مع ارتفاع درجات الحرارة، وبداية فصل الصيف والإجازات الدراسية، تنتهز كثير من الأسر تلك الفترة، والذهاب لقضاء أسبوع أو أكثر في أي مكان ساحلي،.. من هنا تبدأ الحيرة والشجار بين أفراد الأسرة، حيث نجد أن كل منهم يريد قضاء أوقاته في مكان مختلف، أو مع الأصدقاء والأقارب، فتشتعل الخلافات في البيوت لتتحول الأوقات السعيدة التي لا تتكرر إلا مرة واحدة كل عام إلي شجار وملل. الأمر الذي جعلنا نتساءل كيف تتعاملين من تلك الأزمة التي تتكرر كل عام خلال إجازة المصيف بين الأبناء؟

تقول الدكتورة منار عبد الفتاح استشاري الصحة النفسية، أنه من المتوقع أن تتزايد الخلافات بين الأسر وأبنائها خلال فصل الصيف، وذلك لأن ارتفاع حرارة الجو يؤثر بصورة مباشرة على الحالة النفسية والمزاجية لكل فرد، والتي تنعكس سلباً وتجعلهم أكثر حساسية وتأثراً، فضلاً عن الميول المزاجية التي تصاحب المراهقين من الأسرة وشعورهم بالنضوج والحرية في اختيار المكان الذي يريدون الذهاب له، كما أن هناك مشاكل من نوع أخر وهي اختلاف بين الزوج والزوجة في قضاء المصيف مع أقاربه أو أقاربها، مما يشعل فتيل الخناق بينهما، بخلاف كراهية بعض الأبناء للصيف وحرارته وشعورهم بالاكتئاب وعدم الرغبة في الخروج في أي مكان، كما أن هناك من يخشون من البحر ويكرهون حرارة الشمس والجلوس على الرمال  وغيره من المشاكل العائلية التي تحدث كل إجازة صيفية.

وأكدت استشاري الصحة النفسية، انه لابد من إدراك كافة أفراد الأسرة أن تلك الفترة لن تتكرر إلا مرة واحدة في العام، وهو الوقت المخصص للترفيه، والاسترخاء، والتخلص من الضغوط المتراكمة، لذلك على الزوجة أن تجلس مع زوجها في هدوء قبل الذهاب إلى المصيف  وتتفق معه بلطف ودون ترصد، وتصيد، أو سوء ظن، أو ظلم، على كيفية إسعاد أنفسهم وعدم جعل أي شيء يكدر هذا الاتفاق،  ويتذكرا معًا المال الذي تم ادخاره خلال العام من اجل الاستمتاع بتلك الإجازة، وأن يترك الآباء أبنائهم الشباب ويمنحوا لهم الحرية لقضاء بعض الوقت مع زملائهم، مع معرفة المكان واتخاذ كافة احتياطات الأمان ومراعاة أعمارهم، وفي حالة عدم رغبة إحداهما في الذهاب للمصيف والرغبة في المكوث في البيت، تقوم الأم بالتحدث معهم وإقناعهم  بالذهاب معهم، واعدة إياهم بان لم يتم الضغط عليهم للنزول على الشاطئ أو البحر إلا في حالة رغبتهم الخاصة، بحيث أن يتم تجميع العائلة جميعها ويستمتعا بإجازتهم بكل مرح وسعادة.