الروائى أسامة حبشي: الأزمات لا تخلق مثقفًا.. وقبل «نوبل» عانى الكثير من التجاهل
قال الروائي أسامة حبشي، إن المثقف دائما وأبدا غير منفصل عن مجتمعه وبالتالي غير منفصل عما يمر به الوطن من هجمات شرسة سواء من الإرهاب أو التطرف الفكري، وإن كنت أرى أنهما وجهان لعمله واحدة هي الجهل الفكري، لذا كان المثقف أول من يدين وأول من يحاول الجهاد الفكري ضد هذا الجهل.
وأضاف حبشي في حواره مع «الهلال اليوم»، أن الثقافة ليست وظيفة وهي كالماء والهواء، كما التعليم على حد وصف طه حسين، الثقافة عماد المجتمعات والحضارات إن تم إحياء دورها الحقيقي الفعال، الثقافة هي نواة التقدم وأساسه بذات الوقت، وفيما يلي نص الحوار..
في البداية.. لنسلط الضوء على الأعمال الروائية الخاصة بك؟
أنا روائي وصدرت لي ست أعمال هي خفة العمى وموسم الفراشات الحزين ومسيح بلا توراة وسرير الرمان وحجر الخلفة و1968.
كيف تجد موقف المثقف المصري بشكل عام حيال الإرهاب والتطرف؟
المثقف دائما وأبدا غير منفصل عن مجتمعه وبالتالي غير منفصل عما يمر به الوطن من هجمات شرسة سواء من الإرهاب أو التطرف الفكري، وإن كنت أرى أنهما وجهان لعمله واحدة هي الجهل الفكري، لذا كان المثقف أول من يدين وأول من يحاول الجهاد الفكري ضد هذا الجهل، ولكن المثقف بمفرده لن ينجح، فلابد من رؤية محددة واعية حقيقة للخروج بنا من نفق هذا الجهل، وهذه الرؤية عمادها التنوير والوعي والعمل الدؤوب للدولة وللمؤسسات وللأفراد والمثقفين لكي نصل للهدف المنشود أو لكي نصل لثقافة حقيقية بعيدة عن الشعارات البراقة.
هل تحمل الجوائز والأوسمة والمهرجانات دلالة ما قد تجذب إليها مبدع دون سواه؟
الجوائز آفة الإبداع في العالم العربي لأنها تفرض ذوقا غير حقيقيا وأحيانا تفرض إبداعا مزيفا، ولا أعول كثيرا على الجوائز فحتى نوبل تثير الجدل، الجوائز مجرد وجه آخر للبيست سيلر في الغالب، وكذلك المهرجانات التي تعتمد على المحسوبية والشلة الثقافية، والمبدع الحقيقي لا يعتم بذلك، ومحفوظ خير مثال فلم يسع لجائزة أبدا وقبل نوبل عاني الكثير من التجاهل رغم شهرته ورغم أن أعماله دخلت كل بيت عبر السينما والإذاعة.
ماذا عن علاقة الناشر والمبدع حاليا باختصار في رأيك؟
تلك العلاقة كقضبان القطار لا يلتقيان وإن لم تقم على الاحترام المتبادل وعلى تقدير الكاتب لدور الناشر ساءت وتوترت بلا شك، والكثير من الكتاب يظلم الناشر باتهامه بالإهمال لعمله وكأن دار النشر لم تنشر سوي عمله وذلك راجع للأنا عند المبدع، وهناك أيضا الناشر الذي يتحمس لعمل علي حساب آخر بعد الطبع، إذن العلاقة تحتاج للتوازن ولمعرفة الأدوار.
هل أضاف العالم الافتراضي شيئا جديدا إلى الأدب والثقافة في نظرك؟
أضاف وأضر، أضاف الانتشار وأضر بالاستسهال في الغالب.
بداية ما هي وظيفة الثقافة اليوم في تصوركم؟
الثقافة ليست وظيفة وهى كالماء والهواء كما التعليم على حد وصف طه حسين، الثقافة عماد المجتمعات والحضارات إن تم إحياء دورها الحقيقي الفعال، الثقافة هي نواة التقدم وأساسه بذات الوقت.
ألا تعتقد بأن الأزمات هي من تخلق المثقفين الحقيقيين.. فهل خلقت أزماتنا مثقفًا حقيقيًا؟
الأزمات لا تخلق مثقفا بل تخلق المعارك الوهيمة، الدأب والبحث والإخلاص والقراءة فقط تلك العوامل التي تخلق مثقفًا حقيقيًا.
ماذا عن التيمات والموضوعات التي تحلو لك أن تطرقها وتتناولها في إبداعاتك؟
بالنسبة للتيمات أفضل تيمه الانتقام والعنف، أما الموضوعات فأميل للموضوعات التاريخية وللأساطير والنفسية
ما هو جديد أعمالك ؟
خادم الورد مجموعة قصصية، ورواية الثلاثاء الأحمق وربما يصدران قريبا في 2018.
ماذا عن رجع الصدى حول كتبك؟ هل وفّي لك النقد حقك؟
رجع الصدى يحدده القارئ ولكن بشكل عام أستطيع القول الحمد لله، أما عن النقد فذلك أمر آخر لأننا نحن نشهد موت الناقد الأدبي حاليا، وبالفعل هناك أزمة في النقاد وفي النقد، وأصبح النقد الصحفي سمة غالبة، وهناك استسهال من النقاد في الحديث عن الأعمال الأدبية باستخدام تعبيرات ومصطلحات عفا عليها الزمن، وكأن الزمن قد توقف عند الحداثة أو بداية ما بعد الحداثة، دون وعي بكل ما هو جديد في المدارس النقدية على مستوى العالم، وهناك أيضا تبادل المصالح وغياب الشفافية والحيادية، ولنا أن نسأل لماذا تطور النقد ببلاد المغرب العربي وتفوق على نظيره بمصر؟ من المؤكد حدث ذلك نتيجة المتابعة من قبل نقاد بلاد المغرب وكثرة الترجمة والطباعة لكتب النقد، وليس للروايات فقط كما هو الحال بمصر، وهناك مشكلة عامة كبيرة ألا وهي غياب المدارس النقدية العربية.