رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مراقبون: غضب «آل ثاني» يلوح بالتخلص من الحكومة القطرية

19-9-2017 | 21:04


كتبت: خلود الشعار

 

حظي البيان الذي أصدره الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، نجل حاكم قطر الأسبق، مخاطبًا فيه الشعب القطري بالترابط لمواجهة السياسة الخاطئة التي يتبعها تميم بن حمد حاكم الدوحة، وما أعقبه من تأييد ومساندة من الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، شقيق أمير قطر الأسبق، باهتمام واسع داخل الدوائر السياسية العالمية ومتابعة المهتمين بالشأن العربي والأزمة الأخيرة بين الدوحة وبعض الدول العربية.

 

وبحسب مراقبون، فإن السياسة التي تنتهجها قطر وتصر عليها خلال السنوات الأخيرة، أخرجت الأسرة الحاكمة من صمتها وإعلنت ما تخفيه من تذمر وغضب بسبب السياسة التي تتبناها حكومة الدوحة، كما أن صبرها نفد ورأت أن البلاد تتجه إلى نفق مظلم وعزلة عربية ودولية.

 

وكان الشيخ عبد الله آل ثاني، عبر عن عدم رضاؤه بالوضع الحالي وما آلت إليه الأوضاع المتوترة بين الدوحة والدول العربية، وقال في بيان مقتضبًا الأحد الماضي:" أتألم كثيرا وأنا أرى الوضع يمضي إلى الأسوأ بلغ حد التحريض المباشر على استقرار الخليج العربي، والتدخل في شؤون الآخرين ويدفع بنا إلى مصير لا نريد الوصول إليه"، ودعا الحكماء والعقلاء من أبناء الأسرة الكرام وأعيان الشعب القطري إلى اجتماع أخوي عائلي ووطني نتباحث فيه حول ما يخص الأزمة وما نستطيع عمله لنعيد الأمور إلى نصابها ولتقوية اللُحمة الخليجية".

وأعقبه في اليوم الثاني، خطاب مصور للشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أعلن فيه دعمه لدعوة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني  من خلال دعوته لاجتماع وطني لتصحيح الأوضاع في قطر.

 

تعامل قطر مع الأزمة

وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن شبانة، المتخصص في الشأن العربي والأفريقي، إن الأزمة القطرية بحاجة إلى حكمة في التعامل من جانب حكام قطر، مشيرًا إلى أن الدوحة بإمكانياتها الحالية لن تستطيع مواجهة مقاطعة من بعض الدول العربية ولا دعمها للإرهاب.

 

ولفت شبانة لـ"الهلال اليوم"، إلى أن قطر لا يمكن أن تستمر في دعم الإرهاب والتطرف، رغم ظهور الولايات المتحدة كوسيط محايد، ولكن هذا الوضع لن يستمر طويلًا، لأن قطر بهذا الشكل تمثل عبء على الإدارة الأمريكية، التي أعلنت إلتزامها بمحاربة الإرهاب، وإلا ستكون أمريكا هي القوة الخفية المحركة للإدارة القطرية.

 

رأس المثلث في الأزمة

وأضاف، أن هناك لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وأمير قطر "تميم بن حمد" على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلًا عن اللقاء الهام بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي، معتقدًا أن الأزمة القطرية ستكون في قلب المحادثات التي ستدور في هذين اللقاءين، حيث أن هذه اللقاءات قد تكون متعمدة، لتوضيح الرؤية الأمريكية والقطرية، ثم إطلاع الرئيس السيسي على ما دار من محادثات والتعرف على الموقف الأمريكي تجاه الأزمة.

 

إطاحة قسرية

وأوضح، أن هذا الأمر بمثابة فرصة للنظام القطري، وينبغي عليه أن يستثمره كي يخرج من الأزمة الراهنة، ولكن هذا الخروج يجب أن يكون له اشتراطات معينة، منها التخلي عن دعم الإرهاب، وإبعاد بعض العناصر المتورطة في دعمها للإرهاب، والتخلي عن تمويل الإرهاب والسياسة الإعلامية التي تتبعها بعض القنوات الإعلامية القطرية والقنوات الأجنبية المدعومة من الدوحة، معتقدًا أن هذا الأمر مخرجًا هامًا للأمير القطري، وإلا ستضيق قطر الخناق على نفسها وتقلل الفرص المتاحة لها للتحرك.

 

وأشار إلى أن تمسك قطر بموقفها سيدفع الجميع لتجهيز البديل وتحقيق "إطاحة قسرية" بمعنى عدم تغيير النظام القطري بأكمله، فإن نظام "آل ثاني" حديث الولايات المتحدة الأمريكية وبعض القوى الإقليمية مثل "إيران وإسرائيل"، وبالتالي البديل ليس بالإطاحة بالنظام ككل، ولكن بالتضحية بشخص "تميم بن حمد" في سبيل شخص أخر من الأسرة الحاكمة قد يكون أحد أشقائه، ولكن من أسرة "آل ثاني"، لأن توازنات القوة في قطر تدعم هذا الاتجاه.

 

عقبات المعارضة القطرية

وأكد أن المعارضة القطرية نفسها لم تكن لديها القدرة على قلب النظام، لأن في قطر وفرة مالية للشعب القطري، والتي جعلتهم في غنى عن الدخول في مصادمات مع النظام، فضلًا عن العواقب، فهناك خدمات صحية وتعليمية ورواتب غير أن البطالة محدودة أو تكاد تكون معدومة، وليس هناك تنظيمات معارضة قوية أو مجتمع مدني قوي، فالكل يدور في فلك الدولة، وبالتالي المعارضة لن تستطيع قلب نظام الحكم، ولكن الضوء الخارجي يستطيع خاصة الولايات المتحدة لإحداث هذا التغيير.

 

وتابع:" إذا أراد تميم أن يقطع هذا الخط، عليه أن يستجيب للإرادة العربية، خاصة أن دول مثل "تركيا وإيران" لن تستمر في دعمه للأبد، وإلا ستضع نفسها في المعسكر ذاته "قطر الداعم للإرهاب"، وإسرائيل لن تستطع الظهور في العلن، وإلا ستحرج نفسها وتورط النظام القطري، ودخولها في مصادمات مع الدول العربية".

 

نظام العقوبات

أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة النظام السياسي بمركز الأهرام للدراسات، قال إن ما فعلته قطر وما زالت تفعله حتى الآن من تدخل في الشئون العربية ودعم الإرهاب أمر غير مقبول تمامًا.

 

وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أن دعوة "آل ثاني" لعقد اجتماع مع الأسرة الحاكمة أو النظام القطري أمر سيرفضه "تميم بن حمد" باعتباره أمر غير مقبول وإهانة للقطريين، فضلًا عن المطالبة بتدخل الدول العربية لحضور هذا الاجتماع،.

وأشار إلى أنه لا يتوقع حدوث أي انقلاب في قطر بعد هذا الأمر لأن لا يشكل أي قوة ظاهرة، مطالبًا الدول العربية إتباع المقاطعة مع قطر وفرض نظام العقوبات لعدم قبول الأخيرة بالتصالح أو تسوية الأزمة.