قطار التطوير يلحق بطلاب «تجارة القاهرة»: «ادخلوها.. واطمنوا !»
فى مدخل كلية التجارة وقف بعض طلاب الدفعات القديمة، يستقبلون زملاءهم الجدد، حديثى العهد بالكلية، يستعرضون معهم تفاصيل الدراسة والعملية التعليمية، والتطوير الجارى حاليًا على نظم التدريس والمناهج بعد تطبيق اللائحة الجديدة، ويبددون مخاوفهم من تكدس المحاضرات، وكبر حجم الكُتب، تلك التابوهات المعتادة لكليات التجارة على مستوى الجمهورية، لكن «تجارة القاهرة» شيئا فشيئا تحاول كسر تلك التابوهات خلال الفترة المقبلة.
رحمة أشرف، هى واحدة من هؤلاء الطلاب، الذين يردون على استفسارات أولياء الأمور، انتقلت إلى عامها الثاني بقسم الإنجليزي، تقول إنها لم ترغب خلال تنسيق الثانوية العامة فى الالتحاق بالكلية، حيث حصلت على مجموع ٩٥.٥٪ لكنها فى هذا العام لم تلحق بالمنضمين لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لتنضم إلى الكلية قسم الإنجليزي، ثم تطالب زملاءها بالالتحاق بها: «أتمنى دلوقتى كل أصحابى يدخلوا تجارة إنجليزى لأن مستقبلها كبير، والتعليم فيها مختلف عن اللى كان فى خيالنا».
التغيير الذى طرأ على أساليب الدراسة بالكلية وخاصة قسم الإنجليزي، غيّر من الصورة النمطية عن التعليم بتجارة القاهرة، بحسب رحمة، التى تُضيف: «المواد مش صعبة زى ما الناس كانت مُتخيّلة، وأصبح هناك اهتمام كبير من جانب أعضاء هيئة التدريس بما فى ذلك عميد الكلية بمشاكل الطلاب والعمل على حلها، واللى يبص على الكتب يكون مرعوب ولكن فى الفترة الأخيرة الوضع بقى أحسن وتم اختصار المنهج وفقًا للمحاضرات المطلوبة فقط».
تبقى المشكلة الأكبر أمام طلاب «تجارة القاهرة» هى تلك الأعداد الكبيرة، التى تملأ مدرجات الشعبة العربية: «العدد كبير جدا، ومن الصعب أن يتفهموا الشرح بسهولة، ولازم يشتغلوا على نفسهم جامد ويحصلوا على كورسات بالإنجليزى لأن سوق العمل حاليا لا يهتم إلا بالطالب المتخصص والحاصل على كورسات لتطوير نفسه، رغم التأكيد على تميّز جامعة القاهرة عن باقى الجامعة وبكل تأكيد الأولولية لنا، نحصل على اهتمام أكثر من أى جامعة أخرى».
بأحد مدرجات الكلية، جلس ٤ طلاب هم: رنا أحمد، وآلاء علاء الدين، وتقى خالد، ومحمود هشام.. همّ من فرق مختلفة جمعهم هدف واحد؛ التعريف بالكلية للطلاب الجدد، والرد على استفسارات أولياء الأمور، فى اعتقادهم أن النظام الجديد الذى تُطبقه الكلية حاليًا سيفيدهم أكاديميًا ومهنيًا، فتقول تقى، التى انتقلت إلى السنة الرابعة: «كل سنة هناك تحسن واضح وهذه أمور جيدة، والإدارة تعمل على حل الكثير من المشاكل، وأتمنى الاهتمام أكثر على حل أزمة الأعداد الكبيرة بمدرجات الشعبة العربي».
٣٠ مادة حصلت عليها تقى، برأيها أنا استفدت منهم: «المواد مناسبة بشكل كاف وعلى حسب التيرم ومضطرين ندرس الأجزاء المهمة والكم كاف جدا، وممكن يضيفوا على المناهج ويحسنوها وحتى يقللوا المناهج، كما أنه فى حال وجود صعوبات فى الفهم من بعض الأساتذة يتم تغييرهم وإضافة معيدين لهم القدرة على الشرح والتواصل مع الطلاب».
ويشتكى محمد طارق من قلة فرص العمل للخريجين: «كلية تجارة واخدة سمعة إن عددها كبير وسوقها كبير جدا وأكتر حاجة مطلوبة تجارة «موظفين محاسبات - شغل إدارة - مندوبين مبيعات» وبالتالى كل الكليات بتطلع عدد كبير، وسوق العمل لا يتحمل كل هذه الأعداد»، مشيدًا بفرع الكلية بالشيخ زايد «الشيخ زايد مشروع جيد جدا لأنه يستوعب عددا من الطلاب خارج حرم الجامعة و١٣٠٠ طالب من الصعب أن يحضروا فى الحرم الجامعى لزيادة الأعداد، وهذا الفرع تم إعداده بشكل جيد وأفضل للطالب من حيث الشرح والاستيعاب من كثرة الأعداد داخل الحرم».
الملاحظ فى أمر كلية التجارة خاصة القسم الإنجليزي، أن بعض الطلاب حصلوا على مجموع كبير بالثانوية العامة فى شعب علمى رياضة وعلمى علوم، ولكنهم لم يتمكنوا من الالتحاق بـ«كليات القمة»، التى كانوا يرغبون بها، وفضّلوا الالتحاق بكلية التجارة جامعة القاهرة كرغبة ثانيّة، منهم رنا أحمد، التى لم تتمكن من الالتحاق بكلية طب الأسنان بسبب «درجة ونصف»، تقول: «تجارة كانت تانى رغبة ليا بعد هندسة، لأن لها أكثر من مجال للعمل بعد كلية الهندسة، وفضلت الالتحاق بكلية تجارة إنجليزي»، وعن صعوبة الدراسة فيها تُضيف: «أى كلية فيها السهل والصعب، والأمر يتوقف على مدى استيعاب الطالب للشرح، ومتابعته فى تحصل المحاضرات».
التخصص حاليًا أصبح من السنة الثالثة فى كلية التجارة، وهذا يفيد الطالب فى معرفة تخصصه، الذى ينتوى العمل به بعد التخرج، بحسب رنا. فيما يقول محمود هشام، الذى انتهى عامه الأول: «التطوير ارتفعت وتيرته فى السنوات الماضية، ومستقبل الكلية بعد تطبيق هذه الإصلاحات الإدارية أصبح أفضل من الأوقات الماضية»، لكنه فى الوقت نفسه يجد صعوبة بالنسبة لطلاب الأقسام العربية: « لو حد عاوز يسأل دكتور بالنسبة للعدد لن يستطيع، كما أن وصول الطلاب للمواد اللى هيذاكروا منها بيكون فيه بعض الصعوبة».
وتوضح آلاء علاء الدين، أن هناك إقبالا كبيرا على الالتحاق بتجارة إنجليزى لأن فرصها فى سوق العمل أفضل، كما أن الدراسة بها أفضل كثيرا من العربى لأن العدد منخفض، والشرح يتم بوسائل حديثة «المدرج ربع مدرج العربي، وبالتالى اللى عاوز يسأل الدكتور هيعرف يعمل كده»، لكنها تطالب بإعادة النظر فى المناهج مرة أخرى «التيرم الدراسى مش مكفي» ، مضيفة: «ومفيش حاجة صعبة على اللى عاوز يعمل حاجة لنفسه».
«مجلس الطلبة».. هوّ ما يعتمد عليه طلاب قسمى «تجارة إنجليزي» وجورجيا فى غياب لدور اتحاد الطلاب بالكلية: «اتحاد الطلاب مسؤول عن تجارة كاملة، وعملنا مجلس الطلبة لتجارة إنجليزى مخصوص لأن الطلاب لهم طلبات ومحدش بيهتم بيهم وهناك أنشطة يقومون بها ويدرك مطالب الطلاب خاصة إنجليزى وجورجيا»، مشيرة إلى أن أغلب الاستفسارات التى يتلقونها من أولياء الأمور والطلاب الجدد تدور حول المصروفات السنوية، والتقديم، والمجموع الاعتبارى للالتحاق بالبرامج الخاصة.
«برنامج جورجيا»
برنامج جورجيا، وهو أحد البرامج الدراسية المميزة بكلية التجارة بجامعة القاهرة، ويميز الخريجين عند حصولهم على فرص عمل، كما أن مناهج البرنامج معتمدة من خارج مصر.
توضح نورهان أكرم، المعيدة بالبرنامج، مميزاته قائلة: «يحصل الخريج على شهادة مشتركة بين كلية التجارة جامعة القاهرة وكلية ماك روبنسون لإدارة الأعمال بولاية جورجيا، بالإضافة إلى شهادة بكالوريوس شعبة اللغة الإنجليزية من كلية تجارة جامعة القاهرة، كما يمنح الخريج درجة البكالوريوس فى تخصصات: «التمويل والاستثمار -التسويق - نظم المعلومات الإدارية- ريادة الأعمال-المحاسبة والتمويل- المحاسبة والمراجعة -إدارة الأخطار والتأمين، فضلًا عن أن البرنامج يتيح للطالب قضاء فصل دراسى خريفى أو صيفى بجامعة ولاية جورجيا بالولايات المتحدة».
وتؤكد «أكرم» أن البرنامج يشترط حصول الطالب على حد أدنى فى اللغة الإنجليزية، واجتياز المقابلة الشخصية كشرط أساسى للقبول، بالإضافة إلى الحصول على شهادة «التويفل»، بدرجة ٥٠٠، قبل سنة التخصص السنة الثالثة، حيث لا ينقل الطالب إلى سنة التخصص قبل حصوله على تلك الشهادة.
وتضيف: «المصروفات تُقدر بنحو مصاريفها ٣١ ألفا، لكن هذا البرنامج يعد من أفضل البرامج لأن الدراسة به متميزة والعدد قليل جدًا، فضلا عن حاجة سوق العمل الشرهة للخريجين، وفى بعض الأحيان يتم تعيينهم قبل انتهاء دراستهم، حيث يبلغ عدد الطلاب فى السنة١٥٠ هذا العام مقسمين على ٧ شعب، ويتم انتقاء أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على الدكتوراه من خارج مصر للتدريس فى هذا البرنامج».