رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قبيل لحظة الانفجار

19-7-2023 | 18:23


وفاء أنور,

يراك البعض بسيطًا رقيقًا، فينسونك ويسقطونك من حساباتهم وإن أخطأوا في حقك ستجدهم يتعمدون تجاهلك وإن تذكروك سيتأخرون عليك في الاعتذار، إنهم راضون مطمئنون فهم يرون أن كلمة اعتذار منهم ستكفيك يا صاحب القلب العطوف، ياذا الخلق الرفيع، إنهم يجهلونك ولا يعلمون عنك شيئًا فأنت تختلف عن الصورة التي يرونك عليها، أنت من تمتلك حريتك الكاملة في البقاء أو الرحيل في التعامل مع مواقفهم بكل هدوء أو بدوي قوي كهذا الذي يسبق لحظات الانفجار.

أنت لست مجرد صورة لا تضج بالحياة ليسجنوك في إطار ثم يعلقونها على جدران أهوائهم، فإذا ما شغلتهم دنياهم عنك انصرفوا وقاموا بتنحيتك جانبًا، لا تسمح لهم بأن يجعلوك هكذا حزينًا مهمومًا، لا تمنحهم فرصة أخرى لتقديم المزيد من طلبات الاعتذار، كن قويًا ولا تتردد في رد أيديهم عنك، اغضب لذاتك وتحرك، اسبقهم بخطوات كي لا تندم بعد ذلك عمرًا وتحدث نفسك بأنك من وضعتها طوعًا تحت إمرتهم وارتضيت لنفسك أن تبقى تحت الحصار. 

كم احتملت وكم صبرت ولم يعد في صدرك الآن مجالًا يسمح بإقامة من استهانوا بك وتجرأوا عليك، من أعطوك ظهورهم واستداروا، أعلم أنك لم تكن قاسيًا يومًا ما، لكن جراح قلبك ما زالت تنزف ولن يطيبها أي اعتذار، تذكر أنك تألمت كثيرًا وعلا صوت أنينك لكنهم لم يسمعوا ولم يدركوا أن لكل إنسان طاقة تسبق وصوله لحافة حالة الانهيار.

ثورتك على من تجرأ منهم عليك وقام بدهس كرامتك هى حق من حقوقك، حق له كل الأولوية والإكبار، حرية التعبير عما يحزنك لن تتركك تنعم بالهدوء ولن تسلمك للنوم في سلام إنها ستململك وتلح عليك بأن تثأر لنفسك دون مراعاة منها لأي ظرف أو اعتبار، ستلح عليك حتى تخرج ثورة بركانك بعد أن حولت حممها إلى كلمات، قصائد وأشعار. 

لا تدع مواقفهم وردود أفعالهم المزعجة تمر هكذا دون مراجعة منك، اعتراضك هو طريقك الجديد نحو الانتصار، لا تتهاون مع من أمن غضبك فبالغ في الاستخفاف بك لا تمنحه فرصًا أخرى للتكرار.

لا تقم نفسك طويلًا عند موضع الاختيار، ما بين صمت أو كلام فتسجن ذاتك باختيارك، بادرهم وقل ما تشاء، لا تحزن لأجلهم فمتى تألم الصخر عند سماع لوم أو بكاء.