رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الحوار الوطني والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة

10-7-2023 | 10:33


أ.د. أشرف مؤنس

أ.د. أشرف مؤنس

● يعبر الحوار الوطنى عن كامل الطيف السياسى فى مصر، والقوى السياسية حريصة على إنجاحه، والجميع يشعر بأننا فى مرحلة تستدعى التقارب 
● لم يتوقف التنوع الذى يشهده الحوار الوطنى عند القوى والتيارات المشاركة فيه فقط، بل انعكس التنوع أيضًا على القضايا التى يتناولها الحوار


 تسير مصر بخطى ثابتة نحو الجمهورية الجديدة  نحو تحقيق تجربتها الخاصة من التحول  الديمقراطى،  جمهورية تكون فيها مساحة  للجميع وتحترم الرأى والرأى الآخر، وتحترم حقوق الإنسان و تضمن العيش الكريم لكل مواطنيها. 
    تجربة الحوار الوطنى ليس لها سابقة فى تاريخ مصر السياسى، تجربة غير مسبوقة فلم يسبق أن قام رئيس مصرى بالدعوة لعقد حوار وطنى، وسيسجل التاريخ أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أول من قام بالدعوة لإجراء حوار وطنى شامل، وهى دعوة  للاستفادة من كل الآراء،  فهو حوار حول أولويات العمل الوطنى في مصر وهى خطوة مهمة للانطلاق نحو الجمهورية الجديدة. 
   والبداية كانت فى ٢٦ أبريل العام الماضى ( ٢٠٢٢م) وخلال حفل إفطار الأسرة المصرية، حيث أعلن الرئيس عن خارطة طريق للتعامل  مع القضايا الملحة  والتحديات التى تواجهها مصر، وذلك بحضور رؤساء الأحزاب السياسية ونواب البرلمان وعدد من الشخصيات العامة والمواطنين، أعلن الرئيس وقتها عن سلسلة قرارات شملت المجالين السياسى والاقتصادى،  تضمنت تكليف إدارة المؤتمر الوطنى للشباب،  وتحت مظلة الأكاديمية الوطنية للتدريب، بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع،  لإجراء  حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى، ورفع نتائج هذا الحوار إلى سيادته شخصيًا، مع وعد بحضور المراحل النهائية من المؤتمر .
    كما وجه سيادة الرئيس بإعادة العمل للجنة العفو الرئاسى التى تم تشكيلها فى إطار اجتماعات المؤتمر الوطنة للشباب، مؤكدًا أن الوطن يسع جميع قوى المجتمع. 
    كما عبر سيادة  الرئيس عن  رغبته فى عرض نتائج هذا الحوار على مجلسى النواب والشيوخ لمزيد من النقاش بحيث يتم تفعيله مع إطلاق الجمهورية الجديدة. 
    الحوار الوطنى يعبر عن كامل الطيف السياسى فى مصر، والقوى السياسية حريصة على إنجاح الحوار الوطنى والجميع يشعر بأننا فى مرحلة تستدعى التقارب.
     والدولة حريصة ألا يتحول الحوار الوطنى إلى مكلمة، وإنما تبحث عن المساحات المشتركة للاستفادة منها. والدليل على ذلك تفعيل لجنة العفو الرئاسى وتسريع الإفراج عن المحتجزين في القضايا ذات الصلة أو حرية الرأى،  إضافة إلى حضور العديد من الشخصيات التى تنتمى إلى الأطياف السياسية المعارضة والمؤيدة من السياسيين والكتاب والصحفيين والمثقفين. 
     وبالنظر إلى مكونات الحوار الوطنى نجده شمل كافة التيارات السياسية باختلاف أيديولوجياتها وتوجهاتها السياسية، وجميع مكونات المجتمع المصرى من أحزاب ونقابات ومجتمع مدنى وغيرها.
      كما أن مشاركة كل القوى السياسية المدنية والفاعلة في الحوار الوطنى بالصورة التى أعلنها الرئيس،  تعلن عن أن مصر بصدد بداية جديدة يمكنها تحصين المجتمع لمواجهة كل التحديات والأزمات، كما أن الحوار الوطنى يمثل انفراجة في ملف حرية الرأى،  وإعادة ترتيب الأفكار وبحث الأولويات،  إلى فتح الباب للتفكير فيما ينبغي عمله من إصلاحات تصب فى صالح الاقتصاد الوطنى وتعظيم فرص الاستثمار لتحسين مستوى معيشة الإنسان المصرى، ولذا  مصر تقوم بجهد خارق في تطوير جوانب كثيرة من المجتمع منذ تولى  الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يحرص على الاستفادة من كل الآراء، وهذا واضح فى تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى، والمقررين والمقررين المساعدين بلجان الحوار، الذي يعبر عن كامل الطيف السياسى فى مصر.
     هكذا يعكس الحوار الوطنى حالة غير مسبوقة من التوازن والتنوع، هدفها الاختلاف من أجل الوطن وليس الاختلاف عليه؛ من أجل خلق حياة سياسية أكثر تنوعًا، وحالة نشطة من الديموقراطية فى المجتمع المصرى.
      ولم يتوقف التنوع الذي يشهده الحوار الوطنى عند القوى والتيارات المشاركة فيه فقط، بل انعكس التنوع أيضًا على القضايا التى يتناولها الحوار، فقد تضمن جميع القضايا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
     فشمل الحوار الوطني ثلاثة محاور رئيسة تندرج تحتها (19) تسع عشرة لجنة فرعية تتناول حوالى 123 قضية مختلفة، مما يجعل هذا الحدث سابقة لم تحدث فى التاريخ المصرى.
    ويشمل المحور السياسى خمس لجان  هى: لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى،لجنة المحليات، لجنة الأحزاب السياسية، لجنة النقابات والعمل الأهلى، لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة، ويندرج تحت كل لجنة عدد من الموضوعات الفرعية التفصيلية.  
      أما المحور الاقتصادى، فيشمل ثمانى لجان هى: لجنة التضخم وغلاء الأسعار،  لجنة الدين العام وعجز الموازنة والإصلاح المالي،  لجنة الاستثمار الخاص (المحلى والأجنبى)،  لجنة أولويات الاستثمارات العامة وسياسية ملكية الدولة،  لجنة الصناعة، لجنة الزراعة والأمن الغذائى،  لجنة العدالة الاجتماعية ،لجنة السياحة،   ويندرج تحت هذه اللجان الثمانية عدد من الموضوعات الفرعية.  
      أما المحورالثالث الأخير، المحور الاجتماعى: يشمل ست لجان وهى: لجنة التعليم والبحث العلمى،  لجنة الصحة،  لجنة القضية السكانية، لجنة الأسرة والتماسك المجتمعى، لجنة الثقافة والهوية الوطنية، لجنة الشباب ويندرج تحتها أيضًا  عدد من الموضوعات المهمة.  
     وبعد حوارات واجتماعات ونقاشات أعلنت إدارة الحوار الوطنى، انطلاق فعاليات الجلسة الافتتاحية لبدء جلسات الحوار الوطنى، والتى بدأت فى 2 مايو 2023م ، بمشاركة واسعة وفعالة من مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلى والشخصيات العامة والخبراء. من أجل إثراء الحياة السياسية ، وإنعاش الحياة الاقتصادية، واستكمال ما تم انجازه فى الحياة الاجتماعية، بما يعود بالنفع على مصر أم الدنيا حاضرًا ومستقبلًا وبالرفاهية على شعب مصر العظيم .  
   وهكذا مصر تسير بخطى ثابتة نحو الجمهورية الجديدة ومازال الحوار مستمرًا.