أقيم صباح اليوم الأحد بالمجلس الأعلي للثقافة ندوة جديدة تتناول أشكال المسرح المعاصر وقضية المعني ، وأدار الندوة د/محمد أبو الخير ، وبحضور كلا من الدكتور عز الدين بونيت بدلا من سعيد كريمي أستاذ التعليم العالي للادب الحديث والفنون بجامعة المولي إسماعيل ، ود/ جبار جودي مخرج في وزارة الثقافة العربية نيابة عن الناقد المسرحي عواد علي، بالاضافة الي حضور  أستاذ المسرح الحديث والمعاصر في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ميسون علي .

وتحدث د/عز الدين بونيت عن بلاغة لغة الجسد وفائض المعني في مسرح القسوة عند أنتونان آرتو، الذي رفض اللغة الكلامية واعتبرها لغة غير معبرة، ولكن اعتمد علي لغة الجسد التي تعبر عن كثير من المكونات الداخلية ، موظفا وجهة نظره في رؤية أنتونان آرتو الثائرة علي اللغة الكلامية ، ومكانتها داخل المسرح ، ووجد من ذلك مدخلا أساسيا لتفكيك شعرية مسرح القسوة ، فقد حظيت الكلمة علي الدوام بمكانه متميزة داخل كل المسارح، الي درجة أنها صارت الأداة اللغوية الأكثر استعمالا ، والأكثر هيمنة.
وأضاف من خلال حديثه رغم أن المسرح هو لغة الجسد بامتياز، فإنه هو الآخرعمل علي تبجيل الشعرية المسرحية الآرسطية لقرون عديدة محنطا جسد الممثل وحوله الي مومياء ، معتمدا علي اللغة الكلامية في معالجة مختلف القضايا والتصورات .
وأوضح من خلال حديثه ان آرتو عمل علي تحجيم اللغة الكلامية وجعلها مجرد عنصر من العناصر المكونة لمجموع نسق العرض من أجل ان يفسح الطريق للغة الجسدية وتعبر عن بلاغة عما تعجز عنه اللغة الكلامية ، كما اتجه آرتو نحو البحث عن لغة تقوم مقام اللغة الكلامية يمكن ان تتنوع بين الصرخة ، والنفثة، والحركة ، والهيروغليفية كما انتبه آرتو إلي بلاغة الجسد لان الجسد ينطوي علي لغة فيزيقية غنية جدا .