«المهن الموسيقية» ترفض تحمل المسئولية كاملة.. ورئيس «المصنفات الفنية» فى «الجونة» من منح «مشروع ليلى» تصريح الغناء فى مصر؟!
تحقيق: أشرف التعلبى – محمود أيوب
أول أمس -الإثنين- وفيما كانت «المصور» ماثلة للطبع، ألقى رجال المباحث القبض علي ٧ عناصر من أبرز المشاركين في حفل «مشروع ليلى» الذي روج للشذوذ الجنسى وقامت المباحث بإحالتهم إلي النيابة العامة التي بدأت في مباشرة التحقيق معهم .. إنها أخر حلقات المعركة المشتعلة على مواقع التواصل الاجتماعى.. والتى انتقلت للبرلمان الذى أعلن عدد من نوابه نيتهم التقدم بطلبات إحاطة إلى رئيس المجلس، الدكتور على عبدالعال حول الأمر، هناك أيضا حديث عن «استجواب» سيجرى تحت قبة البرلمان لوزيرى «السياحة والثقافة»، وبلاغ للنائب العام يطالب بمحاكمة عاجلة.. ما سبق لا يتعدى كونه «رد الفعل» على الأحداث التى شهدها حفل فرقة «مشروع ليلى» اللبنانية، الذى أقيم داخل أحد «المولات الكُبرى» بمنطقة التجمع الخامس، حيث تم رفع أعلام «المثليين» والتقاط صور لأشخاص بـ«العلم» ونشرها على بعض المواقع الإخبارية، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر».
أزمة «علم المثلين» لم تكن الأولى التى يصنعها «مشروع ليلى» فى القاهرة، فقد سبق أن تسببت فى أزمة لفريق عمل برنامج «البرنامج» بعد استضافتها فى إحدى حلقاته، لتطارده بعدها اتهامات بـ«المثلية الجنسية» والترويج لها، وهو اتهام رد عليه فريق البرنامج بأنه تواصل مع الفرقة وقدمها من منطلق أعمالها الفنية، وليس وفقًا للأفكار التى يعتنقها أعضاؤها.
«حديقة الأزهر» شهدت الأزمة الثانية لـ»مشروع ليلى» بعدما تلفظ قائد الفرقة حامد سنو، بلفظ خارج أمام الجمهور، ورفعه علم «المثلية»، الأمر الذى جعله وفرقته يتعرضون لموجة غضب كبيرة من الجمهور، وصلت إلى حد المطالبة بمنعهم من الغناء فى مصر بشكل نهائى.
وفى بلاغه للنائب العام، المستشار نبيل صادق، اتهم نائب رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، منظم الحفل بالتحريض والفجور والترويج الجنسي وإفساد أخلاق المجتمعات العربية، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل فى الواقعة، إلى جانب منع أعضاء الفرقة من مغادرة البلاد، وإحالتهم لمحاكمة عاجلة، واختصم مقدم البلاغ كل من المدير المسئول عن « كايرو فيستفال سيتي» وأعضاء الفرقة اللبنانية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن «مشروع ليلى» منذ ظهوره فى العام ٢٠٠٨ يحاول بكل السُبل اختراق المجتمعات العربية، لنشر الأفكار الشاذة عن طريق إقامة الحفلات بدعم من جمعيات دولية وحقوقية وعلى رأسها منظمة «هيومان رايتس ووتش»، وهي خطة ممنهجة ليست وليدة اللحظة، بل مخططة بتمويل خبيث من أجل تغيير هوية المجتمعات العربية وفى مقدمتها مصر وإظهارها وكأن الشذوذ وصل فيها إلى درجة الظاهرة على غير الحقيقة، الخطة بدأت بإقامة الفرقة حفلاتها الشاذة من لبنان ثم انتقلت إلى الأردن، إلا أن السلطات الأردنية وقفت لهم بالمرصاد ومنعتهم من إقامة حفلتين.
فمن الذى سمح لفرقة «مشروع ليلى» الشاذة بالدخول إلى مصر وإقامة حفلة للمثليين؟.. ما الجهة التى منحت الفرقة تصريح تنظيم حفل فى أحد مولات التجمع الخامس؟.. ولماذا لم يصدر أي بيان من المسئولين يوضح ما حدث؟!.. أسئلة مشروعة تصدرت المشهد، والإجابة عليها أصبحت مُلحة، خاصة أن الفرقة سبق أن أثارت أكثر من أزمة على الأراضى المصرية.
أحمد طه، أحد الذين شاركوا فى الحفلة قال لـ»المصور»: رفع أعلام للمثليين لم يكن الحضور على علم به، خاصةً أن الحفلة كان يوجد بها ثلاث فرق موسيقية وهي «باند مربع»، و«شارموفرز»، و«مشروع ليلي»، الأخيرة هى السبب الوحيد وراء واقعة رفع أعلام المثليين، لأن مؤسسها شاذ جنسيًا، وسبق أن أعلن من قبل عن هويته، ما دفع بعض المتواجدين فى الحفل لإعلان تضامنهم معه برفعهم علم «المثليين»، مع الأخذ فى الاعتبار أنه ليس كل من تواجد فى الحفل من المثليين.
كشف طه أن موقف رفع أعلام المثليين، كان مرتبًا ومتفقًا عليه من قبل المجموعة التى رفعت العلم أثناء الحفلة قبل حضورهم، عن طريق «بوستات» تم تداولها على «فيس بوك» لتحقيق الهدف الخبيث الذى تروج له الفرقة.
انتفاضة الموسيقيين
الدكتور رضا رجب، وكيل أول نقابة المهن الموسيقية، أكد أنه فور تداول أنباء ما حدث فى حفل «فرقة ليلى» عقد اجتماع عاجل بمجلس النقابة، وعدد من قياداتها، وتم الاتفاق على وقف منح النقابة لتصاريح إقامة حفلات لفريق «مشروع ليلى» بمصر.
وأوضح رجب أن النقابة ليست وحدها المسئولة عن منح تصاريح إقامة حفلات الفرق الموسيقية الأجنبية فى مصر، فهناك جهات أخرى عديدة مثل المصنفات الفنية، والأمن، . كما أننا سبق وأن منعنا حفلة موسيقية لـ«عبدة الشيطان»، ودائما نقف ضد الفن غير الجاد وغير المحترم.
فى السياق.. تواصلت «المصور» مع الدكتور خالد عبدالجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، للتعرف على تفاصيل منح «مشروع ليلى» تصريحا بإقامة حفل لها فى القاهرة، وبيان إن كانت الفرقة حصلت من «المصنفات الفنية» على تصريح، وفقا لما ينص عليه القانون، وجدنا أنه لا يعلم شيئا عن الحفل، وحاول معرفة كل تفاصيل الحفل، وموعدها، ومن المسئول عن تنظيمها.
«عبدالجليل» برر عدم معرفته بكواليس الأزمة بقوله: «أنا موجود في مهرجان الجونة السينمائي، ولا أعرف شيئًا عن هذه الحفلة أو منظمها»، وحول تأثير إقامة مثل هذه الحفلات فى المجتمع المصري قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، بالجامعة الأمريكية: «المثلية الجنسية حلقة دولية، ومصر بالطبع مستهدفة بهذا المخطط، ومع الثورة الإعلامية التى يشهدها العالم أصبح لدى المثليين الجرأة للمجاهرة بأفكارهم والمطالبة بحقوقهم، وهذه ظاهرة موجودة فى كل المنطقة العربية، فتونس مثلاً أصبح لديها جميعات حقوقية للدفاع عن حقوقهم، لكن فى ذات الوقت عندما يحاولون الظهور يتم القبض عليهم، فالمجتمعات الشرقية مجتمعات ذكورية أبويه تتحمل أن تكون ملحدًا، لكنها لا تتحمل أو تكون «شاذا» أو «مثليا».
هذه حركات دولية ظهرت فى أمريكا فى الستينيات، وتعمل فى الخفاء، لأنها لم تكن تستطيع الإفصاح عن نفسها، وفى وقت من الأوقات ألقت الشرطة على تجمع للمثليين وقتل بعضهم، وأقيمت وقتها مظاهرات من جانب الحركة للتنديد بما حدث، وهذا كان أول ظهور علنى.
وفيما يتعلق بتأثر المجتمعات الشرقية بالمثلية الجنسية قال صادق: جاءت الفكرة نتيجة التأثر بالثقافة الغربية، إضافة إلى التقدم الهائل فى وسائل الاتصال، ومنها «فيس بوك»، وهذه الأشياء لم تكن موجودة من قبل.