رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد 6 سنوات على ثورتها.. "عدم الاستقرار" مازال يخيم على ليبيا

17-2-2017 | 17:02


كتبت : مروة سنبل

تحل اليوم الجمعة الذكرى السادسة للثورة الليبية، التى توافق السابع عشر من فبراير، وهى الثورة الثالثة التي تطيح برئيس عربى بعد ثورتى تونس ومصر، لتكتب بذلك نهاية صاحب أطول فترة حكم لليبيا، كما تعد سنوات حكمه للبلاد التى امتدت نحو 42 عامًا، أطول سنوات حكم لحاكم غير ملكى فى التاريخ.

ويحتفل الليبيون بتلك الذكرى وسط مشهد سياسى مُرتبك، وأزمات وانقسامات داخلية ومشاكل حياتية متفاقمة، وسط جهود مصرية مُكثفة لمحاولة التوصل لحلول قائمة على الوفاق السياسى بين جميع الأطراف الليبية، ورسم مستقبل أفضل لليبيين.

ونجحت الوساطة المصرية مؤخرا فى وضع خارطة طريق لتحقيق التوافق فى ليبيا خلال المرحلة المقبلة، تتمثل فى تعديل لجنة الحوار بشكل يراعي التوازن الوطنى، وإعادة النظر فى تولى مهام القائد الأعلى للجيش، والحفاظ على استمرار المؤسسة العسكرية واستقلاليتها وإبعادها عن التجاذبات السياسية، والعمل على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في موعد أقصاه فبراير 2018، اتساقاً مع ما نص عليه الاتفاق السياسى الليبى.

ومنذ 6 سنوات، كان العالم يُشاهد بغرابة توسع ثورات ما سمى بـ "الربيع العربي"، وفى منتصف فبراير عام 2011، وصلت "العدوى" إلى ليبيا لتزعزع سلطة العقيد معمر القذافى، والتى بقيت صامدة أمام كافة التداعيات والضغوط الخارجية منذ عام 1969. لكن حقبة "الجماهيرية العظمى" انتهت بعد 8 أشهر فقط بقتل القذافى بصورة وحشية في سرت، ليصبح الزعيم الوحيد الذى فقد حياته جراء أحداث "الربيع العربى".

بداية الثورة

الثورة الليبية أو كما يشير إليها البعض باسم الحرب الأهلية الليبية، اندلعت وتحولت إلى نزاع مسلح إثر احتجاجات شعبية بداية في بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، واشتعلت الشرارة الأولى في مدينة بنغازى يوم 15 فبراير إثر اعتقال فتحى تربل محامى ضحايا سجن بوسليم، فخرج أهالى الضحايا ومناصريهم لتخليصه، وذلك لعدم وجود سبب لاعتقاله، فيما ارتفعت الأصوات مطالبة بإسقاط النظام وإسقاط العقيد القذافى شخصيًا، مما دعا الشرطة إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين وسط استمرار التظاهرات.

سقوط أول الشهداء

وفي اليوم التالى انتفضت زوارة والزاوية في غرب ليبيا، لكن "البيضاء" شهدت سقوط أول شهداء فى الثورة يوم السادس عشر من فبراير، أعقبها مظاهرات للمطالبة بإسقاط النظام بمدينة البيضاء، فأطلق رجال الأمن الرصاص الحى وقتلوا بعض المتظاهرين، كما خرجت مدن جبل نفوسه الزنتان ويفرن ونالوت والرجبان في نفس اليوم، وقام المتظاهرون فى الزنتان بحرق مقر اللجان الثورية، وكذلك مركز الشرطة المحلى، ومبنى المصرف العقارى بالمدينة.

انتفاضة شعبية

تطورت الأحداث بسرعة فائقة، وبدأت المدن الليبية تنضم إلى دائرة التمرد واحدة بعد أخرى، وسقط المزيد من الضحايا وجاء يوم الخميس 17 فبراير 2011 على شكل "انتفاضة شعبية" شملت بعض المدن الليبية فى المنطقة الشرقية، فكبرت الاحتجاجات بعد سقوط أكثر من 400 ما بين قتيل وجريح برصاص قوات الأمن، وكانت الثورة في البداية عبارة عن مظاهرات واحتجاجات سلمية، لكن مع تطور الأحداث وقيام الكتائب التابعة لمعمر القذافى باستخدام الأسلحة النارية الثقيلة والقصف الجوى لقمع المتظاهرين العزل، تحولت إلى ثورة مسلحة تسعى للإطاحة بمعمر القذافى الذى قرر القتال حتى اللحظة الأخيرة.

وبدأ التحالف الغربى بقيادة فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، بقصف مواقع الجيش الليبي والمؤسسات الحكومية في 19 مارس، وبحلول أواخر أغسطس من العام نفسه، ضمنت الحملة العسكرية بقيادة الناتو، سيطرة المعارضة المسلحة على طرابلس العاصمة والعديد من المدن الأخرى، التى أصبحت تحت سلطة ما أطلق عليه "المجلس الوطنى الانتقالى”.

سقوط العاصمة "طرابلس”

فبعد أن أتم المعارضون سيطرتهم على الشرق الليبى، وأعلنوا فيه قيام الجمهورية الليبية بقيادة المجلس الوطني الانتقالي، وفى يوم 20 أغسطس انتفضت العاصمة الليبية "طرابلس"، وسقطت العاصمة ونظام القذافى في تسع ساعات فقط، وبعدها في يومى 21 و22 أغسطس دخل الثوار إلى العاصمة طرابلس للاحتفال بالسيطرة على آخر معاقل القذافى.

مقتل القذافى

بعد سقوط العاصمة "طرابلس" انتقل القذافى إلى مسقط رأسه مدينة "سرت" وقتل فى 20 أكتوبر بعد أن تم أسر من قبل ثوار ليبيا مع وزير دفاعه وحراس شخصيين إثر هروبهم من غارة للناتو، وتبين لاحقا أنه تعرض للضرب والاعتداء من قبل الثوار قبل أن يقتل بطلق ناري وقتل معه أبو بكر يونس وزير دفاعه، وابنه المعتصم، وأعلن المجلس الانتقالى الليبى نقل جثمان القذافى إلى مدينة "مصراته" بينما أعلن الناتو رسميًا انتهاء عمليته "الحامي الموحد" فى ليبيا فى 31 من الشهر نفسه.

منذ عام 2011، مرت الأزمة الليبية بمراحل عديدة و منعطفات كبيرة وسط تزايد المشاكل الحياتية للمواطنين الليبين، بالإضافة إلى تزايد معدلات الجريمة وقتل الآلاف فى اشتباكات مختلفة تدور بين الميليشيات وفى هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي والحرب عليه. وأصبحت ليبيا أهم نقطة لانطلاق الهجرة غير الشرعية من مختلف الدول الإفريقية إلى سواحل أوروبا. ومنذ عام 2012 تحاول ليبيا انتخاب مؤسسة حاكمة موحدة، لكن هذه الجهود التى أيدتها الأمم المتحدة، لم تحقق هدفها حتى الآن.