أقامت مكتبة القاهرة مساء أمس الخميس 16 فبراير، ندوة وحفل توقيع، رواية "أنا الآخر"، تأليف سونيا بوماد، وفكرة محمد سيف الأفخم، مدير هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالإمارات، وشارك في المناقشة الروائي عمر العادلي، وأدارها الناشر محمد رشاد، بحضور عدد كبير من الأدباء والفنانين والصحفيين، والقراء.
في البداية أشار محمد سيف الأفخم، إلى بداية الفكرة التي راودته بعد قراءة مقال لكاتب حاول استنساخ شخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، لكنه لم يكن لديه شغف الكتابة، ولذلك عرض فكرته على الروائية سونيا بوماد، التي وجد منها ترحيبًا بالمشاركة، مؤكدًا أنه كان يتواصل معها باستمرار لمتابعة سير كتابة الأحداث، وموضحًا أنها بذلت مجهود كبير في البحث عن المعلومات العلمية لتضفيرها في الرواية أدبيًا.
وأضاف "الأفخم"، أنه عرض الفكرة سابقًا على الفنان الراحل نور الشريف، وأعجب بها، وكان هناك نية لتحويلها إلى فيلم سينمائي، إلا أن ظروف مرضه في الفترة الأخيرة قبل وفاته، حالت دون إتمام المشروع، مشيرًا إلى أن رغبته في تحويل الرواية إلى فيلم مازالت مُلحة بشكل كبير.
وتحدثت الروائية سونيا بوماد، عن تجربتها في كتابة الرواية، وعن الصعوبات التي واجهتها، وأوضحت أن صعوبة الكتابة جاءت كونها تكتب ضمن إطار فكرة غير فكرتها، معتبرة أن فكر الكاتب يجب أن يكون حرًا، إنما الالتزام بفكرة شريك آخر في العمل، جعل الكتابة أصعب.
وأضافت "بوماد"، أن الصعوبة الثانية جاءت من كون الرواية تدور في إطار علمي، بحيث كان علىّ تضفير المعلومات العلمية الجافة بطريقة أدبية، لا تُنفر القارئ، ولا تجعله يشعر بالملل، ودون أن تدخله في رتابة العلم، مشيرة إلى أن فكرة الرواية ربما تكون الأولى من نوعها في الأدب العربي، وهو قد يجعلها صادمة للقراء، من حيث قدرة الإنسان على استحضار الروح بطريقة علمية، وكأن الإنسان بعلمه، وصل به الجبروت أن يتحدى الخالق.
وأوضحت الروائية اللبنانية، أن الرواية تتعرض لعدد من القضايا الأخرى، إلى جانب الاستنساخ، منها اضطهاد المغتربين، وتأجير الأرحام، والأنا، وكيفية قبول الآخر، كما تناقش قلة الاهتمام بالبحث العلمي في العالم العربية، معتبرة أن الرواية تدفع القارئ للبحث فيما بعد قراءتها عن الاستنساخ، وعن قضايا علمية متعددة.
من جانبه أوضح الروائي عمرو العادلي، أن الرواية ظاهريًا تتناول فكرة الاستنساخ، إلى أن جوهرها يتطرق إلى علاقة الأنا أو الذات، بالآخر، وكيفية قبوله، مشيرًا أن الكاتبة استطاعت أن تخرج من مأزق رتابة العلم، وتقديم عمل روائي شيق للقارئ، ورغم كثرة الشخصيات بالعمل، إلا أن القارئ لا يشعر بالملل.