رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الضربات الاستباقية تُفقد المتطرفين اتزانهم.. وتصفية خلية «أرض اللواء» وراء «تفجيرات العريش» إرهاب «رد الفعل»

19-9-2017 | 17:01


تقرير: مروة سنبل - أحمد جمعة - أشـرف التعلبـى – أميرة صلاح

لا تزال قطرات الدماء الطاهرة تسيل على أرض سيناء... حرب العصابات صعبة، وتحتاج لتسخير كل الجهود والإمكانيات لدحر الإرهاب الغاشم، الذى تقوده وتدعمه وتموله دول وأجهزة استخباراتية دولية تستهدف الأمن المصرى، وتسعى بكل ما تمتلك من قوة لزعزعة الاستقرار، إلا أنه فى مقابل المخططات الشيطانية تلك يقف رجال الشرطة لتأدية واجبهم وتقديم أرواحهم فداء لوطنهم، عازمين على استكمال مسيرة الشهداء، وإعلان مصر خالية من الإرهاب.

«تفجيرات العريش رد من الجماعات الإرهابية على عملية خلية أرض اللواء»، مجموعة من خبراء الأمن، اتفقوا على وجهة النظر السابقة، مؤكدين أن القوات الأمنية فى سيناء لا تزال فى حاجة ماسة للأجهزة الحديثة المستخدمة فى الكشف عن المتفجرات لتجنب العمليات الخسيسة التى يدبرها وينظمها الإرهابيون هناك، مشددين كذلك على أن أصابع النظامين القطرى والتركى آثارها واضحة على العمليات القذرة تلك، ولا يزالا يقدما الدعم والتمويل للجماعات التكفيرية طمعًا فى إسقاط مصر.

 

من جهته قال ماهر فرغلي، الخبير فى الحركات الإسلامية: إن مصر تواجه حربا شرسة ضد الإرهاب، والمواجهة مع التنظيمات الإرهابية بدأت تتخذ موقفا أكثر حسما وقوة، ما أدى إلى تراجع أعداد العمليات الإرهابية وتقليص خطورتها فى الداخل إلى أقل درجة ممكنة مقارنة بما كان يحدث منذ عامين.

«فرغلى» أضاف أن العملية الإرهابية فى سيناء التى استهدفت قوة أمنية بزرع كميات من العبوات الناسفة على جانب الطريق الدولى بمنطقة أبو الحصين، جاءت ردا على العملية الاستباقية بضبط خلية خطيرة وتصفية عناصرها فى تبادل إطلاق نار مع الشرطة بمنطقة أرض اللواء، وعلينا أن ندرك أن مواجهة الإرهاب تتطلب خطة شاملة.

سامح عيد، الخبير فى الحركات الإسلامية، اتفق مع الرأى السابق على ضرورة مواجهة الإرهاب فى سيناء بالتنمية الشاملة وأن يكون هناك دور أكبر لوزارات الدولة، وتحديدا وزارات الثقافة والإعلام والرياضة والأوقاف داخل المجتمع السيناوى بالتزامن مع المواجهة الأمنية والعسكرية التى يرى «عيد» أن الدولة تحقق فيها نجاحات كبيرة، موضحا أن الأجهزة الأمنية نجحت فى تقليص العمليات الإرهابية مقارنة بالفترات السابقة من خلال عمليات عسكرية ضخمة، وما يحدث حاليا مجرد عمليات نوعية متباعدة، لكن لا تزال هناك ثغرات وتهريب للأسلحة فى سيناء.

وحول مغزى التوقيت للعملية الإرهابية استبعد «عيد» فكرة الربط بينها وبين ضبط خلية أرض اللواء، معللا ذلك بأن مثل هذه العمليات تحتاج نوعا من الترتيب المسبق ورصد للهدف ومراقبة الثغرات بالمنطقة، مشددا على أن المجموعات الإرهابية وإن كانت تشترك فى أفكارها وأهدافها، لكنها تعمل بشكل منفصل للقيام بعمليات نوعية متفرقة، مؤكدا أن الجيش والشرطة يواجهان حربا ضارية وشرسة ضد الإرهاب ونجحت بالفعل فى الحد من سيطرة الجماعات الإرهابية، حيث إنه لم تحدث منذ ما يقرب من ٣ أشهر عملية إرهابية نوعية بهذه الدرجة.

من جانبه قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى: التنظيمات الإرهابية لا تزال باقية والعمليات الإرهابية مستمرة، لكن ليس بالقدر ولا بالحجم أو الخطورة التى كانت عليها منذ عامين، لأن الضربات الأمنية والعسكرية التى وجهت لهذه التنظيمات سواء فى سيناء أو فى الداخل أثرت فيها بشكل كبير، واتفق تماما مع الرأى القائل بضرورة المواجهة الشاملة سياسيا وثقافيا وإعلاميا ودينيا، وإن كل محور يكلف به مجموعة من الوزارات بمهام معينة.

وووفقا لرؤيته الأمنية، استبعد «علام» نهائيا إمكانية الربط بين العملية الإرهابية فى سيناء وبين ضبط الخلية الإرهابية بمنطقة أرض اللواء، مشيرًا إلى أن عملية استهداف القوة الأمنية فى سيناء وزرع كميات من العبوات الناسفة على جانب الطريق الدولى، تحتاج لترتيبات مسبقة لتحديد الهدف والمراقبة وتمشيط للثغرات بالمنطقة مسرح العملية الإرهابية ومن الصعب القيام بذلك خلال ٢٤ ساعة فقط، إلا إذا كانوا مخططين لهذه العملية مسبقا منذ فترة.

أما اللواء حمدى بخيت، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب فأكد أن: العمليات التى تتم فى منطقة سيناء لم تنقطع ولكن من وقت لآخر ستكون هناك عملية، وأكبر دليل أنه منذ حوالى شهر ونصف الشهر لم نسمع بأى عملية إرهابية، وكانت آخر عملية تمت فى الفترة الماضية عملية «الكتيبة ١٠٣»، يأتى ذلك نتيجة الهجمات الاستبقاية التى تقوم بها قوات الجيش والشرطة فى الآونة الأخيرة.

«بخيت» أوضح أن هذه العملية تعتبر رد فعل لعملية التصفية التى قامت بها قوات الداخلية وآخرها فى منطقة «أرض اللواء»، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية يحاولون إثبات وجودهم سواء داخل سيناء أو فى جميع أنحاء الجمهورية.

وشدد على أهمية أن يكون هناك استشعار للتهديد من قبل قوات الأمن لتفادى الخسائر الفادحة سواء من المدنيين أو من قبل أفراد الداخلية، قائلا: نرجو أن يكون شعارنا فى الفترة المقبلة استشعار التهديد، وعلينا إدراك أن العمل الإرهابى عمل مجرم انتحارى لا يمكن أن توقفه فور انطلاقه، لذلك تعمل قوات الجيش والشرطة على التخطيط الدائم لعمليات استباقية بالهجوم على مواقعهم، وكل الخلايا الإرهابية مرتبطة ببعضها البعض بتمويل من أجهزة استخباراتية خارجية، لذلك جاءت هذه العملية فى هذا التوقيت نتاج نجاح أجهزة الأمن فى تصفية الأوكار الإرهابية.

فى حين قال العميد حاتم عبد الفتاح، خبير مكافحة الإرهاب الدولى: ما حدث فى تفجير العريش رد فعل سريع للإرهابيين على رجال الشرطة بعد تصفية خلية أرض اللواء، ولا بد أن يستوعب الجميع أننا فى حالة حرب، ودويلة قطر وتركيا على رأس الدول الداعمة للإرهاب فى مصر، ولكل من له مصالح فى هدم الدولة المصرية التى تمتلك أدلة تؤكد تورط قطر فى دعم الإرهاب.. التى تصر على زعزعة الأمن فى مصر لصالح الأخوان ومخططها الإرهابى.

“عبدالفتاح” أرجع تكرار التفجيرات فى العريش إلى عدم وجود مواجهة مباشرة مع العناصر الإرهابية، مؤكدا أننا بصدد حرب عصابات، وأكثر دولة تقدما من إمكانيات وخطط وتكتيك هى الولايات المتحدة الأمريكية، والإدارة الأمريكية تتعجب من صمود الدولة المصرية أمام هذه الحرب المدعومة من دول وأجهزة استخباراتية.

وأضاف: لا بد أن نصمد ونستمر فى محاربة الإرهاب، لأنها معركة طويلة وتحتاج صبرا ونفسا طويلا، وكلما حققنا نتائج سيزداد الموقف صعوبة، وهناك قاعدة تقول أن الأمن يساوى إمكانيات مادية، ومن الصعب أن نكلف ميزانية الدولة إمكانيات أكثر من ذلك، لتوفير أجهزة الكشف عن المفرقعات عن بُعد أو الألغام الحرارية، نحن فى حاجة لهذه الأجهزة، ووزارة الداخلية استطاعت توفير جزء منها، لكنه من الصعب تعميمها.

من جهته قال اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية الأسبق: ما زلنا فى حرب ضروس فى سيناء، وهذه العملية جاءت كرد فعل للعملية الاستباقية التى قامت بها قوات الأمن فى منطقة أرض اللواء، ولها دلالات قوية، أنها رد على ما تقوم به الداخلية من تصفية لأعداد كبيرة من العناصر الإرهابية خلال الشهرين الماضيين، وكان لهذه الجماعات اتصال بمنطقة سيناء بعدما تلقوا تدريبا هناك، وكانوا يعدون لتفجيرات فى مناطق مختلفة.

“حجم الحادث الذى وقع يؤكد أنه لا تزال هناك أعداد كبيرة من الإرهابيين فى سيناء”.. هذا ما أكده “أمين”، مضيفًا: “صحيح أن هناك حملات يومية لضبط تلك العناصر لكنهم “مبيخلصوش”، ولا نستطيع حتى الآن أن نكذب على أنفسنا ونقول إننا قضينا على الإرهاب بنسبة ١٠٠٪، لكن فى نفس السياق هناك تباعد فترات بين هذه العمليات نتيجة القبضة الحديدية ونحن استطعنا السيطرة على ٩٠٪ من حجم الإرهاب المصدر إلى سيناء وهذا نجاح لا يمكن إغفاله”.

وطالب مساعد وزير الداخلية، الأسبق أجهزة الدولة بمواصلة تجفيف منابع الإرهاب “سياسيا”، لاعتقاده أن التمويل ما زال مستمرًا حتى الآن خاصة من قطر، موضحًا أن “تجفيف منابع الإرهاب من دول الإرهاب مثل قطر له علاقة بالسياسة وليس الأمن فقط”.