أشاد الإعلامي حمدي رزق بقرار وزير الأوقاف د.مختارجمعة إعادة الشيخ يونس الذي أثار الجدل حين تغنى بزيه الأزهري الوقور حيث كشف تفاصيل اتصال مطول بينه وبين وزير الأوقاف وكيف أنه تفهم حالة الشيخ بل ناقشه واستمع إليه بقلب مفتوح بل لفت الشيخ مثي الجدل انتباه الوزير بتهذيب أخلاقه ووجه برعاية موهبته وحلاوة صوره.
وانتقل “رزق” إلى جانب آخر مستوحي من روح المكالمة حيث لمس منها إشارات واضحة ومبشرة وتصب فى خانة التجديد الدينى المنشود، وتذهب إلى مناحٍ شتى تنتهى بإمام وداعية عصرى مُلِمّ بشؤون الدين والدنيا.
وأشار كاتب المقال إلى حلم ينتظر كثيرون تحقيقه ولمح إرهاصات تحقيقه في حديث وزير الأوقاف وهو أن يتحول المسجد إلى قبلة للحملات المجتمعية التى يحتاجها المجتمع، ولن يصح هذا العمل بدون إمام منفتح، وهذا يتطلب برنامجا ثقافيا متطورا لا يقتصر على العلوم الدينية، التى يجب أن يستوفيها الإمام تماما، بل يتمدد فى رحاب علوم وفنون وحضارات.
وإلى نص المقال:
لم يخيب وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، ظنى، ورفع الإيقاف عن الشيخ إيهاب يونس وأعاده إلى منبره معززا مكرما، مع التنبيه عليه بالحفاظ على وقار الزى الأزهرى، فلا يعرضه لما لا يُستحب ويؤاخذ عليه مجتمعيا، باعتبار أن وقار الإمام من ضرورات عمله، واجتناب الشبهات واجب ويستوجب على مَن يتصدى للإمامة والخطابة فى الناس.
هاتفنى الوزير مطولاً بعد أن فرغ من أعمال الوزارة قبل منتصف الليل بقليل، ليقول إنه تفهم حالة الشيخ يونس واستقبله وناقشه، وقدّر فيه أدبه واحترامه لقادته الدينيين، وإقراره بما كان منه والذى أثار البعض عليه، واستمع إليه ملياً بقلب مفتوح، ووجّهه إلى الإنشاد الدينى لموهبته وطلاوة صوته، وتحدث إلى متخصصين لرعاية موهبة الشيخ الشاب، الذى يتوقع له مستقبلا واعدا فى مجال الإنشاد الدينى.
.
الوزير استلفته تهذيب الشيخ يونس، وقدّر اعتذاره الراقى على صفحته على فيس بوك، والذى وصلت منه نسخة إلى مكتب الوزير، مع تحفظه على الغناء بالزى الأزهرى، وقال إنه ليس ضد الفن أبدا، ولن تكون وزارة الأوقاف يوما ضد الإبداع بشتى صوره طالما استمسك بالعروة الوثقى، وهى ترقية المشاعر، وقال إنه يقدر الفنانة العظيمة أم كلثوم وفنها وتاريخها الفنى المنير، ولا يمكن أن يكون ضد الفن بحال، فهو يقدر الفن وأهله.
حديث وزير الأوقاف طال وتشعب إلى حال الأئمة وخطط الارتقاء والتنوير، وكلها مبشرة وتصب فى خانة التجديد الدينى المنشود، وتذهب إلى مناحٍ شتى تنتهى بإمام وداعية عصرى مُلِمّ بشؤون الدين والدنيا، متفقه فى العلوم الدينية والإنسانية، مُطَّلع على الأفكار التى تهب على المجتمع كل حين، فليس متصورا أن يظل المنبر أسير فكرة، بل سيكون الإمام متدبرا مفكرا على هدى من القرآن والسنة المطهرة، يقول الوزير: لا نريد إماما حافظا ويسمع عن ظهر قلب، بل مفكرا متعقلا مبدعا متفاعلا مع قضايا مجتمعه مخلصا لقضايا وطنه.
من نافلة القول أن الوزير قطع رِجل الإخوان والتابعين من منابر وزارة الأوقاف، ونجح فى إعادة المنابر إلى وسطيتها واعتدالها ومد المساجد بالأئمة الشباب المؤهلين علمياً، وباتت خطبة الجمعة فى قلب الهَمّ الوطنى العام، وخلّص المساجد من السياسة والحزبية والطائفية، ومنع الدعاء على المنابر على أصحاب الديانات الأخرى، وصار الدعاء للوطن من بعد الله ورسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم.
ما يذهب إليه الوزير هو تثقيف الأئمة ببرنامج يستغرق عاما كاملا يستهدف مد الأئمة بمدد من العلوم الدينية والدنيوية، هو تأهيل يقوم عليه رموز المجتمع المقدرة فى مختلف العلوم والفنون والآداب لرفع مستواهم الثقافى، الوزير يطمح إلى إمام مثقف دينيا ودنيويا منفتح على المجتمع، يذهب إلى منتهى العمل الأهلى والمجتمعى باعتباره من قادة الرأى فى المجتمع، والأنظار معلقة عليه فى قيادة العمل الجماعى البَنّاء.
ويطمح الوزير إلى أن يتحول المسجد إلى قبلة للحملات المجتمعية التى يحتاجها المجتمع، ولن يصح هذا العمل بدون إمام منفتح، وهذا يتطلب برنامجا ثقافيا متطورا لا يقتصر على العلوم الدينية، التى يجب أن يستوفيها الإمام تماما، بل يتمدد فى رحاب علوم وفنون وحضارات فى إطار تجديد الخطاب الدينى ليصبح الإمام نموذجا ومثالا.