خطواته بطيئة لكن ثابتة .. أمير صلاح الدين : أحلم بتجسيد شخصية السادات
حوار: نانسي عبد المنعم
أمير صلاح الدين بطل بمواصفات خاصة؛ يحمل العديد من الأحلام الفنية على عاتقه سواء في الإخراج أو الكتابة أو التمثيل أو الغناء وهي الفنون التي قلما نجد من يجمع بينها بنفس القدر من النجاح في ذات الوقت، فقد قدم أمير الكثير من العروض المسرحية التي قام بمعالجتها وإخراجها وتمثيلها، كما قدم العديد من التجارب السينمائية والدرامية الناجحة، وحقق من خلالها ثناء وإعجابا على المستوىين النقدي والجماهيري بالإضافه إلى كونه عضوا في فرقة "بلاك تيما" التي احتفلت مؤخرا وسط جمهورها العريض بعيد ميلادها الـ 13؛ "الكواكب" حاورت أمير عن أحدث أعماله السينمائية "سمكة وصنارة" وناقشته في شخصياته المتعددة وأعماله القادمة عبر ثنايا هذا الحوار..
ما الجديد الذي قدمته من خلال "سمكة وصنارة" وما حقيقة رفعه من دور العرض بالفترة المسائية في أول يوم عرض؟
فيلم "سمكة وصنارة" من الأعمال المحببة جدا إلى قلبي، وقد انتهينا من تصويره منذ حوالي عام تقريبا ولظروف ما تخص شركة الإنتاج تأخر عرضه ولكني سعيد جدا بهذه التجربة خاصة مع فريق عمل يحب بعضه ومتحمس للعمل بشكل كبير؛ بداية من الكاتب محمد كركر الذى تعرض لتيمة قدمت كثيرا من قبل؛ ولكن عندما تراها فى الفيلم تجدها مختلفة عن معظم الأعمال التي تناولتها، بالإضافة إلى المخرج طارق عبد المعطي الذي حقق المعادلة الصعبة في تقديم عمل فني يحمل رسالة خاصة، وفي نفس الوقت هو فيلم خفيف يناسب كل أفراد الأسرة وهذا هو عين الهدف الذي جعلني أشارك فيه، كما أشارك في عمل يراه كل أفراد الأسرة من كبار وصغار دون تحفظ، إضافة إلى الأبطال الذين سعدت جدا بالعمل معهم وهم كريم قاسم و ميس حمدان ورحمة حسن التي فاجأت الجمهور بدورها في "لأعلى سعر" وأنا أراهن عليها فى الفترة القادمة، أما بالنسبة لرفع الفيلم فى أول يوم فهذا وقع بالفعل؛ وأنا من كتبت ذلك على صفحتي الخاصة على الفيس بوك، فقد كنت ذاهبا إلى إحدى دور العرض مساء بصحبة عائلتي وفوجئت بالقائمين على السينما يخبرونني بأن الفيلم قد تم رفعه في الفترة المسائية لأمور خاصة بالتوزيع خارجة عن إرادتهم، ولكن الحمد لله ثاني يوم عرض تم توزيع الفيلم بالفترة المسائية وتم حل الموقف.
هل أنت راض عن توقيت عرض الفيلم؟
راض جدا لأن الموسم الماضي وهو موسم عيد الفطر وكان يتسم بالمنافسة القوية مع أسماء لها جماهيرية كبيرة مثل أحمد السقا ومحمد رمضان وتامر حسنى، وأنا واقعي بشكل كبير وأدرك تماما أننى وباقي الأبطال مازلنا فى البداية والحمد لله أننا نملك جمهورا كبيرا لكننا لسنا قادرين على منافسة هؤلاء الفطاحل؛ لكني أثق في الجمهور بشكل كبير وأعلم أن الفيلم اذا تمت مشاهدته بشكل جيد فسيعجب من يراه جدا؛ لأنه فيلم خفيف تخرج منه بضحكة وحالة لطيفة، وهذه هي وظيفة الفن في رأيي أن يقدم حالة بعيدة عن "الفذلكة" خاصة في السينما؛ لكن في المسرح من الممكن أن أجرب أكثر من طريقة في التمثيل وأجرب تقديم الرواية بأكثر من منظور وهذا ما حدث فى الأعمال المسرحية التي قدمتها من قبل مثل "ارتجال في المخ" و"فراجيل".
حدثنا عن دورك في "سمكة وصنارة" ..
عندما قرأت الفيلم وضعت نفسي مكان الجمهور ووجدت السيناريو مسلياً جدا والإفيهات فيه مرتبطة بالأحداث، وهو يتناول قصة شابين يقومان بعمليات نصب صغيرة في الشارع؛ حتى تأتيهما الفرصة للقيام بعملية نصب كبيرة، ومن هنا تتطور الأحداث، وأنا سعيد بهذه التجربة وبالتعاون مع جميع أبطال الفيلم، حيث حدثت بيني وبينهم «كيمياء» فنية كبيرة حتى مع أصحاب الأدوار الصغيرة الذين اجتهدوا فيها بشكل كبير وبالأخص السيدة برنشا والتي تعتبر من أقدم كومبارسات السينما وهى مبدعة وتميزت بشكل كبير فى مشاهدها.
ولماذا قمت بعمل الدعاية أنت وصناع الفيلم على صفحاتكم الخاصة على "السوشيال ميديا"؟
مما لا شك فيه أن "السوشيال ميديا" أصبحت مؤثرة جدا في الترويج لأي عمل فني بشكل كبير، ولذلك قمت أنا وباقي أبطال الفيلم بالدعاية له على الفيس بوك والانستجرام ووجدنا تشجيعا جماهيريا كبيرا ولله الحمد.
وماذا عن مشاركتك فى فيلم "دعدوش" الذي يعرض حاليا في دور العرض؟
هذا الفيلم يدور فى إطار كوميدي ومن اسمه يتضح أنه يتناول قصة شاب داعشي ولكن في إطار كوميدي، ولقد شاركت فى هذا الفيلم من أجل الفنان هشام إسماعيل الذي تربطني به صداقة قوية منذ سنوات عدة، فقد كنا زملاء بمركز الإبداع بورشة المخرج المبدع خالد جلال وقدمنا كثيرا من العروض أشهرها "قهوة سادة" الذى كان يكتب السيناريو لبعض المشاهد بها وأرى أنه من أكثر الموهوبين فى الكتابة في هذا الجيل، وأنا متحمس جد لهذا العمل وأتمنى له النجاح، حيث أقدم في الفيلم شخصية "مسرور" وهو شخص من جزر القمر ويدرس في مدينة البعوث بالأزهرالشريف ويحب الغناء وطوال الفيلم يغني بالفرنسية ولكن بطريقة فانتازية وهى شخصية استوقفتنى طويلا؛ لأن دمها خفيف والفيلم بطولة ميريهان حسين وعمرو عبد العزيز ومحمد فاروق وكريم أبو زيد ومدحت تيخه وتأليف باهر الأسيوطي وفكرة هشام إسماعيل وإخراج عبد العزيز حشاد.
لاحظت أن معظم الأعمال التي شاركت بها مؤخرا اعتمدت على البطولة الجماعية .. ألا تفكر أن تكون بطلا مطلقا في الفترة القادمة؟
أنا من عشاق أي عمل جماعي سواء في التمثيل أو الغناء من خلال انتمائي لفرقة "بلاك تيما"؛ فالعمل الفني من وجهة نظري ما هو إلا عمل جماعي، وكل منا يؤدي به دوره المرسوم، أما عن فكرة بطولة فيلم أو مسلسل بشكل مطلق فهي تعتمد بشكل كبير على السيناريو الذي يقدمني للجمهور في هذه الخطوة؛ لذلك لا أتعجل في طريقي الفني وأسير بخطوات بطيئة لكنها بفضل الله ثابتة.
ذكرت أن الفيلم ينتمى لنوعية الأعمال الفانتازية .. فهل ترى أن الجمهور يميل لهذه النوعية من الأعمال السينمائية في الوقت الحالي؟
لا يمكن لأحد أن يحكم على أي تجربة إلا عندما تخرج للنور ويراها الجمهور، لأنه وحده هو الحكم النهائي، وهناك أعمال لم يتخيل أحد أن تفشل سينمائيا لما تحويه من قيمة فنية عالية، ونفاجأ بعدها أن الفيلم لم يحقق أي نجاح جماهيري يذكر، والعكس بالعكس ... فهناك أعمال نكون متخوفين من استيعاب الجمهور لها، وتفاجأ بنجاحها الساحق؟ ولذلك .. فأنا أقول دائما إن الجمهور لا يمكن الحكم على ذوقه ولا تخمين ما الذى يريده في أي فترة بعينها، والأمر يحتاج إلى دراسة متخصصة.
كنت ستشارك فى الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" وبعد ذلك فوجئنا بانسحابك من العمل.. فماذا حدث؟
بالفعل .. فقد رشحت من جانب المخرج شريف البندارى لأقدم شخصية الرئيس السادات في الجزء الثاني من مسلسل "الجماعة" وكنت سعيدا جدا بهذا الترشيح لأن هذه الشخصية من الشخصيات التي كنت أحلم بتقديمها ولكني فوجئت بعد ذلك بترشيح غيري لها، وأن الدور تغير تماما عن الورق الذي تسلمته، وفي النهاية كله نصيب .
وماذا عن مسلسل "بين عالمين" هل تضايقت من خروجه من المنافسة الرمضانية؟
في البداية كنت متضايقا جدا؛ لأننا بذلنا جهدا رهيبا في ضغط ساعات التصوير للحاق بالعرض الرمضاني، ولكن بعد فترة وجدت أن التأجيل والعرض خارج رمضان من مصلحة العمل؛ لأنه عمل مهم يحتاج إلى تركيز ويستحق المشاهدة بهدوء بعيدا عن الزحمة الرهيبة في شهر رمضان المبارك، وبلا شك أن الموسم الجديد خارج رمضان حقق جماهيرية ونسبة مشاهدة كبيرة، إضافة إلى جمهور الفنان طارق لطفي الذى أعمل معه لأول مرة، وأنا محظوظ جدا بالمشاركة معه هو والفنان هشام سليم لأنهما من أكثر الفنانين احتراما والتزاما وقد علّماني الكثير، والحمد لله مشاهدي مع طارق لطفي خرجت بشكل لطيف جدا؛ لأنه فنان سلس بشكل كبير و«يعلي» الفنان الذي يعمل أمامه، والمسلسل تأليف أيمن مدحت وإخراج أحمد مدحت الموهوب وهى المرة الثانية التي أعمل معه فيها، بعد مسلسل "الصياد" وأتمنى تكرار التجربة مرة أخرى، والمسلسل بطولة طارق لطفي وهشام سليم وفيدرا ودارين حداد ومحمد يسري.
وما طبيعة دورك فيه؟
أقوم بشخصية "ديلر" مخدرات وهو شاب من عائلة فقيرة جدا يعاني من مقارنته الدائمة بشقيقه، حيث يتوفى والده فجأة في حادث؛ فيعيش حالة نفسية سيئة لارتباطه الشديد بوالده، ويتحول لمدمن، ويعيش قصة حب جنونية مع إحدى الفتيات التي تتركه لتتزوج شقيقه فيجد نفسه يعيش معها في مكان واحد، والحقيقة أن الشخصية متعبة جدا وبها تناقضات كثيرة وهذا ما جذبني لها وأتمنى أن تنال إعجاب الجهمور.
احتفلتم بالعيد الثالث عشر لفرقة "بلاك تيما" في ساقية الصاوي.. فماذا عن هذا الاحتفال؟
بالفعل احتفلنا يوم 13 أغسطس الماضى بالعيد الثالث عشر للفرقة التي أنشئت عام 2004 ومن وقت نشأتها عاهدنا بعضنا كأعضاء لهذه الفرقة أن نحترم جمهورنا وأن نقدم له ما يحترم ذوقه ويجعل ثقته بنا دائمة، وفي الحفل قمنا بتقديم أغان لم يسمعها الجمهور من قبل، والحمد لله جمهورنا لم يخذلنا أبدا أو يتخلّ عنا.