«أن تحب في العشرين».. خطط أشرف عبدالشافي للذكور فقط!
"أنت فى العشرين، حسنًا، سيأتى الحب والارتباط والزواج شئت أم أبيت ستحمل رسالة كبرى فى الوجود، وربما تتحول قبل الثلاثين من مجرد "عيل" إلى مسئول عن أنثى، إما أن تكون نعمة ورحمة وظلاً وارفًا وتباتًا ونباتًا، أو غير ذلك، ففى يدك الخيوط التى جمعتها لك خلال سنوات من بساتين الحب والعشق والغرام، وأشواك الحياة وتجاربها، ربما تجد ما يعينك على الاحتفاظ بأنثاك وتتويجها ملكة على عرش قلبك".
هكذا بدأ مبدعنا أشرف عبدالشافي، كتابه "أن تحب فى العشرين.. للنابهين من الذكور" الصادر عن مؤسسة "بتانة الثقافية"، ليأخذنا فى رحلة رومانسية عبر عشرات من المقالات التى ضمها الكتاب، حول علاقة الرجل بالمرأة، المحتشدة بالتفاصيل عن الحب والعشق والغرام، ثم يضع أمامنا نحن النابهين الخطط السرية التى تمكنا من نيل حبهن وفيض جمالهن.
فى الجزء الأول من الكتاب يتحدث "عبدالشافي" عن البرهان بداية من النظرة الأولى، وهى ليست دليلاً على السقوط فى الهوى، فللحب علامات أكثر من مجرد تلك النظرة الأولى، لكن الإمام "ابن حزم" صاحب كتاب "طوق الحمامة" أحد أهم المراجع فى فنون الحب والعشق يقول إذا وجدت عقلك لا يتوقف عن التفكير فيها ويستعيد ما حدث بينكم بالأمس ولو كانت مجرد نظرة فأمرك خطير.
أما إذا بحثت عنها فى الشوارع والمحطات فاعلم أنه أصابك عشق مجوسي، التى عاشها بطل رواية "قصة حب مجوسية" لعبدالرحمن منيف، فقد سقط البطل مثلما سقطت أنت فى حب فتاة.
ولم يكتف "عبدالشافي" بتأكيد البرهان دون سند، بل راح هنا وهناك فى الماضى البعيد والقريب يجلب لنا قصصًا وحكايات مسجلة فى تاريخ العشق والهوى، ليستفيد النابهون من تجارب السابقين، ومن تلك الحكايات قصة حب كاتبنا الكبير جمال الغيطاني، وقصة شاعرنا نزار قباني، وهى قصة عشق درامية كفيلة بمفردها أن توضح لنا معنى الهوى، ثم قصة بجماليون، نحات الأسطورة اليونانية القديمة، وقصة نتيشة الفيلسوف الألماني، وحكاية قيس بن الملوح مجنون ليلي، وغيرهم.
وبعد أن تأكد البرهان راح كاتبنا المبدع يضع للنابهين خطة السيطرة على قلوبهن، قائلاً: عليك أن تعرف- يا ولدي- أن أسطولاً كاملاً من الفلاسفة والشعراء والأدباء والفنانين تم إنزاله بأسلحته ليكون بجوارك حتى تكتمل القصة على الوجه الأجمل"، ثم استعرض بعض العيوب التى قد يرها النابهون تنتقص من قدرتهم على السيطرة، منها ما كتبه فى مقالات منفصلة بعناوين: لو كنت تستحقر نفسك، أو لو كنت حمارًا، أو لو كنت تظنها لا تراك.. ثم يذكر أن هتلر الذى كان فى طول قرن "بطاطا" ويعيش بين المخابئ وقعت فى غرامه عشرات النساء، بينما كان "راسبوتين" وقحًا قذرًا إلا أن الفلاحات الروسيات كن مغرمات به، ثم قدم الشاعر "أوفيد" الحلول للعشاق وركز مع المترددين، فهؤلاء تضيع من أيديهم الجميلات وتهرب الحسناوات ولا يبقى لهم سوى الندم والحسرة.
وبعد أن عرف النابهون البرهان وتعلموا كيفية فتح الكلام، وجب عليهم أن يدركوا طباع الفتيات، وهو ما وضعه مبدعنا بحكمة منقطة النظير، فلكل لون معنى ومغني، حتى إذا كانت تقرأ الأبراج، أو تحب كرة القدم، لو ممتلئة الجسد، أو كانت تقرأ الكتب، أو مغرورة بجمالها، أو تحب الشتاء، أو تدخن، وغيرها من الصفات والطباع، التى وضع الكاتب لها وصفة أو خطة للتعامل بأسلوب ممتع، دون أن ينسى ذكر ما وضعه "ابن عبدربه الأندلسي" فى كتابه "طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار".
وبعد دخول الحب إلى القلب، والتأكد من السقوط فى غرامها، ارتقى بنا "عبدالشافي" فى الجزء الثانى من كتابه لمرحلة الزواج، ليساعد النابهين فى الابتعاد عن النكد والمشاجرات الزوجية، فيقول: "عليك بالمتع الصغيرة- يا ولدي- ولا تتكاسل عنها، ليس حبًا فى زوجتك بقدر ما هو احترام وتقدير لنفسك، قبل أن تتحول هذه القطة الصغيرة الهادئة إلى ذئب يعوى الوحدة والإهمال واحنا لسه فى شهر العسل".. وفى هذا الجزء بالتحديد حاول الكاتب أن يضع على مائدتنا فنون الغرام من خلال الخروجات وسماع الأغانى الرومانسية دون أن ينسى الحديث عن القبلات.
ثم بدأ الجزء الثالث بما قاله الشاعر الكبير أحمد الشهاوي: "لا تحدثنى عن القواعد والأصول والتقاليد والأعراف والمشى على الصراط، لأن الفاعل والمفعول فيها يكونان روحين حلا فى جسد واحد، إنه طقس خلاق نادر بين البشر"، حتى تبعه بالحديث فى ثلاثة مقالات بعنوان أصابع قدميك يا حبيبتي- ما أجملك حرامًا- ثمار الجنة"، وفيها تطرق إلى ضرورة التجديد، حتى لا يفتر شعور كل واحد بالآخر وينطفئ الوهج من قلب الاثنين، فكما يقول الدكتور مصطفى محمود: "لا توجد إلا وسيلة واحدة أن تتغير الأنثى وتتحول كل يوم إلى امرأة جديدة، ولا تعطى نفسها لزوجها للنهاية.. وعلى الزوج أن يكون فنانًا فى لبسه وكلامه وغزله".
بينما كان كاتبنا صادمًا فى الجزء الأخير الذى تحدث فيه عن الممنوعات، أى عن الجنس الحلال والحرام، وقال فيه: "لن أكرر كلامى عن أن هذا الكتاب للشاب اليقظ، الفنان القادر على إسعاد محبوبته، التى أصبحت زوجته بطرائق مبتكرة وجديدة، بعيدًا عن الشهوانية الحيوانية"، ويستطيع الولد البليد منكم أن يذهب إلى الكتب التى أصدرها الأزهر الشريف ليعرف آداب الفراش وتفاصيل اللقاء الجنسى مع زوجته، ففى هذه الكتب إرضاء تام لذائقته، فالأزهر يفرج عن كتب من هذا النوع المخجل الذى يتضمن سيناريوهات شهوانية تليق بالبلداء، بينما يصادر كتب الأدباء والشعراء بسبب لفظة أو عبارة".
كتاب "أن تحب فى العشرين" فتح أمامنا آفاقًا جديدة، وعرفنا منه كتب لم نقرأها من قبل، ومنها ما كتبه الإمام «أبومحمد ابن حزم» فى رائعته «طوق الحمامة» التى يغوص فى بحار هذا السر الذى خُلق مع الإنسان، فيخرج لنا أصوله، ويُعرفنا على أغراضه ونواحيه، وصفاته المحمودة والمذمومة، وكذلك الآفات التى تدخل على الحب وتلازمه.. وغيره الكثير مما كتبه الفلاسفة والمفكرون والأدباء والشعراء والنحاتون عن الحب.
وكاتبنا "أشرف عبدالشافي"، هو كاتب صحفى يعمل بجريدة الأهرام، وصدر له العديد من الأعمال الأدبية منها، مجموعة قصصية بعنوان "منظر جانبي"، و"ودع هواك"، وله أيضًا كتاب "صلاة الجمعة"، و"المثقفون وكرة القدم"، و"فودكا: البغاء الصحفى 1 و2" ورواية "أصابع حبيبتي"، وكتاب "يا جميل يا اللي هنا".