نقطة ومن أول السطر، نستقبل سنة هجرية  جديدة  بروح حلوة وبداية أحلى، نعلن 1445 عام لتنقية قلوبنا من كل شوائب الحزن العالقة بين حناياها.

نتخلى عن أي فكرة سلبية تسرق فرحتنا ونستبدلها بأخرى إيجابية، تقربنا من رضا المولى عز وجل.. نهجر كل شخص تعاملنا معه بمنتهى الحب والتفاني، وبدلاً من أن يقدر قيمة إخلاصنا، كافئنا بطعنة غدر ممهورة بصحيفة طويلة عريضة من التهم والادعاءات التي ليس لها أساس، وكأنه يبرئ نفسه من ذنب جرحه لنا!..  نتخطى تواريخ مليئة بالخيبات الوجدانية الطاعنة، ونتوقف عن إنهاك ذاتنا بمطاردة ذكرى موقف راح وولى وأمس لن يعود.. نكتسب مرونة التأقلم مع تقلبات مشاعر من حولنا، ونتعلم التكيف مع فكرة الفراق، فببساطة قلبي وقلبك لا يعلم ما فيهما إلا الله جل شأنه... ولا نملك إلا الدعاء بألا يرينا بشاعة قلوب من حولنا..   

وإذا كانت الصدمات الوجدانية قدراً مكتوباً علينا، فلنتعلم مهارة تخطيها، دون السقوط داخل متاهة أوجعها أو الوقوع في حسرة قال وقيل وقولنا،.. وكلها أحاديث لم ولن تغير ولو قليل من فعل مؤلم باغتنا من حبيب، صديق، أو حتى زميل كان له يوماً مكانة خاصة في عالمنا..

تعالوا معاً نعقد العزم، ونقرر بكل حسم أن يكون العام الجديد بداية لمرحلة أفضل في حياتنا، نتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم تأسياً حقيقياً وليس بالمظهر فقط، نسامح من ظلمنا ليس ضعفاً منا بل لأن عوض المولى أجمل من أي تصور، نؤدي عملنا على أكمل وجه وبكل ما أوتينا من مهارات نبدع فيه، وحتى لو لم نلقى ما نستحقه من استحسان فيكفينا شرفاً أننا راعينا الله فيما نعمل، فجزاءه دائماً الأبقى الأعظم..

وأخيراً وليس بآخر، نهجر كل ما يؤدي لكدر الحياة ويبعدنا عن طاعة الله ونتحلى بالأخلاق الكريمة في كافة أفعالنا قبل أقوالنا.. وكل سنة وأنا وأنتم من السعداء وإلى الله أقرب.