أكد الدكتور خالد سعيد عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر بالقاهرة، أن الشبهات حول مناسك الحج كثيرة وقديمة ، وتطفو على الساحة في مثل هذا الوقت من كل عام من المتسلطين على هذا الدين الحنيف ، ومن يدعون لأنفسهم علما وفهما وثقافة ، وهم من هذه الصفات محرومين ، مؤكدا أهمية توضيح ما وقعوا به من فهم خاطئ بالدليل والحجة واللغة الوسطية .
جاء ذلك خلال ملتقى "شبهات وردود" الذي عقد بالجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان "الحج شبهات وتوضيحات"، للرد على بعض الشبهات حول أداء مناسك فريضة الحج وشعائره، وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وأوضح سعيد أننا لا نجد سورة في القرآن الكريم باسم الصلاة أو الزكاة، لكننا نجد سورة باسم سورة "الحج"، وذلك أن الحج حشر مصغر يسافر الناس فيه إلى ربهم من كل صوب وحدب.
من جهته ، قال الدكتور أسامة مهدي أستاذ الحديث وعلومه المساعد بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة ، إن من الشبهات التي تثار حول الحج أنه لم يثبت إلا بحديث آحاد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤكدا وجود العديد من الأحاديث في صحيح البخاري باب كامل عن الحج به عشرات الأحاديث ، وفي كتب الصحاح والسنن مئات الأحاديث عن الحج.
وأوضح أستاذ الحديث وعلومه ، أن في العلم ما يسمى بالتواتر المعنوي وهو أننا لو جمعنا جميع أحاديث الآحاد في الحج، لكونت بذلك صورة الحج الكاملة من أكثر من طريق، موضحا أن الدليل الدامغ على فرضية الحج وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حج ومعه آلاف الصحابة وتناقل الناس المناسك إلى يومنا هذا، مما يعني تواترا لا ريب فيه، كما وصلت إلينا كيفية الوضوء والصلاة، عن طريق التواتر، فقد وصلت لنا أيضا كيفية أداء مناسك الحج والعمرة وغيرها من العبادات والمعاملات القولية والفعلية والإقرارية من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من جهته قال الدكتور حازم مبروك مسئول برنامج شرح كتب التراث - والذي أدار الملتقى - إن من معاني الحج الاجتماع، وذلك ما نجده في الخطاب القرآني عن الحج بدءً من وضع البيت الحرام فقد قال الله تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين"، مرورا بفرض الحج وقال: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"، وانتهاء بأداء المناسك فقال: "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس"، مضيفا أن الله تعالى يعبر بكلمة (الناس) في جميع مراحل الحج، وعلى المسلم أن يلتفت إلى هذه الغاية فلا يسلم عقله إلى كل مشكك في دينه عن عمد أو عن جهل، وإن العلماء كانوا يدعون الله عز وجل أن ييسر لهم الحج.