في ذكرى ميلاده.. يوسف السباعي «جبرتي العصر»
أحد أبرز كتاب القرن العشرين استطاع بكتاباته أن يجسد الحياة الاجتماعية والسياسية وأحد أكبر المساهمين في صناعة الثقافة المصرية والمؤثرين فيها، تميز أسلوبه في الكتابة بالسهل الممتنع والإحساس الساخر تناول عيوب المجتمع المصري من خلال الرمز والإيحاء امتلأت قصصه بالحياة والأحياء وثراء الشخصيات من كل أطياف المجتمع إنه الأديب يوسف السباعي الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم حيث تحتفي به كل الأوساط الثقافية.
ولد يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في 17 يونيو 1917م بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، لأب يمارس مهنة الكتابة؛ عاشقًا للأدب العربي شعره ونثره ومتعمقًا في الفلسفة الأوربية الحديثة ومتقنًا للغة الإنجليزية، كان يرسل الأب ابنه الصغير "يوسف" بأصول المقالات إلى المطابع لجمعها ثم تدقق ويعود بها لتنشر، كان "يوسف" يقرأ كل ما تقع عليه عينيه فقد قرأ وحفظ أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من اللغة الإنجليزية.
عاش يوسف السباعي في كنف والده الذي رحل سريعًا وهو في الرابعة عشر من عمره مسببًا رحيل الأب المبكر أزمة عاطفية للابن ظلت أكثر من عام ظل فيها منتظرًا عودة أبيه، واجه يوسف الحياة وتخرج في الكلية الحربية، وبعد تخرجه عُيَنَ في سلاح الصواري واصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية وفي منتصف الأربعينيات بدا التركيز على الكتابة الأدبية وقد نشر العديد من المجموعات القصصية والروايات.
أصدر مجلة مدرسة شبرا الثانوية التي كان يدرس بها أنذاك وهو في سن السابعة عشر و قد لاقت المجلة حفاوةٍ وترحابٍ كبيرين من إدارة المدرسة، ونشر بها أول قصة "فوق الأنواء" عام 1934م، ثم أصدر بعد ذلك مجموعته القصصية "أطياف" ونشرت له قصة "تبت يدا أبي لهب" في مجلة "مجلتي" بجوار أسماء كبار الكُتَاب مثل طه حسين؛ وظل أيضًا يراسل طوال فترة دراسته في الكلية مجلة "مسامرات الجيب" حيث كانت تصدر له فيها قصة كل أسبوع ونشر فيها بعد ذلك قصة "إني راحلة" عام 1945م.
حصل يوسف السباعي على دبلوم معهد الصحافة من جامعة الملك فؤاد الأول أنشأ نادي القصة وتولى رئاسة العديد من الصحف ومنها، رئاسة مجلس إدارة مؤسسة "روز اليوسف" عام 1961م، ورئاسة مجلة "آخر ساعة" عام 1967م، ومجلس إدارة الهلال عام 1971م، وفي عام 1973م عين وزيرًا للثقافة، وفي عام 1977م اختير نقيباً للصحفيين .
أطلق عليه نجيب محفوظ لقب جبرتي العصر لأنه دون ملحمة الثورة وحرب أكتوبر المجيدة موثقًا أهم الأحداث التي مرت بها مصر من خلال أعمال الأدبية التي تحولت للسينما مثل رد قلبي، أقوى من الزمن، العمر لحظة، ليل له آخر، جفت روحي.
رحل يوسف السباعي عن عالمنا عام 1978م، بعد أن ترك لنا العديد من الأعمال الأدبية والكيانات الثقافية التي كان إما مؤسسًا لها أو مشاركًا فيها أو داعماً لها، نال العديد من الجوائز والتكريمات منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وجائزة وسام الاستحقاق الإيطالي من طبقة فارس جائزة لنين في السلام.