الدبلوماسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو.. علاقات متوازنة وانفتاح على العالم
تأتى الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو لتحمل معها آمال جديدة لكافة المصريين وطموحات وآفاق واسعة للدولة المصرية، حيث مرت مصر بحالة من التغيير الناتج عن ثورة 30 يونيو الذي قد يؤدي إلى تراجع مستوى الاهتمام بالعلاقات الخارجية، لكن مصر استطاعت اجتياز التحديات واستعادة دورها وريادتها الإقليمية والدبلوماسية باستراتيجية للعلاقات الخارجية قائمة على التوازن مع كل القوى الإقليمية.
وكان التحدي الأكبر الذي واجهته الحكومة المصرية هو القدرة على تبني إستراتيجية دبلوماسية عامة وصحيحة، ويجب أن يكون ذلك مرتبطا بقدرتها علي التحدث عن نفسها وعن تلك المرحلة الانتقالية بطريقة مقنعة للدول الأخرى، وبيان تفاصيل هذه المرحلة، وتفاصيل خارطة الطريق، وما تصبو إلى تحقيقه من أهداف خاصة بالديمقراطية والحقوق والحريات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حتى توازن التصورات المهيمن عن مصر في الخارج، والتي تركز على مصير الإخوان باعتباره الحدث الرئيسي في مصر في تلك الفترة.
على مدار العشر سنوات الماضية تم العمل على تعزيز وترسيخ وثقل مصر ودورها المحوري إقليميا واستعادة مكانتها الدولية بسبب رؤية القيادة السياسية الواضحة للحقائق الدولية والإقليمية والتفاعل الواضح والمباشر على المستوى الرئاسي مع كل القضايا التي تمس المصالح المصرية.
كما أكد دبلوماسيون الدور الريادى الذى لعبته مصر عربيًا وإفريقيًا منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن، مشددين على أنها حظيت أيضًا بثقة واحترام العالم، علاوة على التواجد المصرى المكثف فى المؤتمرات والمحافل الدولية، وانتهاج الرئيس السيسى لدبلوماسية الرئاسة وتحركه شخصيًا لتوطيد العلاقة مع دول العالم؛ مما أدى إلى نجاح منقطع النظير للسياسة الخارجية المصرية.
الدبلوماسية المصرية بعد 30 يونيو
وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إنه كان يتم التعامل مع الأحداث في مصر من بعض الدول علي أنه انقلاب عسكري لكن تغيرت تلك الصورة في 2014 حيث تم استعادة نشاط مصر في الاتحاد الإفريقي واستئناف الاتحاد الأوروربي التعاون والمساعدات لمصر وعودة الولايات المتحدة الأمريكية حسب تصريح الرئيس الأمريكي أوباما أنه يتعامل مع الرئيس الذي ينتخبه الشعب المصري"
وأوضح أن مصر حصلت علي دعم كبير من الدول العربية منذ اليوم الأول وخصوصا من دول الخليج مثل السعودية والكويت والإمارات وغيرها، بعد ذلك بدأت مصر في التواصل المباشر مع العلاقات في الشرق الأقصى مثل الصين واليابان وأيضا في جنوب شرق آسيا مل ماليزيا وسنغافورة والهند، وبالنسبة لولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تم تفعيل المشاركة الأوروبية المصرية في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
وأكد "أن مصر بدأت في سلسلة متوازنة من القوى حتى لا تقع تحت سيطر أي دولة أخرى، وعلي سبيل المثال عندما تلكأت الولايات المتحدة الأمريكية في الموافقة لمصر بشراء طائرات فانتوم، ذهبت مصر واشترتها من فرنسا ومن ألمانيا"، واختتم "أن مصر تتمتع بتنوع في علاقتها الدولية تجعلها حرة في قرارتها وتساعدها في الحفاظ علي مصالحها وأهدافها".
تغيرات إقليمية
وقال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر عانت في المرحلة الأولى بعد الثورة والتي كانت منذ بداية الثورة حتى تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت في ضغوط من بعض القوى الكبرى، وتسرع الاتحاد الإفريقي وعلق عضوية مصر، ووصف هذه السنة بأنها كانت صعبة على مصر بالنسبة للدبلوماسية المصرية والسياسة الخارجية المصرية".
وأضاف في تصريح خاص لدار الهلال، أنه لا شك أن المساندة الخارجية أثناء ثورة 30 يونيو ساهمت في عبور مصر بأمان في المرحلة الأولى، مؤكدًا أن المرحلة الثانية بعد الثورة والتي بدأت بتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قد نعمت بكثير من الإنجازات في الساحة الدولية إقليميًا ودوليًا، حيث استعادت مصر دورها وتعمقت علاقاتها بكل الأطراف.
وتابع أن مصر واجهت هجمة إرهابية غير مسبوقة، وفي هذا الإطار وجهه الشكر والتحية للشرطة المصرية وأهالي سيناء الكرام وشهداء مصر.