رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"نيويورك تايمز": سياسات ترامب تجاه كوريا الشمالية وإيران متناقضة

20-9-2017 | 20:32


قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه كل من كوريا الشمالية وإيران تحمل تناقضا، مشيرة إلى المفارقة بين مهاجمته للاتفاق النووي من جانب، وسعيه لأن تتفاوض بيونج يانج حول برنامجها النووي والصاروخي من جانب آخر .

وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، إن ترامب منخرط الآن في مواجهتين نوويتين، إحداهما حول الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه بأنه "مدعاة للحرج"، والثانية مع كوريا الشمالية، والتي دفعت البنتاجون للمرة الأولى منذ عقود إلى التفكير في كيف يمكن أن تكون عودة الحرب الكورية .
وتساءل التقرير حول "التناقض" الذي تحمله سياسات ترامب تجاه الملفين، قائلا: " إذا نفذ ترامب تهديده بالانسحاب من اتفاق 2015 النووي مع إيران، فكيف إذن سيقنع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج-أون بأن أمريكا ستحترم الإلتزام بدمج كوريا الشمالية في المجتمع الدولي إذا نزعت أسلحتها فقط، وهو ما طلبه ترامب من منصة الأمم المتحدة".


ونقل التقرير عمن وصفهم بأعنف المدافعين عن الاتفاق النووي دفعهم بأن فريق الرئيس الأمريكي لم يفكر في كيف سيكون صدى تهديداته لإيران في بيونج يانج، لاسيما مع التزام طهران بما يلزمها به الاتفاق حتى الآن.


من جانبها، قالت ويندي شيرمان كبيرة المفاوضين الأمريكيين للاتفاق النووي إنه إذا انسحب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني بالنظر إلى امتثالها لشروطه، "فهذا سيجعل الدبلوماسية فيما يخص كوريا الشمالية مستحيلة لأن مصداقية الولايات المتحدة ستفسد".
ولفتت "نيويورك تايمز"، من جانب آخر، إلى أنه من المفترض كي تتوصل واشنطن إلى اتفاق مع النظام الكوري لوضع حدود لبرنامجه النووي على غرار إيران، أن تحصل بيونج يانج في المقابل على بعض التنازلات، لكن ذلك الأمر لن يكون مضمونا طالما أن الرئيس المقبل للولايات المتحدة قد يأتي ويلقي بأي اتفاق أبرمه سابقه، مثل ما يسعى ترامب لفعله مع الاتفاق الإيراني .
في المقابل، يرى مساعدو ترامب تلك المشكلة بطريقة مختلفة تماما، إذا يقولون أن الدرس الذي يجب أن تخرج به كوريا الشمالية من موقف واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني هو أن الولايات المتحدة "يمكن أن ترتد"، معللين التحول في الموقف تجاه الاتفاق بيأن "ليس حلا دائما للمشكلة النووية الإيرانية، وإنما حل مؤقت"، على أساس أنه سيُرفع الكثير من القيود على المواد النووية بالنسبة لإيران بعد 15 عاما، وإن بقيت متطلبات التفتيش كما هي .
ويهاجم ترامب الاتفاق النووي الإيراني بشدة وبشكل متكرر منذ خوضه حملة انتخابات الرئاسة في العام الماضي، واصفا إياه بأنه "أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق"، متعهدا بالانسحاب منه. وينتقد ترامب الاتفاق على أساس أنه فشل في حل مشكلة البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية وأزمة احتجاز مواطنين أمريكيين ودعم طهران لعدد من الجماعات "الإرهابية" في الشرق الأوسط.
ونوّهت "نيويورك تايمز" بأنه ستكون لدى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، اليوم، فرصة لعرض حجج الإدارة الأمركية في هذا الشأن خلال اجتماع بين ممثلين عن كل الدول الموقعة على الاتفاق (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ورزسيا والصين وألمانيا وإيران)، وذلك في أول لقاء سيجمع بين تيلرسون ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، سعيا من جانب واشنطن لإعادة التفاوض بشأن الاتفاق، وهو ما ترفضه كل من إيران والدول الأخرى الموقعة عليه.