى القرية حيث الفراغ الشديد فبدأ يكتب واستمر الداء كما يقول وتخرج فى كلية الآداب قسم تاريخ وما زال مختاره وكتب حوالى 16 مسلسلا تاريخيا وفيلمين تاريخيين حتى المسرح أيضا يكون فيه تاريخ.. وعن رأيه فى التجربة الثانية فى الزواج: فيها خبرة وقلق وخوف من أنها لا تنجح وفيها نضج وبالتالى فرصة نجاحها أكبر وكثيرة جدا من الزيجات الأولى تعيسة ومستمرة خوفا من النهاية أو الخوف من التغيير.. ولكن فى رأيه الإنسان يعيش مرة واحدة فلابد أن يكون اختيارك صحيحا ولو حصل فعلا وشعرت أنك تفقدها فهذا يعنى أنك يجب أن تقف وتغيرها، والواحد يغامر بأى حاجة فى الدنيا مقابل أن يمتلك حياته, وعندما سألته ماذا استفاد من دراسته للتاريخ، تنهد وقال اكتسبت أن كل التجارب الإنسانية تتكرر والإنسان الذكى هو الذى يستفيد من التجربة.

رحم الله محفوظ عبد الرحمن وصبر زوجته الحبيبة على فراقه.