رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ميكا فالتري .. الفنلندي مؤلف «سنوحى المصري»

19-9-2017 | 22:25


في مثل هذا اليوم ولد الكاتب الفنلندي ميكا فالتري 1908 -1979 المعروف بروايته الشهيرة "سنوحي المصري" التي نشرت للمرة الأولى عام 1945 وتتناول التاريخ الفرعوني القديم ، بدأ فالتري حياته كصحفي وناقد، وكتب لعدد من الجرائد والمجلات، وسافر للعديد من دول أوروبا.قام بإدارة مجلة سومين كوفاهليتي (مجلة الصور الفنلندنية).

 في نفس الوقت استمر في كتابة الكتب في شتى الاتجاهات، متنقلا من مجال إلى آخر بكل سلاسة.جدول أعماله المشحون وصرامته في العمل جعلت حالته الصحية تسوء أكثر، ومن حين لآخر عانى من الأرق والاكتئاب لدرجة أجبرته على العلاج في المستشفيات.

اشترك في المسابقات الأدبية ولاقى نجاحًا في بعضها وذلك ليثبت جودة إنتاجه للنقاد، في إحدى هذه المسابقات ظهرت شخصيته الروائية الأشهر المفتش بالمو، المفتش الفظ في قسم شرطة هلسنكي، والذي ظهر في ثلاث روايات بوليسية، حولت كلها لأفلام سينمائية. كتب فالتري أيضا سيناريو الكارتون الشهير كيكو جا كايكو، وكتب كتاب إرشادي ليلهم الكتاب والذي أثر على كتاب أصغر سنا مثل كالي بآتلو.. ومن أعماله المغامر، الهائم، الملاك الأسود، وسر المملكة

تعتبر رواية "سنوحي المصري" أول وأشهر روايات فالتري، تدور أحداثها في حقبة مدهشة من التاريخ المصري القديم، في عهد الفرعون إخناتون والمشتهر عنه كونه أول حاكم موحد في العالم، بطل الرواية ليس إخناتون بل سنوحي الطبيب الملكي والذي يروى الحكاية من منفاه بعد مقتل إخناتون وانتهاء عهده، بجانب وقوع حوادث الرواية في مصر، تتبع الرواية رحلات سنوحي في بابليون وكريت، وبين الحيثيين، بجانب ثقافات أخرى محيطة بمصر حينها.

تسمية الشخصية الرئيسية في الرواية بناءً على نص مصري قديم معروف باسم قصة سنوحي، وهي قصة تاريخها يعود لعهود قبل عهد إخناتون وبالتحديد ينتمي لكتابات تمت في عهد الأسرة الثانية عشرة، بالرغم من توظيف فالتري للخيال لجمعه بين إخناتون وسنوحى في عهد واحد، إلا أنه كان مهتما جدًا بالدقة التاريخية لموضوعه ولوصفه الحياة المصرية القديمة وليصل لهذا المستوى استلزم منه الأمر القيام ببعض البحث التاريخي، وهو الجهد الذي أثنى عليه علماء المصريات بجانب إطراء القراء.

امتد اهتمام والتاري باخناتون وكتب مسرحية عنه عرضت في هلسنكي عام 1938. الحرب العالمية الثانية كانت الحافز النهائي لاستعراض الموضوع في رواية، مع أن الرواية تصور أحداث وقعت قبل أكثر من 3000 عام، لكن واقع الحال كانت الرواية تعكس مشاعر الاستفاقة والتعب من الحروب وتحمل الرواية رسالة متفائلة من واقع تشابه الطبيعة الإنسانية خلال العصور المختلفة، هذه الرسالة نالت استجابة واسعة بين جمهور القراء نتيجة للحرب العالمية الثانية وأصبح الكتاب من أفضل الكتب مبيعًا في العالم، وتصدر القائمة في الولايات المتحدة عام 1949، وظلت الرواية أكثر رواية أجنبية بيعت في الولايات المتحدة قبل أن تحل محلها رواية اسم الوردة لـ”أمبيرتو إكو”.