بقلم – أحمد أيوب
للمرة الرابعة يقف الرئيس عبد الفتاح السيسى على منصة الأمم المتحدة ليتحدث إلى العالم ويواجهه بالحقائق التى يصر البعض أن يغمض العين عنها رغم وضوحها، يقف الرئيس بين زعماء دول العالم المشاركين فى الدورة الثانية والسبعين للمنظمة الدولية ليتحدث كمصرى يمثل شعبا يتباهى بقوته وصموده وشجاعته فى كل المحافل.
يقف الرئيس ليتحدث بصوت مسموع، ليعبر عن الآمال الوطنية للمصريين وعما يجيش بصدور العرب أجمعين من آمال السلام العادل الشامل وأحلام التنمية المستقلة والاستقرار والسيادة الوطنية.. يقف الرئيس لا ليلقى مجرد «خطبة» فى افتتاح الدورة، وإنما ليقدم خلاصة لفلسفتنا الوطنية الجديدة، التى تقوم على تأكيد استقلال قرارنا الوطني والدفع قدما بكل طاقات الوطن نحو التنمية الشاملة، بالتوازى مع حرب لا تهدأ ولا تنام ضد الإرهاب سواء في سيناء أو في أية بقعة على أرض مصر، حرب يخوضها جيش وطنى مخلص نيابة عن العالم، ومن أجل الإنسانية.
يقف الرئيس ليتحدث ويتحاور ويناقش وهو لا يطمع فى مجد شخصى ولا يطالب سوى بتوحد العالم كله فى مواجهة الخطر الذى يهدد الجميع دون استثناء، خطر الإرهاب الذى أصبح معلوما لكل الدول من يموله ويدعمه ويسانده، ولم يعد من المقبول الصمت عليه أو التهاون فى مواجهته.
يقف الرئيس مستندا إلى تجربة خاصة خاضها الشعب المصرى فى ظل تحديات ربما لم يسبق أن مر بها شعب فى العالم من مؤامرات تتوالى وحصار اقتصادى متعمد وإرهاب ممول، ورغم ذلك أصر على الصمود من أجل إنقاذ دولته من شبح الانهيار أو التركيع الذى كان مخططا له.
يقف الرئيس وهو مدعوم بشعب قوى ليفضح المتخاذلين ويرد على كل المتآمرين والمترصدين لمصر تحت شعارات كاذبة مثل حقوق الإنسان أو الحريات،
يقف الرئيس السيسى هذه المرة وخلفه دولة بنيت من جديد، وثبتت أركانها وقويت شوكتها واستعادت مكانتها وتأثيرها إقليميا ودوليا وأصبح صوتها مسموعا ويطلب الجميع دعمها فى كثير من الملفات بعد أن ثبت أنها كانت على حق وأن رؤيتها كانت الأكثر صوابا سواء فى ملف سوريا أو ليبيا أو اليمن، بل وملف الإرهاب.
يقف الرئيس ممثلا لدولة لم تتخل يوما عن دورها ولم تنس مبادئها ولم تغير مواقفها ولم تتحول عن واجبها تجاه العالم والإنسانية، فمصر سابع أكبر قوة مساهمة فى قوات حفظ السلام، شاركت فى ٣٧ بعثة أممية فى معظم قارات الدنيا وأثبتت قواتها تفوقا خاصا فى هذه البعثات، كما أن مصر هى أول من تصدى للإرهاب، وأول من دعت الى السلام وخاضته بعقيدة من أجل إنهاء معاناة الشعوب بسبب الحروب.
يقف الرئيس وفى يده إنجازات حقيقية على الأرض تخدم السلام وتضمن الاستقرار فى المنطقة، وآخرها ما حققته القاهرة من نجاح فى كسر جمود المصالحة الفلسطينية ولم شمل الفصائل من أجل مصلحة الشعب الذى عانى لعقود.
يقف الرئيس عالماً بقضايا أمته مدركاً لكل ما يهدد الأمن العربى من مخاطر، وما يحيط به من عدائيات،
يقف الرئيس مخاطباً الضمائر الإنسانية من أجل أن تتحرك سريعاً كى تنقذ شعوباً من الدمار والتشرد والموت غرقاً على حدود دول أخرى، وتفرض الأمن والسلام وتواجه التطرف والإرهاب والتعصب.
هذا هو رئيس مصر، عندما يتحدث فكلماته واضحة ورسالته عادلة شاملة، وحجته قوية لأنه لا يمثل دولة لها أطماع ولا يبحث عن غنائم ولا يتاجر بالمواقف، وإنما يمتلك رؤية واضحة وحلول حاسمة لملفات متعثرة فى المنطقة يدفع العالم ثمنها.
رئيس لدولة كما قال قبل ذلك تمارس السياسة بشرف فى زمن عز فيه الشرف.
الأمل أن ينصت العالم جيداً لما يقوله الرئيس السيسى، وأن يتجاوزوا مع مطالبه كى لا تضيع الفرصة مجدداً، فالقضية لم تعد تخص دولة دون أخرى، وإنما الجميع شركاء فى المسئولية لأنهم مهددون بنفس العدو.