أعلنت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، أن مستوى ثاني أكسيد الكربون الذي تم قياسه في مايو من العام الحالي في هاواي، بلغ في المتوسط /424/ جزءا في المليون، وهذا يزيد بمقدار ثلاثة أجزاء في المليون، مقارنة بمتوسط مايو من العام الماضي، وأعلى بنسبة 51 بالمئة مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية والتي كانت تبلغ /280/ جزءا في المليون.

وتعتبر هذه واحدة من أكبر الزيادات السنوية المسجلة في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الفترة من مايو 2022 إلى مايو 2023، بعد عامي 2016 و2019 فقط، واللتين شهدتا قفزتين بما يعادل 3.7 و3.4 أجزاء في المليون على التوالي.

ومن جهتها قالت آرلين أندروز رئيسة قسم دورة الكربون في مجموعة مراقبة غازات الاحتباس الحراري في الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي: "بالنسبة لي كعالمة في مجال الغلاف الجوي، فإن هذا الاتجاه مقلق للغاية، الأمر غير قاصر على استمرار زيادة ثاني أكسيد الكربون بالرغم من الجهود المبذولة لبدء تقليل الانبعاثات، لكنه يتزايد بشكل أسرع مما كان عليه قبل 10 أو 20 سنة".

وأضافت أندروز، "أن الانبعاثات كانت تزداد ربما بمقدار جزء واحد في المليون سنويا، لكنها تتزايد الآن بمعدل ضعفين بل وثلاثة أضعاف هذا المعدل، بحسب ظهور ظاهرة /النينو/".

وأوضحت أن مستويات ثاني أكسيد الكربون ترتفع أكثر خلال دورات مناخ /النينو/، لأنها أكثر جفافا في نصف الكرة الشمالي، ويرجع ذلك إلى أن ثلثي اليابسة في العالم يقع في نصف الكرة الشمالي والنباتات تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، لذا تنخفض مستويات انتشار ثاني أكسيد الكربون خلال أواخر الربيع والصيف قبل أن تبدأ في التزايد مجددا في شهر نوفمبر.

من ناحيته قال كيم كوب، وهو عالم مناخ في جامعة براون: "الارتفاع المستمر في مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أمر مثير للقلق بشكل بالغ".