رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


العقاد يستهزىء بـ «زعيم الأمّة» في إحدى معاركه الأدبيّة

20-9-2017 | 08:53


عُرف الكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقّاد بصلفه ومواقفه الحادة في أحيان كثيرة، ودخل خلال حياته الفكرية في معارك أدبيّة كثيرة، لعل أشهرها كانت مع الشاعر الكبير أحمد شوقي، فمن لا يعرف نقده الشهير لقصيدة شوقي في رثاء بطرس غالي، أو نقده لمسرحية شوقي “قمبيز”، وإلى جانب معاركه مع أمير الشعراء، كما كان له معركة أدبية شهيرة مع الأديب الراحل مصطفى صادق الرافعى.

وكانت للرافعي كتاباته النثريّة واسعة التأثير في عصره، وفي أعقاب وفاته مباشرةً كتب رفيق دربه محمد سعيد العريان سلسلة مقالات عنه في مجلة الرسالة ويعتبر هذا الكتاب المرجع الرئيسي لحياة الرافعي، وسرد فيه العريان تفاصيل لم تكن الحياة الأدبية والثقافية المصرية تعرف عنها شيئاً، خاصة تفاصيل علاقته -أي الرافعي- العاطفية بالأديبة الآنسة (مي)، والتي كتب لها معظم رسائله المنشورة. رغم أن الكتاب كان يتحدث بأمانة شديدة، ودقة واضحة، إلا أن العريان كان منحازاً جداً لأستاذه، وكان من الممكن أن تمر المقالات مروراً عادياً كما تمر معظم المقالات المنشورة في المجلة، إلا أن العريان تعرض للعلاقة العدائية التي كانت بين الرافعي والعقاد، ففي الحلقة 26 كتب العريان عن تعرض الرافعي للعقاد في ديوانه “وحي الأربعين” وكانت العلاقة بين الرافعي والعقاد شائكة منذ وقت طويل عندما التقى الاثنان في مستهل عشرينيات القرن الماضي في مجلة “المقتطف”، وكان الرافعي أصدر كتابه “عن الإعجاز القرآني”، فسأل الرافعي رأي العقاد في الكتاب، فأجابه العقاد بما لم يرق الرافعي، والرافعي كان أصم، وكان يتبادل الحوار مع محدّثه عبر الكتابة على الورق، وعندما لم يعجب رأي العقاد الرافعي سأله الأخير: “إنك تجحد فضل كتابي، فهل تراك أحسن رأياً من سعد زغلول؟” فكتب له العقاد: “وما سعد؟ وما رأي سعد؟!” عندئذ قبض الرافعي بأصابعه على الورقة التي دوّن فيها العقاد رأيه المستخف بسعد عندما كان “سعد” هو زعيم الأمة الأول بلا منازع، وقال الرافعي للعقاد: هل تستطيع أن تصرّح برأيك في سعد على صفحات الجرائد؟ ورد العقاد من فوره على الرافعي قائلاً: اسألني هذا السؤال في جريدة من الجرائد، وسيكون جوابي ماذكرته لك الآن، وهكذا بدأت معارك ضارية بين الإثنين شهدتها عدة مجلات وصحف حول أفكار وكتابات وأشعار كثيرة.

ولم يكن سعد زغلول وحده هو من طاله استخفاف العقّاد، إذ كان استخفاف العقاد بكثير من الشخصيات المؤثّرة سمة من أبرز سماته طيلة حياته.