أكدت ماري لويز بريكا، رئيسة منظمة "أطفال المتوسط" وشبكة "أورو تشايلد" والرئيسة السابقة لدولة مالطا، تقديرها للدور الاجتماعي لتونس في مجال الاستثمار بالطفولة المبكّرة ودعم الأطفال فاقدي السند وذوي الظروف الهشّة وبرنامج التمكين الاقتصادي لأمهات التلاميذ المهدّدين بالانقطاع المدرسي.
جاء ذلك خلال لقاء آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن التونسية، اليوم مع ماري لويز بريكا، وسيمون بوليسينو سفير جمهوريّة مالطا بتونس، الذي تم خلاله استعراض جهود الوزارة في مجال الاستثمار بالطفولة، لا سيّما في مرحلة الطفولة المبكّرة ودعم الأطفال فاقدي السند وذوي الظروف الهشة وتعزيز مشاركة الأطفال منذ الصغر في الحياة العامة.
وسلّطت الضوء على التجربة التونسية الرائدة في مجال الطفولة وتبني حقوقها العالمية والدور الطلائعي الذي تضطلع به تونس في محيطها الإفريقي والمتوسطي والدولي في نشر قيم المساواة وتكافؤ الفرص وتعزيز الدور الاجتماعي للدولة.
كما أعربت عن رغبة منظمة أطفال المتوسط وشبكة "أورو تشايلد" في إقامة شراكة قوية وفاعلة مع الوزارة لتنفيذ برامج تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف خدمةً لقضايا الطفولة في تونس والمتوسط بغرض تمكين الطفل وتعزيز مشاركته والاستفادة من تجربة تونس، خاصة بالنسبة لبرلمان الطفل الذي انطلق منذ 2004، موضحة تجربة بلادها في مجانية التعليم ما قبل المدرسي وأثره في تعزيز مشاركة النساء المالطيات في الاقتصاد.
من جانبها، استعرضت وزيرة الأسرة أبرز مشروعات الوزارة وبرامجها في مجال الطفولة التي تكرّس الدور الاجتماعي للدولة في الاستثمار في مجال الطفولة بصفة عامة والطفولة المبكرة بصفة خاصة على غرار تنفيذ برنامج "الروضة العمومية" التي استقبلت خلال هذا العام 1700 طفل في 30 روضة أعيد توظيفها .
كما قدمت الوزيرة عرضا موجزا حول برنامج "دمج الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ضمن مؤسسات الطفولة المبكرة العمومية والخاصة" والدليل الذي تم إعداده كمرجع لفائدة المربين والمهنيين، والجهود التي تبذلها الوزارة لتعزيز آليات التدخل الناجع والاستراتيجي لفائدة الطفولة المهددة والطفولة فاقدة السند.
وأكدت بلحاج حرص الوزارة على مزيد من النهوض بمستوى الشراكات وبرامج التعاون القائمة مع القطاع الخاص ومكونات المجتمع المدني الوطني والدولي في هذا المجال، حرصا على تحسين جودة ورفاهيّة الخدمات الموجّهة إلى الأطفال وحمايتهم من كافة أشكال التهديد والعنف المسلّط عليهم.
يذكر أن شبكة منظمة أطفال المتوسط تضم عددا من المنظمات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الطفل من بلدان البحر الأبيض المتوسط على غرار تونس ومالطا وقبرص وصربيا وسلوفينيا وتعمل على جعل مسألة الطفولة في قلب جدول أعمال دول البحر الأبيض المتوسط من خلال الدعوة إلى الاستثمار في رفاهية الأطفال واحتياجاتهم وتنمية الطفولة المبكرة.
كما أن شبكة أورو تشايلد تتكّون من 200 منظمة في 37 دولة وتعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي بهدف حماية حقوق الأطفال من خلال التأثير على السياسات العمومية وبناء قدرات المجتمع المدني وتبادل الممارسات والخبرات والبحوث ودعم مشاركة الأطفال.