د. طارق إسماعيل رئيس قسم المحاسبة: احتياجات سوق العمل تَحْكُم اللائحة
“لا يوجد أى مكان عمل إلا وبه أحد خريجى قسم المحاسبة”.. حسبما تحدث الدكتور طارق إسماعيل، رئيس قسم المحاسبة بكلية التجارة جامعة القاهرة، مؤكدًا أن إقرار اللائحة الجديدة للكلية يُضيف امتيازات أخرى للخريجين فى سوق العمل.
وأوضح “إسماعيل” أنه تم مراعاة احتياجات سوق العمل فى اللائحة الجديدة للكلية، بعد استطلاع آراء بعض الممارسين لما يجب أن تكون عليه البرامج الدراسية، ووضعنا خطة جيدة وفتحنا تخصصات جديدة، وهناك ٤ تخصصات داخل قسم المحاسبة هى: المحاسبة والتمويل، والمحاسبة المالية، والمراجعة، والتكاليف والمحاسبة الإدارية.. وإلى نص الحوار:
يقول د. طارق إسماعيل: قسم المحاسبات أحد التخصصات الأصلية الموجودة فى الكلية، ومن أول الأقسام، التى تم إنشاؤها، ومتوسط عدد خريجى قسم المحاسبة سنويًا نحو ٧ آلاف طالب، وهوّ أكبر الأقسام الموجودة فى الكلية سواء من ناحية العدد أو هيئة التدريس.
خريجو قسم المحاسبة يخدمون فى قطاعات عديدة، ولا يوجد أى مكان أو مؤسسة حكومية أو شركات قطاع خاص، إلا وهناك جزء خاص بالمحاسبين، ومعظم الخريجين يسجلون أنفسهم فى سجل المحاسبين ويحق له العمل فى مجال المحاسبة ويحصل على فترة اختبار، وبعد ٣ سنوات يحصل على تصريح مزاولة مهنة المحاسبة.
التخصص مطلوب ومهنة تتهافت عليها قطاعات الأعمال، خاصة مع البرامج الجديدة مثل قسم اللغة الإنجليزية أو برنامج جورجيا، وأصبح الخريجون لهم وضع خاص فى السوق بالمقارنة بالجامعات الأخرى، ولا أتحيّز لجامعة القاهرة، فهى الأفضل بين الجامعات المصرية والخاصة، حيث مستوى الخدمة المتميزة، التى تقدم للطالب، وهذا يتزامن مع تطوير الكلية ووضع رؤية جديدة لتطوير البرامج الخاصة بنا، بحيث يصبح خريج الكلية متوافقا مع احتياجات سوق العمل، ولا تكون هناك فجوة بين ما حصل عليه الطالب وما يستلزمه سوق العمل.
ما ملامح هذه الرؤية الجديدة؟
حاولنا وضع خطة فى ضوء احتياجات سوق العمل، بعد استطلاع آراء بعض الممارسين لما يجب أن تكون عليه البرامج الدراسية، ووضعنا خطة جيدة وفتحنا تخصصات جديدة، وهناك ٤ تخصصات داخل قسم المحاسبة هى: المحاسبة والتمويل والمحاسبة المالية، والمراجعة، والتكاليف والمحاسبة الإدارية.
وحتى السنة الثالثة، يحصل الطالب على جميع المواد مثل باقى الأقسام، ويتم تخصصه فى العام الثالث تخصص محاسبة، والاختيار بين ٤ تخصصات، بحيث يكون ملمًا بكافة المقررات التى تساعده فى سوق العمل.
ماذا أضافت اللائحة الجديدة للقسم؟
اللائحة الجديدة، لائحة عصرية تواكب احتياجات السوق، وأحدثت نقلة نوعية فى كفاءة الخريج حتى يجد العمل بسرعة.
ما سر إقبال الطلاب على الالتحاق بقسم المحاسبة؟
الطالب يدخل قسم المحاسبة باختياره الحر، ومجال العمل الخاص بالقسم واسع وكبير، وسيتخرج ويجد عمله إن نمى قدراته، وفى الماضى لم تكن الكلية تهتم بتنمية المهارات الشخصية، وكان الاهتمام ينصب على المادة العلمية على عكس الوقت الحالى بعد إقرار اللائحة الجديدة، وأصبح الاهتمام كبيرا على تنمية المهارات الشخصية للطلاب من اتصال شخصى وأسلوب عرض وخلافه، والهيئة الدولية للمحاسبين فى أمريكا أوصت بالاهتمام بتلك المهارات الشخصية، فى كيفية التعامل ضمن فريق عمل، وتحت الضغوط الكبيرة.
ثم تأتى المرحلة الثانية فى اختيار التخصص داخل قسم المحاسبة، وتنمية مهارات الطالب عبر مقررات ساعات معتمدة، وبها ٨ كورسات فى الأوقات الصيفية لتعلم إدارة الوقت ومهارات التعامل مع الآخرين وخلافه.
هل يستوعب سوق العمل كل هذا العدد من خريجى قسم المحاسبة؟
نقوم بربط الخريجين بالكلية، لمتابعة أماكن توظيفهم وهناك تواصل مع خريجى الكلية عبر مبادرة “لم الشمل”، وحضر الكثير من الخريجين، بحيث يكون هناك تفاعل مع تلك الدفاعات، للتواصل معهم فى بعض كورسات التدريب الميدانى فى شركة أو بنك، وبحاجة للتواصل بشكل أكبر مع السوق حتى نتيح الفرص أمام الطلاب.
وهناك تواصل من خلال جمعية المحاسبين والمراجعين، وفى قسم المحاسبة هناك مركز البحوث والدراسات التجارية، ويعد مركزا لبحوث ودراسات السوق، ويقدم دراسات استشارية، ونحن كقسم محاسبة نقدم خدماتنا سواء برامج تدريبية لبعض الشركات، التى تعانى من مشاكل محاسبية أو إدارية.
ما التشكيل الإدارى للقسم؟
لدينا نحو ١٢٤ عضو هيئة تدريس “مدرسين مساعدين ومعيدين”، وعدد أعضاء هيئة التدريس بين “مدرس” وأستاذ مساعد وأستاذ قرابة ٨٠، وهذا العدد يقوم بالتدريس لعدد كبير سواء فى الشعب العربية التى يضم المدرج فيها نحو ألف طالب.
هل يستطيع عضو هيئة التدريس التواصل مع نحو ألف طالب فى محاضرة واحدة؟!
بالطبع التفاعل لا يكون مائة فى المائة، ويتوقف الأمر على إدارة الأستاذ للمحاضرة، وللأسف لا تكون هناك فرصة للمناقشة شخص لشخص، لكنه يعرض الفكرة العامة، وإن كانت هناك بعض الاستفسارات تُكتب على ورق ويتم مناقشتها بعد انتهاء وقت العرض والشرح، وهناك التطبيقات مع المعيدين أو المدرس المساعد، وبالطبع فالتفاعل لا يكون مثل المجموعات الصغيرة فى جورجيا أو الشعبة الإنجليزية.
وهذا العام فعلنا المحاضرات والسكاشن وأصبحت متاحة على موقع الكلية ويستطيع مراجعة المحاضرة أكثر من مرة، وهناك تواصل مستمر بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس نحو ساعتين يوميا على الإنترنت لوجود أى استفسارات من الطلاب، والتفاعل مع الطلاب.
قسم المحاسبة له رسالة هامة ليس تجاه الطلاب، ولكنه قسم يحاول توفير الخدمات لخدمة المجتمع، ومهما قدمنا من خدمة تعليمية فالمنفعة تقتصر على الطالب، لكن دورنا هام فى مساعدة المجتمع، ونقوم بهذا الدور قدر الإمكان.
ما تقييمك لنظام المحاسبة بشكل عام فى مصر؟
الجمعية المصرية لشؤون المحاسبين والمراجعين تعد الجهة التى ترعى شؤون المهنة، ولكنها لم تأخذ حقها فى التطوير، وهناك معايير محاسبية تنظم عمل الشركات، وهذه المعايير ترتبط أيضًا بالمؤسسات فى العالم خاصة مبنى المحاسبين والمراجعين، وبالتالى أى إصدارات فى المعايير الدولية الخاصة بالقوائم المالية ومراجعتها يتم النظر إليها، وكنا نعمل كترجمة لهذه المعايير، ونبدأ تطبيقه ونحاول تعديل معاييرنا كل فترة، لكن التطور ليس بالقدر الذى يتم فى الولايات المتحدة على سبيل المثال.
هل هناك تواصل مع الجهاز المركزى للمحاسبات؟
لا يوجد اتصال مباشر مع الجهاز المركزى للمحاسبات، ولكن التواصل يقتصر على المراقبة ومراجعة الصناديق الخاصة الموجودة فى الكلية.
إلى مدى هناك إقبال على البحث العلمى فى مجال المحاسبة؟
أزعم أن هناك طفرة حدثت فى البحث العلمى بمجال المحاسبة، خاصة أن الأجيال الجديدة فرصتها أفضل من الأجيال السابقة، وكميات البعثات، التى تتبانها الدولة أصبحت أكبر، وكذلك زيادة عدد المنح المقدمة للباحثين، ونحن أنفسنا “تعبنا” حتى حصلنا على الدكتوراه من الخارج، وواجهتنا بعض العقبات، ونحاول تجنيب الطلبة حاليا هذه الظروف الصعبة، ونستثمر فى الموارد البشرية التى لدينا، ونقدم لهم كافة التسهيلات التى تعينهم على إتمام دراستهم الأكاديمية.
والمعيد محكوم بالوقت، فخلال ٥ سنوات إن لم يحصل على الماجستير يتم تحويله إلى وظيفة إدارية، وكذلك الدكتوراه، وقبل انتهاء المدة القانونية ننظر فى أحوال أعضاء الهيئة المعاونة ونساعدهم لإنجاز أبحاثهم ودراستهم.
كما أنه تم تطوير برامج الدراسات العليا سواء الماجستير أو الدكتوراه، وأدخلنا مستويات جديدة، ونحو ٢٠ مقررًا دراسيًا تم طرحها لأول مرة، وبرنامج جورجيا أضاف كثيرًا فى مجال التطوير.