ناقشت القمة الأورومتوسطية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة، اليوم الخميس، قضيتي ندرة المياه والتصحر والتحول الرقمي في المنطقة الأورومتوسطية، وذلك في ثاني أيامها انعقادها بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "انتقال الطاقة في المنطقة الأورومتوسطية".
واستعرضت الباحثة ميلينا أنجيلوفا، من بلغاريا، في أولى جلسات اليوم، بحثًا بعنوان "سياسة المياه بين التصحر والتأمين.. حان وقت الدبلوماسية الزرقاء"، مؤكدة على ضرورة إدراك أن ندرة المياه هي مشكلة عالمية، مما يتطلب نهجًا مشتركًا وشاملاً على مستوى عالمي لمواجهتها.
وأشارت إلى ضرورة مراعاة الخبرات وأفضل الممارسات للدول الأعضاء والشركات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية بشكل كامل عند وضع الدبلوماسية الزرقاء وتنفيذها، مضيفة: "يجب أن ندرك أن المياه تمنح مواقع متقدمة للدول التي تسيطر عليها باعتبارها موارد أمنية استراتيجية".
وتابعت: "يجب أن يركز الاتحاد الأوروبي جهوده المتزايدة في مجال الدبلوماسية الزرقاء وتنسيقها في سياسته الخارجية، بما في ذلك سياسات الجوار والتجارة والتنمية، كما يجب أن يركز جهوده على التعاون في مواجهة تداعيات أزمة المناخ، في إطار استراتيجية التكيف الخاصة به؛ نظرًا لأن توفير خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة بشكل ملائم وسهل المنال وبتكلفة معقولة يعتبر ضروريًا للصحة العامة والتنمية البشرية".
وأوضحت أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تواجه تحديات كبيرة تتعلق بضغوط ندرة المياه، حيث ترتفع درجة حرارة المنطقة بنسبة 20% أسرع من المتوسط العالمي، وهناك أدلة وافرة على أن التغير المناخي سيؤثر على البحر الأبيض المتوسط بطرق مختلفة.
فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان "التحول الرقمي في المنطقة الأورومتوسطية"، وتحدثت فيها الباحثة وعضو اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، دولوريس ساموت بونيسي، قائلة: "إن التحول الرقمي في منطقة الأورومتوسط أحدثت ثورة في كل مناحي الحياة".
وأشارت إلى أن التحول الرقمي يسمح بتمكين الكثير من الأشخاص وساهم أيضًا في التقدم العلمي والصحي والاقتصادي، وكذلك في مجالات العدالة، موضحة أن الكثير من الحكومات في المنطقة الأورومتوسطية بذلت جهودًا كبيرة من أجل التحول الرقمي ولكنها جهود غير متناسقة.
وأكدت أهمية سد فجوات التحول الرقمي؛ من أجل إتاحة هذا التحول للجميع سواء على مستوى الدول أو على مستوى الأفراد من أجل تطوير منظومة التحول الرقمي، مضيفة: "المهارات الرقمية صارت مهمة لذا علينا أن نساعد الجميع لكي يتمكنوا منها سواء كانوا كبارًا أو صغار وكذلك على مستوى النوع وهذا الأمر سيسهم بشكل كبير في الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات".
وتطرقت بونيسي إلى إحصاءات الدول في معدلات استخدام الإنترنت، مشيرة إلى الفجوة الواضحة بين الدول والأفراد، ومشددة على أهمية التحول الرقمي بالنسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وكشفت أن الشركات الناشئة لديها القدرة على التحول بشكل سلس مقارنة بالشركات الأخرى، مضيفة أن جميع التطبيقات الرقمية ساهمت بشكل كبير في دعم المشاريع الاقتصادية وساعدت في تقديم خدمات كثيرة لذا يجب أن تستمر هذه الجهود من أجل تنمية مستدامة.
بدورها، استعرضت نايلة أبي كرم، مستشار المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني، تجربة لبنان في التحول الرقمي.
وأكدت أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز فكرة التحول الرقمي، مشيرة إلى تجربة تطبيق "امباكت" الذي سهل على المجتمع اللبناني كثيرًا وحقق نجاحات كثيرة في مجال قواعد البيانات.
وتابعت أن هناك نحو 90% من اللبنانيين يستخدمون الانترنت، مشيرة إلى أن التحول الرقمي ساهم في توفير الكثير من الوظائف للشباب وكذلك الخدمات للجمهور وتقليل معدلات الفساد.
وطالبت بضرورة تأسيس هيئة مستقلة تقوم بإطلاق مشروع التحول الرقمي في المنطقة.
جدير بالذكر أن القمة ينظمها كل من اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، والاتحاد من أجل المتوسط، ومؤسسة آنا ليند، ومكتبة الإسكندرية.