رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


جنون الشهرة

12-6-2023 | 21:20


خلود محمود

لاحظت طفرة تسطو على بعض فتيات مجتمعي محملة بعادات وتقاليد وكلمات وأفعال لا تمت لواقع حياتهم بصلة، مجرد تقليد أعمى مأخوذ من فتيات طبقة أخرى بالطبع أعلى معيشة وثراءً وتعليم، وبالتالي بطابع يميل أكثر للغرب وهو ضد ما تربينا عيله كطبقة وسطى ومجتمع شرقي. 
على منصات التواصل الاجتماعي والتيك توك يوثقون لحظات حياتهم العادية أو حتى المميزة بطريقتهم الخاصة بلغة غير العربية عادة أو دمج العربية والإنجليزية معاً والتي لاقت أعجاب الكثير من الفتيات وبدأو تقليدها بغض النظر عما كانت مناسبة لهم أم لا تتمشي مع عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب البيئة المحيطة بهم وتربيتهم بالطبع لا وفي تمرد ملحوظ علي أوضاعهم بل وحال أهاليهم والذي انعكس علي ملابس غير لائقه وتصرفات أكثر تحرراً سواء علي منصات التواصل الاجتماعي وعلي التيك توك الذي وجدوا فيه مبتغاهم فى تحقيق الشهرة والثراء السريع من خلال تصوير رقصاتهم على أنغام الموسيقى خاصة أغاني المهرجانات التى باتت موضة العصر مقتدين فى ذلك بمشاهير السوشيال ميديا الذين حققوا شهرة واسعة من خلال نشر فيديوهات لهم على قنواتهم عبر مواقع الفيديو الشهيرة وأصبحت تلك الفيديوهات هي مصدر دخلهم بالإضافة إلي رواجها السريع والذي حققوا من خلالها الشهرة الواسعة فأصبحوا يمتلكوا المال والشهرة وهما في نظر الشباب الآن أهم مقومات الحياة التي يبتغون امتلاكها حتي وأن كانت علي حساب أخلاقهم أو هدم عادات وتقاليد مجتمع تربي عليها منذ الألف السنين.

إن نمط الحياة بالطبع يختلف من طبقة لأخري والطبقة الوسطي كانت رمانة ميزان المجتمع بل المسيطرة علي أغلب عاداته وتقاليده وتحكمه في ممارسة أفراده كان منها العلماء والأدباء والشعراء والمثقفين والمسئولين أما الآن فتعم حالة من انعدام الرغبة والتمرد علي كل العادات والتقاليد بل والأهل أحياناً في حالة من الانتشار السريع لمجموعة من الفيديوهات على التيك توك والذي يرجع أسبابها لحالة الفراغ التى يعيشها الشباب، وغياب القدوة وتصدير البلوجر ومشاهير تلك المنصات علي أنهم هما القدوة وأصحاب النجاح وليس العلماء وأصحاب الابتكارات المميزة كسابق العهد، ولا شك أن الشاب الذى يحضر دراسات عليا أو الفتاة التى تسعى لتعلم لغة جديدة لن تسعى للرقص حتى تنشر فيديو لها على التيك توك فهدف الفرد في الحياة لن يكون الترند طالما أنه لديه من الوعي ما يجعله يميز بين المسموح والمنفر المقبول والمرفوض، أن السير مع القطيع ليس دائماً هو الاتجاه الصحيح فلربما في أخر الطريق نفق مظلم بنهاية محبطة، ولا القي بكل اللوم علي الفتيات المقلدات لتلك الظاهرة فحسب بل علي أسر أصبحت تلك الظاهرة مقبولة فيها وعادية طالما تجلب المال فلم لا لكنها فقط وأن جلبت المقال سلبت الأخلاق والدين والتربية، أن التعامل مع من يقوموا بنشر هذه الفيديوهات على أنهم أبطال ونجوم ينذر بكارثة أخلاقية تهدد المجتمع المصري الذى نشأ أفراده على مصطلحات تقدس الخصوصية مثل البيوت أسرار، والبيوت لها حرمة، ولكن حالياً أصبح يتم تصوير غرف النوم ونشر كل شيء داخل البيت المصرى بحثا عن الشهرة والمال من خلال طرق غير لائقة، وعلي الرغم من كل الإيجابيات المؤثرة لمنصات التواصل الاجتماعي والتي لا ينكرها أحد إلا أن الظواهر الهادمة للمجتمع تأخذ من تلك المنصات منبراً للوصول إلي عقول الشباب والفتيات وترسخ وتغرز في أفكارهم النقيض تماماً لما تربوا عليه وتكرر الشئ وخاصة الفكر بمغريات مختلفة قادراً علي هدم أي ثوابت في عادات وتقاليد طالما أن هناك مبرر وربح ومكسب فلما لا فليس من المنطق أن تقتنع بأن الشئ خطأ وهو يزيد من ربحك ويحقق لك شهرة ويحسن من مستواك المعيشي والاقتصادي فليسقط هنا في المقابل المستوي الأخلاقي "بالبلدي الأخلاق مبتأكلش عيش" تلك كانت نهاية جدالي مع فتاة من الفتيات التي تقلد فتيات إيچيبت. 
ليت مجتمعي يعي وإعلامه وأفراده إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وأن صلاح امر المجتمع للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقيم ، تلك دعوة لنعد لما كنا عليه نرفض تلك الظواهر ونتمسك بالمسموح والممنوع ونعي جميعاً أن إذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً.