بقلم : فاتن الهوارى
هل تأملت فى بطاقة الرقم القومى التى تخصك أو تخص غيرك المكتوب فيها ما يدل على حالتك الاجتماعية ولكن ليست النفسية.
هل ماكتب فيها اخترت أنت منه شيئا أم فرض عليك، فالاسم الذى يخصك اختاره لك أهلك.. والأب الذى تحمل اسمه ربما يكون أب تفتخر به وتحبه وربما يكون أبا لا يعرف عنك شيئا ولا يعرف معنى الأبوة أو واجبه نحو أولاده ولكن للأسف تحمل اسمه - ومكتوب عليك - وفى بطاقة الرقم القومى,أيضا السكن فالظروف هى التى تفرض عليك مكان السكن سواء فى فيلا أو عشة.
نأتى إلى تاريخ الميلاد فهو مجرد "رقم" لا أكثر ولا أقل يكتب ولكنه لايدل على العمر من قريب أو بعيد، فهناك ناس عمرها خمسة وعشرين عاما ولكن داخلهم كهولة وعجز وخمول والابتسامة لا تعرف طريقها إليهم وعندما تجلس معهم تصيبك حالة نفسية من طاقتهم السلبية التى يرسلوها لكل من يقترب منهم، وهناك ناس أعمارها تعدت الخمسين والسبعين ولكن بداخلهم طاقة شبابية وروحهم مرحة تضيف السعادة لكل من يقترب منهم أو يجلس معهم بالإضافة أنهم ما زالوا يعملون ويخدمون وطنهم..
وعند خانة نوع الجنس نجد فى البطاقة ذكر أو أنثى، وللأسف هناك رجال لا تعرف معنى الرجولة فهو ذكر بالشنب والذقن فقط،ولكن الرجولة شيءآخر غير ذلك لا يعرف معناها إلا من يعرف معنى الرجولة، فهى الشهامة والحماية والأخلاق والمبادئ والقيم والأمانة والصدق فى القول والفعل.. وهناك إناث لا ينتمين لجنس الأنثى فالشدة والحدة والغلظة طباعهن وبالتالى بعيدة كل البعد عن خانة الأنثى.. ولكنها للأسف تذكر فى الرقم القومى أنثى.
أما خانة الديانة فللأسف هناك مسلمين لا يعرفون معنى الإسلام ولا يطبقون مبادئه السامية الرفيعة.. ومنهم من يفجر ويخرب ويدمر ويقتل ويستبيح كل شيء, وللأسف يكتب فى الرقم القومى مسلما والدين منه براء.
وأخيرا الخانة المكتوب فيها اسم الزوج إذا كانت متزوجة, أو مطلقة، أو آنسة وربما تكون آنسة أسعد حالا من المتزوجة المكتوب اسم زوجها الهمام وهولا يقوم بأى واجب نحو زوجته سواء من الرعاية أو المصاريف أو الحب والحماية ولكنه مكتوب فى الرقم القومى زوجها ومفروض عليها.
هذه قراءة بسيطة فى الرقم القومى التى معنا جميعا، أتمنى أن يكون كل ماهو مكتوب فيها يسعدنا ويكون حقيقى وليس كلام .