رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مدام تحب بتنكر ليه..

23-9-2017 | 16:57


بقلم – حمدى رزق

واللى يحب يبان فى عينيه، ورق الحبيب، وحبيبى يسعد أوقاته، وروحى وروحك حبايب من قبل دا العالم والله، أنا فؤادى متيم من قبل يوم التلاقي، وربى هوا للى يعلم محبتى واشتياقي، يكتبلى فى الحب نايب ويطل على العشاق طله، الأولة فى الغرام والحب شبكوني، والثانية بالامتثال والصبر أمروني، والثالثة من غير معاد راحوا وفاتوني، وفاتونا الحبابيب، ويا رب من له حبيب متحرموش منه.

 

مدام تحب بتنكر ليه، وتحريفا مستحبا، مدام تحب بتكره ليه، صحيح الأذية طبع، لكن المحبة فضيلة، قولها ولا تخش ملامة، قولها للطير للشجر للناس لكل الدنيا قول الحب نعمة.. مش خطية، الله محبة، الخير محبة، النور محبة، قولها لمن تحب، قولها صريحة، الله محبة.

أحب من كلمات السيد المسيح فى موعظة الجبل ما خلاصته: «سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم.. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لكى تكونوا أبناء أبيكم الذى فى السموات.. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين.. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم. أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك. وإن سلمتم على إخوتكم فقط فأى فضل تصنعون. أليس العشارون أيضا يفعلون هكذا. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل». 

إذا بحثت عن المحبة فى أعماق بئر نفسك حتما ستجد ينبوع حب صافى فارتو منه، الكراهية بئر ملحى أجاج، لاتشرب منه، وإذا شربت كرها لا ترتوى، فالكراهية نار موقدة إن لم تجد من تأكله أكلت نفسها، الحب يرقرق المشاعر، يطيب الجروح، ينقى النفس خارجا، ريح طيبة، نسائم، وأرواح، وأطايب، حديقة وورد، ورد بلدى، أحب الورد البلدى على طريقة لطيفة التونسية، لطيفة الصوت والطلة، تتكلم بلدي، وتشم الورد البلدي، ومن إصالة، لما يهل الورد البلد الكل يخاف!

شوية حب، ألم تملوا من الكراهية بعد، ألم تساموا من الحقد، كفاية، ألم تشفوا من الأثرة، أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، ولايجرمنكم شنئان قوم، صحيح اتق شر من أحسنت إليه، ولكن بدوام الإحسان إليه، وأحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم.

سئلت رابعة العدوية عن الحب، فقالت أبياتا حفظتها فى قلب لترقق مشاعرى: «أحبك حبين، حب الهوى / وحبًا لأنك أهل لذاكا / فأما الذى هو حب الهوى / فشغلى بذكرك عمن سواكا / وأما الذى أنت أهل له / فكشفك للحجب حتى أراكا / فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لى / ولكن لك الحمد فى ذا وذاكا «. 

ونقلت عنها أبياتًا قمة فى التسامى: «إنى جعلتك فى الفؤاد محدثى / وأبحت جسمى من أراد جلوسى/ فالجسم منى للجليس مؤانس / وحبيب قلبى فى الفؤاد أنيسى»، ووقع أحمد بهجت فى «بحار الحب عند الصوفية» على لؤلؤة فى صدفة مكنونة فى قلب صوفى عاشق للذات الإلهية: “أن تكون الدنيا فى يدك وخارج قلبك، أن تكون قادرا عليها وسيدا فيها ومزدريا لها ومحتقرا لها فى نفس الوقت، هذا هو الزهد”، وينقل عن محب سائح فى البحار العلوية مقولة «فقد الأحبة غربة».

ومنها نواح فريد الأطرش على حبيب فاته: «من يوم ما فاتنى وراح / شدو البلابل نواح / والورد لون الجراح... « لعله المقطع الأثير الذى يقطع نياط القلوب، وجع القلوب، من منا لم يتوجع قلبه، كل القلوب موجوعة، كل القلوب مجروحة، هل فى صدركم قلب سليم، إلا من أتى الله بقلب سليم.

يناجيكم الكروان محمد عبد المطلب: «يا أهل المحبة ادونى حبة من سعدكم / أسعد فؤادى وأبلغ مرادى يوم زيكم»، ادونى حبة، ابذلوا بعضا من الحب، أعطونا حبة من سعدكم، اسعدوا القلوب الحزينة، فرحوا القلوب الحزينة، بلسموا الجروح من فضلكم.

«أنده عليك والليل مشغول بين الحبايب والخلان/ ويطول ندايا وأفضل أقول فين أنت يا أملى سهران / أسمع صوتك يكلمنى والدنيا ساكتة حواليا/ والمح نورك بيطمنى وأفضل أضمه بعينيا / ويطول سهادى وأفضل أنادى حبيبي.. حبيبى»، هذا حال عبدالوهاب فى أغنية الحبيب المجهول، هل بيننا لايزال من ينادى حبيبه، يعرف حبيبه، يسعى إلى حبيبه، يتشوق إلى حبيبه «حبيبى يا للى خيالى فيك / يا للى حياتى حتكمل بيك / مين أنت ما اعرفش فين أنت ما أعرفش / ما أعرفش أمتى وفين حلاقيك حبيبي.. حبيبى». 

و»حبيبى يسعد أوقاته ع الجمال سلطان / فى نظرته وابتساماته فرحة فرحتك يا زمان/ ولما يخطر بقوامه ترقص الأغصان/ ولما ينعم بكلامه تعزف الألحان/ احلف بحبه وغرامه أصدق الأيمان / عمر الخيال ما يجبش مثال / لجمال وكمال زى حبيبى».. عفوا لا تناجى الست ثومة خالد الذكر عبد الناصر لكنها تناحى حبيبها الغائب.

من يملك قلبك هو أحب إليك من نفسك، ونقول ونعيد لمين، الناس المغرمين/ بيكونوا حنينين / ويخافوا ع الشعور / الصبر بيخلقوه / والبال بيطولوه / ويشوفوا الضلما نور، وما الحب إلا للحبيب الأول، إذا أحببت اعترف: «هوه أنت خايف من قلبك يفتن عليك ويبان حبك / تغضب على ساعة قربك / وتشوف عنى راضية الأسية تعطف على/ واللى يحب يبان ف عنيه مادام تحب بتنكر ليه».