زعمت تقارير إعلامية إندونيسية أن ستي عيشة، الفتاة الإندونيسية المشتبه بها في مقتل كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق لرئيس كوريا الشمالية الحالي كيم جونغ أون، هي امرأةٌ مُطلَّقة ولديها ابنٌ صغير، كانت تعمل في ملهى ليلي بكوالالمبور .
وعيشة، إحدى السيدتين اللتين أُلقِيَ القبض عليهما على خلفية مقتل كيم جونغ نام، التي تبلغ من العمر 25 عاماً، تمتلك أيضاً هويتين مختلفتين، وفق صحيفة News Straits Times
وجاء خبر القبض على السيدة الإندونيسية المُتَّهَمَة بالتَوَرُّط في حادث اغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي في ماليزيا، ليُثير صدمةً كبيرةً بين أسرتها وجيرانها السابقين، الذين وصفوا الأم الشابة بأنها "فتاةٌ لطيفةٌ" ومُهذبة وهادئة.
وفي الوقت الذي عرَّفتها السلطات الإندونيسية بأنها تُدعى "ستي عيشة"، وتبلغ من العمر 25 عاماً، وتنحدر من مدينة سيرانغ، ذكر الموقع الإخباري الإندونيسي Kumparan أنه وفقاً لبيانات السجلات في قريتها، أنجكي، غربي العاصمة جاكرتا، فإنها تملك سجلين كاملين منفصلين وبصورتين مختلفتين. السجل الأول، وفقاً لما ذكره التقرير، يعرَّفها بأنها تُدعى "ستي عيسياه"، ووُلِدَت بمدينة سيرانغ الإندونيسية في 11 فبراير 1992.
وأُرفِقَت صورةٌ رسميةٌ لها بشعرٍ مُصفَّف وبذيل حصان. أما في السجل الثاني، فيُذكر اسمها بهجاء "ستي عيسه"، ويذكر تاريخ الميلاد أنه يوم 1 نوفمبر 1989، وكانت صورتها بشعرٍ منسدل.
وذكر موقع Detik.com أيضاً أن ستي عيشة مُطلّقة. وأبلغت والدة طليقها، والتي تُدعى ليان كيونغ أو ليان أكيونغ، مسؤولين بوزارة الخارجية الإندونيسية أن عائلتها لا ترتبط بأي علاقة مع ستي منذ انفصال الأخيرة عن ابنها الذي يُدعى غوناوان هاسيم.
وتلقت الوزارة خطاباً مغلقاً مكتوباً بخط اليد، بتاريخ 1 فبراير 2012، وموقَّعاً من والدة طليقها كدليلٍ على أن الزوجين قررا الطلاق لأنه لم يعد لديهما التوافق والتناغم بين الزوج والزوجة.
وقالت ليان أيضاً إنه بعد الانفصال، كانت ستي عيشة نادراً ما تزور والدَي زوجها السابق في مدينة تامبورا غربي العاصمة جاكرتا، وكانت تذهب إليهما مرة في العام من أجل رؤية ابنها ريو البالغ من العمر 7 سنوات.
ويصفها والد زوجها، تيجا ليونغ كيونغ، الذي يعيش في أحد أحياء الطبقة الوسطى القريبة، قائلاً: "عيشة شخصيةٌ لطيفةٌ ومُهذبةٌ ومُحترمة".
وتابَعَ: "لقد صُدمت عندما سمعت خبر القبض عليها بتهمة القتل". وأضاف: "لا أصدق أنها ارتكبت مثل هذه الجريمة، ولا أصدق ما تُروِّج له وسائل الإعلام بأنها جاسوسةٌ استخباراتية، رغم أنني لا أعرف ما دار بذهنها".
وقالت أمينة، ربة المنزل التي كانت جارةً لعيشة في حي تامبورا: "يا إلهي! لا يُمكنني تصديق هذا. إنها لطيفةٌ للغاية مع جميع الناس هنا، وهي ساذجة جداً. كيف يُمكن أن تقتل رجلاً ذا شأن؟ هذا مُستحيل بجميع الطُرق".
ووفقاً لتقارير موقع Kumparan، فإن بداية الاشتباه في ستي عيشة بالضلوع في مقتل جونغ نام كانت عندما اقترب منها رجل غامض في الملهى الليلي الذي تعمل به بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.
وزعمت التقارير أن الرجل عرض عليها 100 دولار أميركي (ما يعادل 445 رينغيت ماليزي) لتنفيذ العملية، والتي اعتقدت في البداية أنها مجرد مزحة.
وقيل إنها وافقت على الصفقة لأنها كانت بحاجة إلى المال، رغم أنها لم تكن تعلم من هو جونغ نام أو من هم شركاؤها الآخرون في التنفيذ. عملت ستي عيشة في السابق كخادمة في جاكرتا قبل أن تنتقل إلى ماليزيا في 2013 مع زوجها اللاحق.
أُلقِيَ القبض على ستي عيشة بواسطة قوات الشرطة الماليزية، في الثانية من صباح أمس الخميس 16 فبراير، بعد أن تم التعرف عليها بمساعدة لقطات أخذتها الكاميرات لها في مطار كوالالمبور الدولي.
وتشير التكهنات إلى مقتل جونغ نام (45 عاماً) في عملية استغرقت 5 ثوان بواسطة سيدتين قامتا بوضع قطعة قماش ملوثة بمادة كيميائية على وجهه في صالة المغادرة بمطار كوالالمبور الدولي، في التاسعة صباح يوم الاثنين الماضي الموافق 13 فبراير، حين كان يوشك على الرحيل إلى منطقة ماكاو في الصين. ولفظ سونغ نام أنفاسه الأخيرة في الطريق إلى مستشفى بوتراجاي.