حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، عن بدء ظاهرة النينيو الحراري مع ارتفاع درجات الحرارة المسطحات المائية، والوصول إلى المستوى الأقصى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

ووفقاً بما أعلنته المنظمة فإن درجات الحرارة وصلت إلى ذروة غير مسبوقة في شمال المحيط الأطلنطي، وتتوقع لهذا العام أن يكون أكثر سخونة من الأعوام الماضية، وأن ترتفع ظاهرة النينيو الحرارية خلال عام ٢٠٢٤ بطريقة قياسية، إذا استمرت الحرارة في التصاعد.

وأفاد المنظمة أن الأسبوع الأول من يوليو للعام الجاري، كان الأكثر ارتفاعا للحرارة، كما أن  درجات الحرارة قد سجلت في يونيو الماضي الشمال الأطلنطي درجات قياسية غير مسبوقة، ووصلت مستويات الجليد في القطب الجنوبي في يونيو إلى مستوى متدن منذ بدء المراقبة بواسطة الأقمار الصناعية.

ظاهرة النينيو المناخية

تحدث ظاهرة النينيو المناخية في المحيط الهادئ، تتشكل في ارتفاع درجات الحرارة المسطحات المائية في المناطق المركزية، والشرقية، من المحيط الهادئ.

تؤثر ظاهرة النينيو المناخية على المناخ في جميع أنحاء العالم، كما تتأثر النينيو بالترددات الجنوبية، وتتحرك  من المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب لتكون سببا في الأعاصير وبعض من الكوارث البيئية.

تتحرك المياه الدافئة في المحيط الهادئ الاستوائي الغربي شرقاً ليكون هذا التحرك بداية لظاهرة النينيو المناخية، ثم تتحرك نحو الإكوادور على ساحل جنوب أمريكا.

متى تحدث ظاهرة النينيو المناخية؟

وضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن ظاهرة النينيو المناخية تحدث في متوسط كل سنتين لسبع سنوات، وتتحرك النوبات في العادة من ٩ إلى ١٢ شهرا، وهي تعد روتينا طبيعيا للمناخ، ويقترن بارتفاع درجات حرارة المسطحات المائية للمحيط وفي شرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ، ونبهت المنظمة أن ما يحدث في سياق تغير المناخ هو ناجما عن الأنشطة البشرية.

ويتوقع التقرير الصادر من المنظمة في مايو السابق لاحتماليات بنسبة ٩٨٪، أن تكون هذه السنة أو سنة من السنوات الخمس القادمة هي الأكثر سخونة على الإطلاق، لتحطم بذلك الأرقام القياسية المسجلة لعام ٢٠١٦ عندما كانت ظاهرة النينيو المناخية قوية بشكل استثنائي.

ووضح تقرير المنظمة، بقيادة مكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة، بالتعاون مع جهات شريكة لكافة أنحاء العالم، من احتمال بنسبة ٦٦٪ أن المتوسط السنوي لارتفاع الحرارة العالمية القريبة من سطح الأرض بين عامي ٢٠٣٢و٢٠٢٧ سوف تكون بشكل استثنائي أعلى من معدلاتها ما قبل العصر الصناعي بـ١.٥ درجات مؤية لعام واحد على الأقل.

خصائص ظاهرة النينيو المناخية

تضعف قوة الرياح لطبقات هواء الغلاف الجوي المنخفضة والمقتربة للأرض، وهذا على طول خط الاستواء فيكون سببا لسرعة دوران مياه المحيط.

وتتسبب ظاهرة النينيو المناخية في هطول الأمطار الغزيرة وذلك بسبب حركة التيار النفاث الناتج عن ضعف الرياح، وهذا يؤدي إلى أعاصير قوية، وخاصة بمنطقة الاستواء.

تصل درجات الحرارة خلال ظاهرة النينيو المناخية إلى التجمد أحيانا في المناطق الجنوبية، وبانخفاض درجات الحرارة بهذا الشكل يتسبب في موت المحاصيل الزراعية.

تزيد ظاهرة النينيو المناخية الحمل الحراري في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء في أندونيسيا وأمريكا اللاتينية، لتؤدي انتشار الحرائق، وبالأخص في المناطق المطيرة.

التدابير الأمنية اللازمة لمواجهة ظاهرة النينيو

رفع درجة الاستعداد القصوى في المناطق الاستوائية التي تتعرض لها الظاهرة بشكل كبير، على هيئة أعاصير، وجفاف، وكوارث طبيعية، وذلك بأخذ الحيطة والحذر والرغبة لحماية الأرواح.

إخلاء المساكن الجماعية  والعمارات القريبة من مناطق الأعاصير، والفيضانات بشكل سريع وكامل وذلك للتقليل من الخسائر البشرية المتوقعة.