رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الجوع يطارد سكان غزة بعد وقف برنامج الغذاء وتقليص خدمات الأونروا

7-6-2023 | 11:44


سكان قطاع غزة

دار الهلال

لا صوت هنا يعلو فوق صوت المعاناة الإنسانية، وجوه شاحبة وأيادٍ لا تجد ما تعمل فيه، فقر مدقع ينخر عظام جميع السكان إنه قطاع غزة، حيث يعيش الفلسطينيون وسط الحصار، يقتاتون من المساعدات ويكملون حياتهم نومًا، هربًا من الجوع.

ووسط هذه الأوضاع المأساوية، جاءت توجهات المنظمات الدولية بتقليص المساعدات الغذائية التي تقدمها لسكان قطاع غزة، لتفرض معادلة جديدة من المعاناة، وتهديدًا أكبر للأمن الغذائي، قد يطال مئات الآلاف من المواطنين واللاجئين الذين يعيشون هناك.

وأعلن برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، وقف مساعداته الغذائية المقدمة لأكثر من 200 ألف فلسطيني في القطاع، اعتبارا من شهر يونيو الجاري، بسبب الأزمة المالية، فيما أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن انهيار كامل وشيك، وذلك بعد تقليصها بشكل تدريجي لخدماتها الغذائية والصحية والتعليمية المقدمة هناك.

وأعرب مواطنون فلسطينيون يقيمون في قطاع غزة عن خوفهم من الجوع بسبب وقف المساعدات، فيما حذر خبراء من أوضاع كارثية تطال الجميع، وأرقام غير مسبوقة للفقر والبطالة، مطالبين بتدخل دولي عاجل لإنقاذ الوضع وتأمين الحد الأدنى من الأمن الغذائي لمواطني القطاع.

وفي هذا الصدد قالت رنا هديب، وهي محامية وباحثة قانونية في مجال حقوق الإنسان في قطاع غزة :" إن تعليق برنامج الغذاء العالمي المساعدات الإنسانية عن 200 ألف فلسطيني في القطاع والضفة بسبب نقص الميزانية، كارثة حقيقية تطال 60% من المستفيدين في البرنامج، ناهيك عن إمكانية توقف الأنشطة المالية والغذائية المتعلقة بالبرنامج نهائيًا في شهر أغسطس المقبل، حال استمر العجز."

واوضحت ان هذه التحركات تتزامن مع تنامي مؤشرات البطالة والفقر في القطاع وانعدام الأمن الغذائي، وعدم انتظام صرف شيكات الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى توقف صرف المنحة القطرية، حيث يعيش أكثر من نصف القطاع تحت خط الفقر، وما يزيد عن 45% من السكان عاطلون عن العمل وغالبيتهم من الشباب، ولا يتخطى أجر العامل الـ 20 شيكل يوميًا.

ورأت هديب أن توقف مساعدات برنامج الغذاء يهدد مجمل حالة حقوق الإنسان في القطاع، لا سيما مع الأزمة المالية التي تتعرض لها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، ما ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، ولا يتوقف ذلك على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل في مخيمات الشتات، والذي يعاني سكانها في الأساس من تراجع حاد وغير مسبوق للأوضاع الإنسانية.

وينظم أهالي وأطفال قطاع غزة بشكل مستمر وقفات احتجاجية أمام مقر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" في مدينة غزة، رفضا لتقليص مساعدات برنامج الغذاء العالمي ومساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).

وبحسب إحصائيات رسمية وحقوقية، يعاني ما يزيد عن 53% من سكان قطاع غزة من الفقر، في حين يقع 64.4% منهم تحت خط انعدام الأمن الغذائي، فيما بلغت نسبة البطالة 45%، وأكثر من 80% يعتمدون على المساعدات الإنسانية الدولية.