رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في آخر حوار قبل وفاته.. «السقا» سيد عبد اللطيف يفتح قلبه «العاشق» لـ«الهلال اليوم»

26-9-2017 | 19:34


تصوير: شريف صبري

 

ماشي في طريق الله ..ومعرفة الله هي الحل

أنا "متطوع".. ولا أنتظر شيئًا من الدنيا !

أدعم السيسي.. وله مكانة في قلبي

 

" الحاج سيد عبداللطيف محمد" الشاعر الجميل، أقدم وآخر "سقا" في مصر، والذي استلهمت قصة فيلم "السقا مات" للنجم الكبير عزت العلايلي من قصة حياته.

 ولد بمدينة ملوي بمحافظة المنيا في 28-10-1928، ونشأ نشأة طيبة على طريقة الإمام أحمد الرفاعي، وكان شيخا لطريقة خليفة خلفاء وعنده الكثير من المريدين.

عندما كان عمره عشرين عامًا تعلم علم الحديث والتصوف، وتوجه إلى القاهرة ،إلى مقام السيدة زينب وسقى بالمسجد عشر سنوات، ثم توجه لمسجد الحسين وسقى به لأكثر من 50 عاما، ففاض عليه فيضان الشعر، وأصبح من "العشاق".

وكانت له 4 دواوين، وضحت كلفه بالحب والعشق والغرام، وهي دواوين "غذاء الروح – الحب هو الحياة – صفاء الروح – الشراب المحمدي".

التقينا به - في آخر حوار له قبل وفاته - بعد صلاة الجمعة خلف "عامود" السيد البدوي بمسجد سيدنا الحسين، ودار معه هذا الحوار الطويل - الذي كان عن مهنة "السقا" وحكاياته معها، والشعر، وحكاياته مع التأليف، والحب الإلهي، والخطب التي كان يلقيها على المثقفين وطلبة الجامعات وعلية القوم وأنصاف المتعلمين من كل أنحاء الوطن العربي، وعن الحسين، والرئيس السيسي، والحرمين الشريفين، ومريديه من كل حدب وصوب، وإليكم التفاصيل..

- هل يمكن أن تعرفنا بنفسك؟

- اسمي سيد عبداللطيف "سقا الإمام الحسين" رضي الله عنه، أعمل "سقا" منذ خمسين عاما وأنا أحمل "القربة" فوق كتفي بفضل الله ،في مقام "مولانا" الحسين، وأضف إليهم عشر سنوات في "السيدة زينب"، وأجلس هنا كما ترى طيلة 15 عاما - تحت "عامود السيد البدوي" – داخل جامع الحسين، حيث كان يجلس في هذا المكان دوما حينما يزور المكان، ويتضح من كلامي أنني موجود بجامع ومقام الحسين لما يقرب من 75 عاما، كما عملت "سقا" من قبل في مكة المكرمة والمدينة المنورة لمدة ثلاث سنوات منذ عام 1973، وحتى عام 1975، وكنت أحمل "القربة" وأطوف بها بين الناس في الحرمين، قبل أن يتحولا إلى الشكل المبهر الآن، وكانت أيامًا حلوة في الحقيقة، وتستطيع القول إننى كنت –بطل– أيامها في عنفوان شبابي، أما اليوم عندما كبرت "راحت عليّا".

ولماذا استقر بك المطاف في مقام الحسين؟

- هذا كان أمرًا بالنسبة لي من سيدنا الحسين، وقبل أن تسألني كيف؟..أقول إن هناك ما يسمى بالرؤية، وقد رأيت الحسين، وأمرني الأمر المذكور.

هل مهنة "السقا" تساعدك على العيش وتأتيك بقوت يومك..أم ماذا؟

- أولًا.. أنا متطوع، لا أبغي من وراء مهنتي أية أموال – ولا حاجة من الدنيا -، وليست بالمعنى الدارج "أكل عيش" بالنسبة لي "والدنيا جت ..تديني لوحدها" مثلما جئت إليّ اليوم تصلى معي صلاة الجمعة بمسجد الحسين رضي الله عنه، فمن الذي أتى بك إلى هنا – اليوم -؟ ،ثم قال: "أنا أغنى رجل في العالم !.. أغنى من أوباما وكل الأغنياء في الدنيا".

وبماذا خرجت من مدرسة الحياة إذًا؟

- "الحب" ومعرفة الله هي الحل، وإذا مشيت في طريق الله، فكل أمورك ميسرة بإذن الله، ازهد الدنيا يحبك الله.. وازهد فيما أيدي الناس.. يحبك الناس، وهذا عن حديث حبيبك النبي عليه الصلاة والسلام.

وهل ورث أحد أبنائك عنك مهنة "السقا"؟

- لا، لدىّ ابن خريج في كلية التجارة وآخر محاسب، وابنة تعمل طبيبة في علم النفس بجامعه الأزهر، وأخرى صحفية اعتزلت المهنة بعد الزواج.

وهل يوجد من "مريديك".. مشاهير أو رجال دولة وأعمال كبار؟

- من مختلف بلاد العالم، أستقبل تليفونات كثيرة ويأتون إليّ من آخر بلاد الدنيا..ويستطرد قائلا: "وزير الأوقاف المصرية الحالي أطيب وزير أوقاف شغل هذا المنصب على مرّ العصور".

وهل أنت من مؤيدي الرئيس السيسي؟

- طبعا، .. وله مكانة في قلبي.

وهل اختفت "القربة" الخاصة بالمياه في عصرنا الآن؟

- المياه من حولنا موجودة الآن كما ترى حول العامود داخل مسجد الحسين، من خلال "الجراكن" و"القلل" و"الكوب".. و"القرب" انتهت من زمان، لم تصبح موجودة، وعن نفسي في دمي أسقى المياه لأروي ظمأ العطشانين، خاصة أن سيدنا الحسين رضي الله عنه مات عطشانًا.

وما قولك في الروايات المتعددة حول زعم البعض بعدم وجود جثمان لسيدنا الحسين في المقام المعروف؟

- رأسه الشريفة مدفونة هنا، والشيخ محمد عبده مع مجموعه من العلماء قاموا بوضع رأس سيدنا الحسين في المقام الخاص به، وموضوعة على كرسي من الأبانوس ومحاطة بالذهب في حجرة داخل حجرة ومن حولها سور حديدي.. وللعلم، كانت "حية" بمعنى أن الدم بقي بها حتى نهاية المطاف لها هنا بالمسجد.. والملك سيف الدين الذي كان يحكم مصر وقتها دفع مبالغ كبيرة حتى يحصل عليها بعد أن تنقلت بين أكثر من مكان، ثم بنى المشهد الخاص "الأخضر" برأس سيدنا الحسين رضي الله عنه، ثم قام عبدالناصر بعمل توسعة للمسجد بعد ذلك .

سؤالي الأخير.. ما الحلم الذي تسعى لتحقيقه بعد هذا المشوار الطويل مع "السقا"؟

- أحلم دوما بالصحة الجيدة حتى آخر يوم في حياتي.. ولا أحتاج لأحد سوى الله عز وجل.