رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كتابك المفضل على الرصيف

17-2-2017 | 00:11


كتبت –  أماني محمد

يتفقون جميعهم في القدرة على تشريح جمهورهم من القراء واهتماماتهم، ومتى يروج الطلب على كتاب ما ومتى يخفت، إلا أن كلا منهم له حل مختلف فهذا يشكو همومه يائسا من إيجاد الحل، وآخر يرفض الحديث للصحافة، توفيرا لوقت يستفيد منه في البيع أو مساعدة قارئ في إيجاد مبتغاه، وآخر يحاول لملمة الكتب خشية ألا تبتل بمياه الأمطار.

 

بداية الحاج فرح إبراهيم الرجل الستيني في مهنة بيع الكتب كانت قبل أربعة عقود بعد أن توجه للحي ثم تعاقد مع المؤسسات الصحفية الثلاث الأهرام والأخبار والجمهورية لبيع الصحف والمجلات، وبعدها للتسجيل في المحافظة والمرافق للحصول على الرخص اللازمة، حتى الآن أصبح صاحب إشغال دائم ما يعني حمايته إذا جاءت حملة للحي أو البلدية.

حصل إبراهيم على بكالوريوس زراعة لكنه لم يجد وظيفة حينها إلا العمل في بيع الكتب، "لم أجد مهنة غيرها بعد أن قدمت في عدة جهات"، يساعده في عمله شابان آخران كل منهما حصل على مؤهله العالي من كلية مختلفة أحدهما في الزراعة والآخر تربية.

يوضح أن أكثر الكتب المطلوبة هي الروايات الرومانسية التي يقبل عليها الشباب والفتيات والتي يكون ثمنها أرخص، مضيفا "الآن اهتمامات الناس بين الروايات الجديدة والكتب الدينية والتي راج بيعها مؤخرا أكثر من السنوات الماضية، فضلا عن الكتاب الكبار الذين تعاد طباعة مؤلفاتهم".

رأى أن انتشار الانترنت والكتب الالكترونية قلل من الإقبال على المطبوع لفترة من الزمن، لكن الأمر بدأ يعود مرة أخرى كما كان لأن الورق له سحره ورونقه، فيما يؤكد أن غلاء أسعار الورق والطباعة رفعت أسعار الكتب ما جعل الإقبال والبيع الشراء يقل في كل الأحوال.

فيما كان حب القراءة دافع جعل هاني مرسي والحاصل على دبلوم تجارة يبدأ العمل مع ابن عمه منذ أكثر من 15 سنة ببيع الكتب في شارع طلعت حرب، "عمر المكان هنا يعود لأكثر من ثلاثين عاما لكني أعمل به منذ خمسة عشر عاما، فهنا نعمل 24 ساعة لا نغلق إلا في الإجازات" يقول مرسي.

ويوضح أن الكتب المعروضة يحصل عليها من سور الأزبكية وعدد من دور النشر والمكتبات، مضيفا أن الكتب التي يحصل عليها تكون وفقا لما هو مطلوب التي يسأل القراء عنها فيبدأ بالبحث عنها وهي حسب تأكيده الروايات الشبابية للكتاب الجدد مثل أحمد مراد ومحمد عصمت، فضلا عن الكتاب القدامى مثل نجيب محفوظ والعقاد.

وقال إن الأعمال التي شاركت في معرض القاهرة للكتاب هذا العام مطلوبة بكثرة خلال تلك الفترة مثل دوواين شعر محمد إبراهيم وكتاب الورقة لإسلام جاويش، أيضا روايات الرعب مثلا لحسن الجندي، مفسرا ذلك بسبب الأسعار المقبولة التي تكون أرخص من المعرض، مضيفا "الأسعار بالطبع ارتفعت لكنها لا تزال في المتناول".

وعن طبيعة العمل قال إنهم حصلوا على ترخيص صحافة من الجهات المعنية وهذا يحمي عملهم في الشارع، ويحصل على الكتب من دور النشر والمطابع ويسدد ثمنها إما نقدا بشكل فوري أو بنظام الأمانات بمعنى السداد على فترات، ورغم أنه لا يجد الوقت لقراءة أية من الكتب التي يعرضها بشكل كامل لكنه يأخذ نبذة عن محتواه لكي يعرضه للقارئ.

وأمام إحدى ممرات طلعت حرب جلس الشاب أحمد إبراهيم طالب كلية الحقوق والذي بدأ العمل في مجال الكتب مؤخرا في إجازة الجامعة بعد أن تعرف على صاحب مطبعة عرض عليه العمل معه لأنه يمتلك فكرة عن الكتب والروايات ووافق، قائلا "هو يحصل عليها من مطبعة أو دار نشر ويسعرهم بما يحقق له هامش ربح".

يتقاضى إبراهيم راتب ثابت عن هذه المهنة ولا يعرف كم يبلغ ربحها المادي، فيما يرى أن ما يسميها "الروايات التافهة" هي الأكثر طلبا، وهي حسب رأيه كتب خيالية وغير مفيدة على خلاف العادات السبع أو قوة عقلك الباطن على سبيل المثال لكن الكتب السياسية والتاريخية غير مطلوبة وغير موجودة.