«فضل يوم عرفة وسنة الأضحية».. موضوع خطبة الجمعة اليوم
أعلنت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة، تحت عنوان: "فضل يوم عرفة وسنة الأضحية"، وشددت الوزارة على جميع الأئمة الالتزام بالمدة والموضوع المحدد لها، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، والذي يأتي على النحو التالي:
موضوع الخطبة
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريم: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }، وأشهدُ أنَّ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ العشرَ الأوائلَ مِن ذِي الحجةِ زاخرةٌ بالنفحاتِ الربانيةِ والعطايا الإلهيةِ، والأيامِ الفاضلةِ، ومِن أعظمهَا يومُ عرفةَ الذي أكملَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) فيه النعمةَ وأتمَّ الدينَ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ۔ ويومُ عرفةَ هو اليومُ المشهودُ، ويومُ الحجِّ الأكبر، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرَفَةَ، والشَّاهدُ يومُ الجمعةِ)، ويقولُ ﷺ: (الحجُّ عرفة)، ويأتي هذا الجمعُ في يومِ عرفةَ ليذكرنَا بمشهدٍ أعظم، هو يومُ القيامةِ، حيثُ الوقوفُ بينَ يدي اللهِ ربِّ العالمين ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾.
كما أنَّ يومَ عرفةَ موسمُ الذكرِ وموطنُ إجابةِ الدعاءِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
وهو يومُ مغفرةِ الذنوبِ والعتقِ مِن النيرانِ، يقولُ ﷺ: ( إذا كان يومُ عرفةَ فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالَى يُباهِي بهم الملائكةَ، فيقولُ: انظرُوا إلى عبادِي، أتونِي شُعثًا غُبرًا، ضاحينَ [أي: ظاهرينَ للشمسِ غيرَ مستترينَ منهًا مِن كلِّ فجٍّ عميقٍ، أُشهدُكُم أنّي قد غفرتُ لهُم)، ويقولُ ﷺ: (ما مِن يومٍ أكثرِ مِن أنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِن النارِ، مِن يومِ عرفةَ).
ولعظِيم فضلِ اللهِ تعالى وكرمهِ لم يُحرمْ سبحانَهُ أحدًا مِن نفحاتِ يومِ عرفةَ، فبينمَا يتجَلّى سبحانَهُ على حجاجِ بيتهِ الحرامِ برحمتهِ ومغفرتهِ، فإنَّهُ يفتحُ هذه الأبوابَ واسعةً لخلقهِ أجمعين، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ).
ويتأكدُ في يومِ عرفةَ التحلِّي بصالحِ الأخلاقِ، والبعدِ عن رذائِلِهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّ هذا يومٌ، مَن ملَكَ فيهِ سمعَهُ وبصرَهُ ولسانَهُ غفرَ لَهُ)، وإلّا فمَا تنفعُ العبادةُ إذا ساءَ الخُلُقُ! يقولٌ ﷺ: (رُبَّ صائمٍ ليسَ لَه مِن صيامِه إلَّا الجوعُ ورُبَّ قائمٍ ليسَ لَه مِن قيامِه إلَّا السَّهرُ).
وقدم الدكتور محمد مختار ملخصًا بأهم أعمال الحجاج من اليوم الأول لثالث أيام التشريق، قائلًا: ونبدأ هذا الدليل بخلاصة ميسرة لأعمال الحج والعمرة:
أعمال العمرة
- أعمال العمرة تبدأ بالنية كسائر الأعمال الصالحة، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ):"إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ"، وفي رواية: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى الله وَرَسُولِهِ، وَمَنْ هَاجَرَ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ".
فقال النبي صلى الله عليه وسلم.. الحج عرفة
-(وهذا يعني أن أداء مناسك الحج مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلاً، يجعلها اسهل من باقي العبادات مثل الصلاة والصوم، اللواتي هما فرض عين ويجب أدائهما في أوقات محددة، أما في الحج يوجد عذر شرعي يعطي المسلم الوقت الكافي وأدائها مرة واحدة بالعمر تكفي.)
-وفي يوم عرفة، من قبل الظهر حتى غروب الشمس، يلتقي الحجاج ، مع مراعاة قواعد الإحرام واللباس، إلى جبل عرفات.
وقف النبي عليه الصلاة والسلام
وقف النبي عليه الصلاة والسلام، نهارًا بعدما صلى الجمع بعدما صلى الظهر والعصر جميعًا جمع تقديم بأذان وإقامتين تقدم إلى الموقف، فوقف -علبه الصلاة والسلام- على راحلته حتى غابت الشمس، هذا هو الأفضل وهذا هو الكمال، أن يقف نهارًا، ويبقى حتى غروب الشمس.