رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قبل ساعات من استفتاء كردستان.. أجواء أربيل تمتلئ بالفرحة والترقب والقلق

25-9-2017 | 01:32


رغم الصمت الدعائي والتزام الجميع بتعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء بإقليم كردستان، إلا أن مدن كردستان تترقب حدثا يحدث لأول مرة في تاريخها.
 

وشهدت عاصمة الإقليم، أربيل، أجواء احتفالية ومسيرات في الشوارع، ورفعت أعلام كردستان في الطرق العامة، وعلى أسطح البنايات وأعمدة الإنارة.
 

ويقول جومان هيوا 31عاما، معلم، وهو يراقب الشارع الأكثر ازدحاما في أربيل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ،إن "ما نشهده هذه الأيام أجواء لا توصف وأحداث تحدث لأول مرة،حيث يشارك الأكراد في عملية ديمقراطية لتقرير مصيرهم".
 

وبسؤاله عن شعوره كمواطن كردستاني، ولم يبق على افتتاح صناديق الاقتراع إلا ساعات قليلة، فقال: "ينتابني شعور هو خليط من الإباء والاعتزاز والفرحة العارمة لدرجة أكاد لا أصدق وأسال نفسي: هل صحيح سنذهب غدا لنصوت ويصبح مصير كردستان بأيدي أهلها؟".
 

وعند سؤاله "ألا تقلقك التهديدات والتحذيرات التي أطلقتها دول وجهات بعضها صديقة لكردستان؟"، أجاب جومان: "نحن نفتخر بأننا قوم أوفياء لمن مد لنا يد المساعدة أو التضامن أو التعاون، ولكن الأصدقاء لهم ما يريدون من أهل كردستان إلا إرادتنا فهي لنا، أما عن التهديد والوعيد فشعب كردستان تعود على مثل هذه الظروف بل أصعب منها بكثير، وأنا متفائل جدا بأننا نتجاوز هذه المرحلة بكل يسر وسهولة، وسيعلم من يحذرنا من الأصدقاء ويهددنا من الأعداء أنهم ليسوا على حق وأن أعداءنا واهمون".
 

ووقفت مسيرة راجلة لمجموعة كبيرة من الشباب وهم يلوحون بأعلام كردستان، ويرتدون قمصان بيضاء عليها علم كردستان مع عبارة (نعم لاستقلال كردستان)، ويهتفون بصوت واحد (نعم نعم للاستقلال لا للعبودية)".
 

وبسؤال الشاب العشريني بينر محمد كمال، ما هو شعورك وأنت تنتظر الاستفتاء؟ ،فرد قائلا "أنا وبحكم سني لم أجرب حياة العبودية والاحتلال، ولكن والدي كان من ضمن قوات البيشمركة أيام الثورة وهو يحكي لنا الظلم والاضطهاد الذي عاناه شعبنا على مر التاريخ،وكيف كانوا يعيشون مسلوبي الإرادة والكرامة، فغدا سأصوت بإرادتي من أجل الكرامة المسلوبة لآبائنا وأجدادنا، غدا سأصوت كي أعيش في أرض أشعر بها لأول مرة بأنها وطني بمعنى الكلمة".
 

يذكر أنه تقرر أن ترفع مآذن المساجد نداء (ألله أكبر)، وتدق الكنائس أجراسها في يوم الاستفتاء ايذانا بيوم الاستقلال.
 

وفي شارع الإسكان المكتظ بالمواطنين مر موكب سيارات طويل يرفع أعلام كردستان، وعند سؤال فتاة اسمها لارا كانت تهتف بأعلى صوتها (نعم نعم للاستقلال) "ما هذه الفرحة ؟" أجابت: "كيف لا أفرح، غدا نولد من جديد، نذوق طعم الحياة، ونعرف معنى الحرية على حقيقتها".
 

وعند سؤالها "ألم تسمعي بأن العراق ودول الجوار يهددونكم؟ ألست خائفة من عواقب الاستفتاء؟" قالت "دعنا نعيش اللحظة، نحن لدينا قوات البيشمركة ولا أحد يتجرأ أن يعتدي علينا"، وتابعت متسائلة "لماذا أنت لا تسألونهم هم ماذا فعلنا حتى يهددوننا؟ هل نرتكب جريمة؟ ألسنا بشرا مثل كل البشر؟ ".
 

وأضافت وسيارة عائلتها تهم بالتحرك "لا تخف علينا غدا ستصبح كردستان مستقلة وسيرى العالم أجمع أننا نستحق الحياة مثلما يستحقون".