رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


التبرك بدم الأضحية.. كيف بدأت تلك العادة وما حكمها في الشرع؟

28-6-2023 | 16:51


الأضحية

خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وخصوصا بعد نحر الأضحية، تظهر لنا عادة مصرية يقوم بها الكثير من الأشخاص وما زال يتوارثها الأجيال وهي التبرك بدماء الأضحية، وطباعة الكف بدمائها علي الجدران حيث أن اعتاد الكثير من الأشخاص بفعل تلك العادة بحجة أن هذا ما وجدوا عليه آبائهم

التبرك بالدم في عيد الأضحى

وقبل الحديث عن سر قيامهم بتلك العادة، فعادة "التبرك الأصل التاريخي الذي تستند إليه وهو الذي احتار فيه المؤرخون حيث توجد بعض الأقاويل التي تشير إلى أن دم الأضحية يعود للعصر ما قبل الجاهلي ، وهناك بعض الأقاويل تنسب أصل تلك العادة إلى العصر الفرعوني وهذا هو الأرجح حيث كان المصريون القدماء علي اهتمام كبير بالأعياد والاحتفالات ، وكانت تصنف بأنها "أعياد السماء".

ويرجح بعض خبراء الآثار أن فكرة القربان أو الأضحية في الأصل إلى مهد الحضارة البشرية، حيث كانت تقدم للتخوف من غضب الطبيعة وعدم فهم ماهية الوجود وأصله، والتسليم إلى قوة خارقة أو إله عظيم مجهول، وهو ما دفع الشعوب القديمة إلى حيلة للتقرب إلى تلك الآلهة، عن طريق المنح والعطايا التي تنوعت ما بين المأكولات والمشروبات والزهور والحبوب والقمح والحيوانات، لتأكيد الإيمان بقوه الآلهة وسلطتهم وتحاشيا لغضبهم.

وكذلك رد شر الطبيعة والكيانات المؤذية، والاستجابة للدعوات والمطالب، والحصول على وإطالة العمر. وهذا الأمر الذي طرح تساؤلا حول أسباب تمسك المصريين بتلك العادة ، وجاءت الإجابة جراء إيمانهم الكبير بها ولما تحمله من قيمة نفعية في وجهة نظرهم التي لا علاقة لها بالدين والمنطق ومنها اعتقادهم أن المرور على دم الأضحية أي كان نوعها سواء ماعز أو بقرة أو حتى جاموس، لمدة 7 مرات، بعد الذبح  مباشرة، وذلك اعتقاداً بأن هذا الأمر يساعد على علاج العقم.

ويلجأ البعض إلى غمس كفوفهم في الدماء لرسم كف على جدران وأبواب المنزل، أو أي أغراض جديدة، باعتقاد بأن هذا يساعد على تخليص البيت من الحسد والجن، وهناك من ربط بين هذه العادة أيضا والعقيدة اليهودية، منذ تحول نهر النيل إلى دماء في عهد سيدنا موسى عليه السلام وآيات خروج بني إسرائيل من مصر، أو كما نقل عن العهد القديم.

 

رد الأزهر على تلك العادة

ومن جانبه أوضح الدكتور محمود حربي، أستاذ الفقة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، أن الدم فى الأصل نجس، فلا يجوز أن يغمس الإنسان يده في دم الأضحية.

وأضاف، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا الفعل من المحرمات نظرًا لقول الله سبحانه وتعالى: "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير"، مضيفا أنه لا علاقة بين ثواب الأضحية وهذا الفعل غير الجائز شرعا، علي الرغم من أن لا يجوز تغطية الجدران بالدماء إلا أن من فعل ذلك وهو جاهل فأضحيته صحيحة.

 

واختتم أنه يجب أن يزيل المسلمون جهلهم بهذا ويعلموا أن هذه العادة غير شرعية" فالواجب القيام بهذا الذبح في الأماكن المعدة والمجهزة لمثل ذلك، والواجب الحرص على الناس  وعلى ما ينفعهم، والنأي بالنفس عن كل ما يُكَدِّر عيشَهم أو يؤذ مشاعرهم وأبدانهم.