42 عامًا على رحيل شاعر الشباب وعاشق أم كلثوم .. أحمد رامي
تحل اليوم الذكرى الـ 42 على وفاة الشاعر أحمد رامي، المُلقب بشاعر الشباب، والذي تميز في كتابة الأغنية، وكتب لـ أم كلثوم أكثر من 110 قصيدة، على مدى أربعين عامًا، وظلت تلك الأغاني لكوكب الشرق خالدة في ذاكرتنا، وذكرياتنا ووجداننا منها: «حيرت قلبي معاك، «يا ليلة العيد»، «كيف مرت على هواك القلوب»، «رق الحبيب، «على بلد المحبوب»، «سهران لوحدي»، «يا ظالمني»، «أغار من نسمة الجنوب»، «دليلي احتار»، «هجرتك»، «أقبل الليل»، «عودت عيني».
الميلاد والنشأة
ولد أحمد رامي، في القاهرة، عام 1892، بحي السيدة زينب بالقاهرة، وتلقى تعليمه في مدرسة المعلمين، وتخرج فيها عام 1914، وبعدها سافر إلى باريس في بعثة تعليمية لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية، ونال شهادته في هذا التخصص من جامعة السوربون.
أحمد رامي.. بمصر وخارجها
واستطاع رامي أن يدرس اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية بفرنسا، وساعده ذلك في ترجمة «رباعيات الخيام»، وعمل رامي في أمانة مكتبة دار الكتب، واستطاع أن يكون على وعي وعلم بنظم التقنيات الحديثة في تنظيم دار الكتب، بعدها عمل في أمانة مكتبة عصبة الأمم، وذلك قبل أن يعود غلى مصر في عام 1945.
وعمل أحمد رامي لمدة ثلاث سنوات مستشارًا في الإذاعة المصرية، بعدها وصل إلى منصب نائب رئيس دار الكتب المصرية.
رامي.. المبدع المتنوع في المسرح والسينما
لم يقف الشاعر أحمد رامي، عند كتابة القصائد العاطفية فقط، بل أثرى الحركة الأدبية والفنية المصرية، بالعديد من الأعمال، ليكتب ويقدم لنا أعمالًا خالدة وباقية في المسرح والسينما، فكان يكتب الحوار والأغاني، ويقوم بالتأليف.
كتب الشاعر أحمد رامي، للمسرح المصري، مسرحية «غرام الشعراء»، وترجم مسرحية «سميراميس» للمسرحي والفيلسوف الفرنسي ڤولتير، كما ترجم كتاب «في سبيل التاج» للكاتب الفرنسي فرنسوا كوبيه، كما ترجم «شارلوت كورداي» لـلكاتب يوتسار، و«رباعيات الخيام، وعددها 175 وكانت أول الترجمات العربية عن الفارسية، كما ترجم بعض قصائد ديوان ظلال وضوء لسلوى حجازي عن الفرنسية.
وساهم المبدع المتنوع والمتميز أحمد رامي في ثلاثين فيلما سينمائيا، إما بالتأليف أو بالأغاني أو بالحوار، منها، «نشيد الأمل»، و«الوردة البيضاء»، و«دموع الحب»، و«يحيا الحب، و«عايدة»، و«دنانير»، و«وداد».
دواوين شعرية وقصائد كثيرة
صدر للشاعر أحمد رامي 6 دواوين أولها في 1918 وآخرها 1965، وكتب نحو 250 قصيدة غنائية، كما ترجم عن الأدب الإنجليزي إلى العربية 15 مسرحية.
ثنائي فني متميز وعشق كبير
وارتبط الشاعر أحمد رامي وكوكب الشرق أم كلثوم على المستوى الفني ارتباطًا وثيقا وقدما ثنائيًا فنيا رائعًا، رامي بقصائده المبدعة وكوكب الشرق بصوتها القوي العذب الخالد، والذي أصبحت بصوتها رمزًا فنيا مهمًا من تاريخ مصر الحديث وخاصة بالقرن العشرين، ونالت لقبها كوكب الشرق، فبقيت أيقونة فنية باقية في كل الأزمنة، من المحيط للخليج.
وأحب الشاعر رامي أم كلثوم حبًا بلا هدف وبلا أمل في الزواج، ولكنه استطاع أن يعبر عن حبه لها من خلال قصائده الذي يكتبها، ولم يكن رامي يتقاضي أي أجر نظير كتابته القصائد لكوكب الشرق، وهو ما أثار دهشة أم كلثوم ودفعها لسؤاله عن السبب، فكان رد أحمد رامي لـ أم كلثوم : «أنا مجنون بحبك.. والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعتي أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنى بها».
التكريم والحصاد
وحصل الشاعر والمبدع أحمد رامي على عدة جوائز وأوسمة، ففي عام 1967 حصل على جائزة الدولة التقديرية، ونال وسام الفنون والعلوم، ووسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة من الملك الحسن ملك المغرب، كما حصل رامي على درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون.
رحيل وأثر باق
ورحل أحمد رامي الشاعر العاشق، في مثل هذا اليوم 5 يونيو 1981، في القاهرة، ولكن ظل اسمه باقيا بما أخلص للشعر والأدب والفن، ضوءا منيرًا وساطعًا في سماء الإبداع المصري والعربي.
الشاعر العاشق
الشاعر أحمد رامي