تألق مدحت صالح في الحفل الأول لأحياء التراث الغنائي المصري تحت عنوان "الأساتذة" بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو هشام مصطفى، وحضور د. نيفين الكيلاني، و مدير دار الأوبرا المصرية خالد داغر.. ، في ليلة بألف ليلة وليلة.
بدا الفنان خلال الحفل واثقا من نفسه، مبتهجًا بحضوره الكامل، ونزوله ملعب الطرب بمفرده، ليغني بكل طاقته أغنية "قولوا الحقيقة" ألحان كمال الطويل، لينعش مسرح دار الأوبرا الكبير.
غني صالح واضعًا وسام علم مصر على صدره، و صورتها في قلبه، عازفًا على أوتار وجدانه أجمل أغنيات زمن الفن الجميل.
طاف بنا في رحلة مصرية خالصة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ليغني من ألحانه "حمال الأسية يا قلبي" وغنى للمتفرد فريد الأطرش أغنية "مش كفاية يا حبيبي "وغنى للمبدع محمد الموجي "صافيني مرة"، ولم ينس الموسيقار السابق لزمانه محمد فوزي فقد غنى له "يا جميل ياللي هنا" و"تملي في قلبي"، وكل ذلك في مزج هارموني بديع بين الغناء والعزف المبهر من كوادر دار الأوبرا وشبابها الواعدين.
أما في الرحلة الخليجية فقد غنى أغنية العندليب الأسمر "يا هلي ياهلي" للملحن الكويتي عبد الحميد السيد ثم غنى رائعة طلال مداح "مجادير" من ألحان الملحن السعودي سراج عمر، وبعد ذلك غنى للأخوين رحباني "شط إسكندرية" ليزداد تألقا ومهارة وشطارة.
فمع كل أغنية تشعر بحميمية أداء مدحت صالح وتوتر الحزن والشجن في صوته، حيث تنطق جوارحه بكلمات الأغاني قبل أن ينطق بها لسانه، ليقدم لنا حالة غنائية عبقرية ١٠٠% تتفاعل مع مشاعر الناس وشجنهم وبساطتهم وعواطفهم الجياشة، والتي توارثوها جيلًا بعد جيل.
تميز الفنان "البركان" في هذه الليلة الساهرة الساحرة بصوته المتوهج ذي المساحة الكبيرة والباع العريض، فقد ينطلق الغناء من أعماقه حتى يصل إلى قمة الإبداع، ونحن معه نعيد اكتشاف جواهر النغم متمسكين بروحنا الشرقية الأصيلة.
لذلك يمكن أن أقول أنه بهذا الحفل عاد فن الغناء لحضن مصر الدافىء، واستعادت به دورها الريادي، في عالم الفن.
فالحفل نواة لمشروع كبير لإعادة صياغة تراثنا الغنائي وتوزيعه برؤية موسيقية جديدة.
وهي فكرة وليدة، لكنها لاقت الدعم الكامل من وزيرة الثقافة وقيادة الشركة المتحدة للإنتاج الاعلامي.. تحية لهم ..ولمن اعادوا لبلادي عزها ومجدها.. لذلك جاء ختام الحفل بأغنية للموسيقار رياض السنباطي .. "مصر التي في خاطري"
لمصر وفنها أقول لها.
٣ سلامات
بأيدي سلام
وعيني سلام
وقلبي سلام