مع بدء العام الجامعى .. ابتكارات لمواجهة المصروفات
تحقيق : أمانى ربيع
مطب جديد يواجهه أولياء الأمور والطلاب مع بدء مرحلة دراسية جديدة خلف أسوار الجامعة، يتمثل فى ارتفاع مصروفاتها سواء ما يتعلق منها بالكتب الدراسية أو مخصصات الملابس وكذلك الدروس الخصوصية وغيرها من مستلزمات الحياة الجامعية والتى تتطلب المزيد من النفقات، فماذا عن حيل وابتكارات أولياء الأمور والطلاب لمواجهة هذه المصروفات؟
من أمام هندسة القاهرة تقول عطيات مرزوق، ولية أمر محمد عبد الفتاح: في ظل الظروف التي نعيشها يجب على الأهل إشراك أبنائهم فى مسئوليات المنزل، فأنا وزوجي نضع كل شهر راتبينا وقائمة بمتطلبات المنزل على طاولة نجتمع عليها وأبناؤنا لمناقشة أوجه الإنفاق والميزانية، وبذلك أحاول إشراكهم في حياتنا لأننا كيان واحد ومن جهتهم لا يقصرون، وأبنائي منذ المرحلة الثانوية يعملون في الأجازة، وهكذا يتمكنون من إدخار أموال خاصة بهم تساعدهم بمجرد دخول الجامعة فى مواجهة مصاريف الدراسة ومستلزماتها وبالأخص ما يتعلق منها بشراء الملابس المطلوبة خلال العام الجامعى.
ويقول عطية منصور، موظف بوزارة الصحة: اشترى لأولادى منذ المرحلة الإعدادية الكتب المستعملة من سور الأزبكية، أو استعين بكتب الأقارب ممن سبقوهم في المرحلة التعليمية، بالإضافة إلى أننى لم أعطهم دروسا خصوصية إلا في الثانوية العامة، وهذا العام بعد التحاقهم بالجامعة سأتبع نفس النهج، حيث سأقوم بشراء الكتب المهمة فقط لهم ،وسأعتمد بجانبها على تصوير الملازم من طلاب ا الدفعات السابقة، وقد اتفقت مع ابنتي - أولى آثار- على أن تلتزم بحضور جميع المحاضرات لتحصيل أكبر قدر من المعلومات بدلا من اللجوء للمجموعات الدراسية الخاصة.
أما عن شراء الملابس الجديدة فيشير مصطفى الدمنهورى إلى أنه اشترى لبناته ملابس من وكالة البلح، معتمدا فى ذلك على قدرتهن على التنسيق بين أكثر من قطعة، لافتا إلى أن صديقاتهن يسألهن عن سر أناقتهن والأماكن التى يشترين منها ملابسهن.
حلول الطلاب
وإذا كان أولياء الأمور يتحايلون على ارتفاع أسعار الملابس والكتب بحيل متعددة فالطلاب أيضا يحرصون على مساعدة أسرهم فى مصروفات الجامعة، يقول حمادة علاء الدين، طالب بكلية تجارة: أعمل أثناء أجازة الصيف «كول سنتر » بإحدى الشركات ما يمكننى من توفير مصروفات الجامعة، كما أننى سأتعرف على الزملاء من الفرقة الثالثة والرابعة لأتعرف منهم على طريقة المذاكرة، وربما أستعين بتصوير ملازمهم أو معرفة كيفية شراء الكتب بأسعار أقل مما تطرح به.
أما هنا سعيد، طالبة بالفرقة الأولى بكلية فنون جميلة فتقول: شعرت بالضيق بعد معرفة أسعار الأدوات الدراسية، فكتبت مشكلتى على إحدى مجموعات فيس بوك واستطعت أن أشتري ألوانا وأدواتا مستعملة من طلبة سابقين بأسعار مخفضة، كما تعرفت على أكثر من زميلة في نفس الدفعة حيث سنقوم بشراء بعض الأدوات مرتفعة السعر سويا بنظام الشراكة.
بينما تغلبت مروة صادق على مشكلة ارتفاع أسعار الملابس بالاستغناء عن الجاهز منها، حيث لجأت إلى إحدى قريباتها والتى تعمل في مجال التفصيل لإعداد ملابس الجامعة، وبذلك تختار ما يناسبها من موديلات بأسعار
بسيطة، أما بالنسبة للدروس الخصوصية فتقول: عندما كنت في الفرقة الأولى تعرفت على طلاب من الفرقة الرابعة تولوا مهمة شرح المواد لنا دون مقابل.
ويقول إبراهيم عبد الرازق: اتفقت وزملائى على الاشتراك فى شراء كتب الفصل الدراسى وتصويرها وتحويلها إلى »pdf« وتوزيعها على الطلبة غير القادرين، وأحيانا يسأل بعض الأساتذة عن الطلبة الذين لا يستطيعون شراء الكتب لإعطائها لهم بالمجان.
مشاركة المسئولية
وعن آراء الخبراء فى الحلول التى يمكن لأولياء الأمور اللجوء لها للتغلب على تلك المشكلات يقول حسام عيد، الخبير الاقتصادي: للتغلب على مشكلة المصروفات الجامعية التي باتت أزمة في كل البيوت بسبب ارتفاع الأسعار أنصح الأسرة بإشراك أبنائها المسئولية من خلال تعويدهم على العمل أثناء الأجازة لتوفير الأموال اللازمة للجامعة، وقد تحقق الأسر مكاسب مزدوجة من عمل أبنائها أثناء فترة الصيف من خلال خلق قدرات إبداعية تساعدهم في دراستهم إذا التحقوا بكليات عملية، كما أنصح بضرورة توجه الأسر غير القادرة إلى القسم المعنى بهذا بشئون الطلاب في الجامعات لتخفيض المصروفات وهو ما يلقى عادة استجابة من قبل إدارة الجامعة، ويمكن للطلاب شراء الكتب والملازم بأسعار مخفضة من الباعة أمام سور الجامعات.
وتابع: التعليم الجامعي قيمة إنسانية وفكرية وليس أداة لجمع الأموال، لذا يجب على الجامعات تيسير وتسهيل العملية التعليمية فيما يتعلق بالمصروفات، وتفعيل دور التكافل والتضامن الاجتماعي وتوجيهه لمن يستحقه.
أما المحللة الاقتصادية ولاء عدلان فتقول: يمكن لطلاب الفرقة الأولى بالجامعة أن يوفروا في الميزانية عبر عدة وسائل منها: استعارة الكتب من زملاء سابقين، أو تصوير الأجزاء التي يتم دراستها من الكتب النظرية، وفيما يتعلق بالمظهر يمكن شراء الملابس أثناء فترة الأوكازيون أو تفصيلها لدى متخصصين عوضا عن شراء الملابس الجاهزة والتي تمثل عبئا على ميزانية الأسرة بشكل عام، أما بالنسبة للدروس الخصوصية فينبغى على الطلاب خاصة في الكليات العملية الحرص على حضور المحاضرات وطلب المساعدة من زملائهم بالفرق الأعلى.