أبرزها المتاحف والأهرامات.. 6 أماكن ثقافية وتراثية يمكنك زيارتها في عيد الأضحى
لا شك أن العيد هو موسم من مواسم البهجة والسعادة التي يستشعرها جموع الناس كل عام، ويتمثلونها في الثوب الجديد، واللعب، وسماع الأغاني المعبرة عن أجواء هذه الأيام المعدودات، بالإضافة إلى إعداد أصناف من الطعام تواتر العائلات منذ زمن على إعدادها في تلك المناسبة.
يعتاد المجتمع كل عام على ارتياد الحدائق والمنتزهات والسينمات والمولات، وربما كان للخير نصيبا كبيرا من الاختيار، ولكن تبقى زيارة الأماكن ذات الطابع الثقافي والتراثي تمثل أهمية كبيرة وشغف لدى الكثير من الناس.
لذا ومن هذا المنطلق نستعرض معكم ستـًا من هذه الأماكن المتمثلة في متاحف ومزارات تراثية:
1- المتحف المصري الكبير:
المتحف المصري هو أقدم متحف أثري في الشرق الأوسط، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة في العالم، يعرض المتحف مجموعة كبيرة تمتد من فترة ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني.
من بين مجموعات المتحف التي لا مثيل لها: المجموعة الجنائزية ليويا وتويا، وبسوسينيس الأول وكنوز تانيس، ولوحة نارمر التي تخلد توحيد مصر العليا والسفلى تحت ملك واحد، وهي من بين القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن في المتحف. يضم المتحف أيضًا تماثيل رائعة للملوك العظماء:"خوفو، خفرع، ومنقرع" بناة الأهرام في هضبة الجيزة. بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من البرديات والتوابيت والحلي التي تكمل المجموعة المميزة لهذا المتحف.
2- المتحف القومي للحضارة:
يُعتبر المتحف القومي للحضارة المصرية المتحف الأول من نوعه في مصر والعالم العربي، فهو يُعد مجمعاً حضارياً عالمياً متكاملاً يُتيح لزائريه فرصة للإبحار في رحلة عبر التاريخ للتعرف على الحضارات المصرية المتعاقبة.
بدأت فكرة إنشاء المتحف حين أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بُناءً على طلب الحكومة المصرية، عن حملة دولية لإنشاء متحف النوبة بأسوان، والمتحف القومي للحضارة المصرية بالقاهرة عام 1982.
تم وضع حجر الأساس عام 2002 في قلب مدينة الفسطاط، أول وأقدم العواصم الإسلامية في أفريقيا، وذلك بعد فوز المهندس المعماري المصري في مسابقة معمارية دولية لتصميم المتحف. تعثرت أعمال الإنشاء حتى انتهت تماماً وتم افتتاح قاعة للعرض المؤقت عن الحرف المصرية عبر العصور المختلفة عام 2017، بحضور السيدة "إيرينا بوكوفا" مدير عام اليونسكو السابق، لتعكس أربع حرف هي: الفخار، الأخشاب، النسيج، والحلي.
تم استكمال جميع التجهيزات الخاصة بالقاعات الأخرى للمتحف، وتفضل فخامة رئيس الجمهورية بافتتاح قاعة العرض المركزي واستقبال 22 مومياء ملكية تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير في موكب مهيب عام 2021، كما تم افتتاح قاعة للنسيج المصري عام 2022.
3- المتحف القبطي:
يضم المتحف القبطي أكبر مجموعة من الآثار القبطية في العالم، تم افتتاحه في سنة 1910. تم إنشاء المتحف بمجهودات مرقص سميكة باشا الذي يعتبر أحد الشخصيات المسيحية البارزة وقد كان مهتماً بحفظ التراث القبطي، كان سميكة باشا قد قام بجمع الآثار القبطية والعديد من العناصر المعمارية من الكنائس القديمة التي تخضع للتجديدات، وقد استخدمها لبناء المتحف وتأسيس مجموعته.
تعكس مجموعة الآثار بالمتحف التاريخ القبطي من بداياته الأولى في مصر خلال ازدهارها كمركز رائد للمسيحية في العالم. ترجع أصول المسيحية "القبطية" في مصر إلى زيارة القديس مرقص لمدينة الإسكندرية في القرن الأول الميلادي.
وتعكس الآثار المعروضة في المتحف المزج بين الفن القبطي والثقافات السائدة بما في ذلك الفرعونية، واليونانية، والرومانية، والبيزنطية والعثمانية، وتطورها ليصبح لها شخصيتها وهويتها الخاصة.
4- المتحف الإسلامي:
يضم متحف الفن الإسلامي أكبر وأروع مجموعة من الآثار الإسلامية على مستوى العالم، وقد بدأت فكرة تجميع وعرض التحف الإسلامية في عام 1880م ومنها تم تأسيس مبنى المتحف وافتتح في عام 1903م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وقد تم تصميم واجهته على نسق واجهات العمارة المملوكية وهو يقع بجوار مبنى دار الكتب القومية.
تضرر المتحف على أثر حادث تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة عام 2014م، وقد تم تجديده وافتتاحه عام 2017م.
وهو يتكون من طابقين ويضم المتحف أكبر مجموعة للقطع من مختلف أنحاء العالم الإسلامي والتي تسمح للزائر بالتجول عبر جميع فترات التاريخ الإسلامي، حيث تنوعت موضوعاتها من فلك وطب وعمارة وغيرها، كما تنوعت مواد صنعها من أعمال خشبية منحوتة بدقة، وقطع خزفية مزينة بإتقان ومخطوطات غاية في الندرة.
ومن أهم كنوز المتحف مفتاح الكعبة من العصر المملوكي وقطعة نسيج تحمل أقدم كتابة كوفية.
5- الأهرامات:
مجمع أهرامات الجيزة هو موقع أثري على هضبة الجيزة، على مشارف القاهرة، مصر.
ويشمل الأهرامات الثلاثة الكبرى: "خوفو، خفرع، ومنكاورع"، بالإضافة إلى تمثال أبو الهول العظيم، وعدة مقابر مجاورة، وقرية عمالية ومجمع صناعي. يقع في الصحراء الغربية، على بعد حوالي 9 كم غرب نهر النيل في البلدة القديمة في الجيزة، وحوالي 13 كم جنوب غرب مركز مدينة القاهرة.
يظن الزائر لمنطقة الأهرام أن هناك ثلاث أهرمات فقط، ولكن في الحقيقة بجانب أهرامات الثلاث ملوك: "خوفو، خفرع، منقرع" يوجد ما يعرف بأهرامات الملكات وهي مخصصة للزوجات او أخوات وبنات الفرعون، وهي أهرامات صغيرة تقع إلى الشرق من كل هرم، حيث يوجد ثلاث أهرامات صغيرة بجوار هرم خوفو، وهرم صغير بجوار هرم خفرع وثلاث أهرامات صغيرة بجوار منقرع.
6- قلعة صلاح الدين الأيوبي:
تعد قلعة صلاح الدين الأيوبي أحد أهم معالم القاهرة الإسلامية، وإحدى أعرق القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، وقد أتاح موقعها الإستراتيجي أعلى جبل المقطم إطلالة رائعة على كافة معالم القاهرة التاريخية، ووفرت الأسوار المنيعة حول عواصم مصر الإسلامية مع القلعة مزيد من الحماية ضد أى اعتداء.
بدأ صلاح الدين الأيوبي في تشييد هذه القلعة فوق جبل المقطم في عام 572هـ الموافق 1176م في موضع كان يعرف بقبة الهواء، ولكنه لم يتمها في حياته، وأتمها السلطان الكامل بن العادل 604هـ، الموافق 1207م، فكان أول من سكنها واتخذها دارًا للمُلك، وظلت مقرًا لحكم مصر حتى عهد الخديوي إسماعيل الذي نقل مقر الحكم إلى قصر عابدين بمنطقة القاهرة الخديوية.