رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الأشهر الحرم.. سبب تسميتها وفضائلها

2-6-2023 | 12:51


الأشهر الحرم

سارة أشرف

في التقاليد العربية قبل الإسلام وفي الإسلام ، تُعرف الأشهر القمرية الأربعة، وهي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

وهي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.

وهذا التحديد وردت به الأخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري.

وجاء في كتب التفسير عند الآية "فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أنْفُسَكُمْ" قال قتادة: إن الظلم في الأشهر الحُرُم أعظم خطيئةٍ ووِزْرًا من الظلم فيما سواها وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء. وقال: "إن الله اصطفى صفايا من خلقه، اصطفى من الملائكة رُسلا ومن الناس رُسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجدَ، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهرَ الحرمَ، واصطفى من الأيام يومَ الجمعةِ، واصطفى من الليالي ليلةَ القدرِ فعَظِّموا ما عظَّم الله.

سبب تسميتها بالأشهر الحرم

وتسمى هذه الأشهر بالأشهر المقدسة ، لأن الله نهى عن القتال فيها ، ونهى عن جمع كلمة حرام ، والجمع لزيادة النهي ، ويقول الله تعالى: يسألونك عن الأشهر المقدسة فيها. القتال في الداخل عظيم. 

ويؤكد الله عز وجل قدسية هذه الأشهر ، ويضخم الشر فيها ، وينهى عن القتال فيها ، على حد قول الله تعالى: "يسألونك عن الأشهر المقدسة ، جاهد فيها ، قل ، والمعارك فيها عظيمة. . "

فضائل الأشهر الحرم

وللأشهر الحرم فضائل عديدة دلت عليها ايات من القران الكريم وأحاديث عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وفي السطور التالية نذكر هذة الفضائل:

ـ مضاعفة الأجر والثواب والحسنات فيها، وأنّ ثواب العمل الصالح فيها أعظم من غيرها، قال -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ).

ـ أعمال مناسك الحجّ في الأشهر الحُرُم، فضّل الله -تعالى- الأشهر الحُرُم على غيرها من الأشهر بأن جعل أداء أعمال الحجّ فيها، وتحديداً في شهر ذي الحجّة منها، قال الله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، والأشهر المعلومات المذكورة في الآية السابقة هي: شوّال وذو القعدة وذو الحجّة كما فسّرها ابن عمر -رضي الله عنهما-.

ـ يفضل الصيام فيها بعد رمضان، فضّل الله -تعالى- الأشهر الحُرُم على غيرها من الأشهر بأن جعل أداء أعمال الحجّ فيها، وتحديداً في شهر ذي الحجّة منها، قال الله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)، والأشهر المعلومات المذكورة في الآية السابقة هي: شوّال وذو القعدة وذو الحجّة كما فسّرها ابن عمر -رضي الله عنهما-.

ـ حرم الظلم وتعظيم الذنوب فيها، والذنوب في الأشهر الحُرُم أعظم من الذنوب في غيرها؛ لأنّ الإثم والذنب فيها آكد وأبلغ، قال -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم...)، فعلى سبيل المثال فإنّ الظلم في الأشهر الحُرم أشدّ وأعظم إثماً ووزراً من الظلم في غيرها من الأشهر، مع الإشارة إلى أنّ الظلم محرّمٌ في كلّ الأشهر، إلّا أنّه أشدّ تحريماً في الأشهر الحُرُم؛ تعظيماً وتشريفاً لها وفضلاً.