أقام قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافي بعنوان "يوليو 52 ويونيو 2013.. ونظرة على مصر"، ضمن الفعاليات التي يقيمها القطاع احتفالا بثورة 23 يوليو، أمس الاثنين، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.
بدأ الملتقى بعزف السلام الوطني، ورحبت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مديرة ومؤسسة الملتقى، في بداية كلمتها بالسادة ضيوف الملتقى، وقالت إن ثورة يوليو غيرت وجه الحياة في مصر والعالم أجمع، ثورة قام بها الجيش وحماها الشعب، ثورة ادركت مبكرًا أهمية الفن والثقافة في الارتقاء بالأمم، حيث تم انشاء العديد من المؤسسات الثقافية والفنية، 71 عامـًا على ميلاد ثورة يوليو التي أسست للجمهورية الأولى، 10 أعوام على ميلاد ثورة 30 يونيو، كان المصريون على موعد مع ميلاد الجمهورية الجديدة، حيث ثورة شعبية توحدت فيهما إرادة ملايين المصريين ضد جماعة أرادت سرقة التاريخ، أرادت طمس هويتنا الثقافية الوطنية المصرية، وانتصر المصريون لمصر صاحبة أقدم حضارة انسانية، عندما تحل هذه الذكريات تطفو من خلالها معالم الوطنية المصرية الخالصة لأبناء الشعب المصري ورجال قواتنا المسلحة الباسلة.
تحدث في الملتقى الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، وقال إن ثورة يوليو لها تأثير كبير على الحياة العامة على الدائرة الأفريقية بل والعالمية، مؤكدا أن الثورة قامت في الوقت المناسب وذلك باعتراف المراقبين الأجانب، وألقى الضوء على حقيقة الأوضاع الاجتماعية بصفة عامة مستفيضا في الحديث عن الحياة السياسية قبل الثورة، ذكر منها وجود عدد من السلبيات بالدستور وفى شروط الترشيح لمجلسي الشعب والشورى، وبعض قوانين الضرائب، بالإضافة إلى وجود الطبقية في التعليم، مشيرًا إلى أن الثورة ومبادئها عبرت عن حالة الشعب وكيف قاومت تلك الحالة، من خلال قانون الإصلاح الزراعي، وقانون منع الفصل التعسفي، وقوانين الإيجار، تلك القوانين كانت حماية للطبقة العامة الشعبية من الموظفين والكادحين ومنصفة لهم.
قال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السياسة والتاريخ بينهما ارتباط وثيق، ونحتفل بالمناسبات الوطنية نتيجة الارتباط بما يسمى بالمقدرة الرمزية للنظام، وهى تحقق نوع من التوحد بين طبقات وفئات المجتمع مما يدعم تماسك وهوية المجتمع، وأوضح اوجه التشابه والاختلاف بين ثورة 52 يوليو وثورة 30 يونيو، منها "التشابه في الاهتمام والتركيز على الدور الإقليمي لمصر والذى كان أكثر تزايدا ووضوحا في ثورة يونيو، وعن الاختلاف ذكر أن يوليو تختلف في النظام الدولي عن ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن ثورة 30 يونيو تهتم كثيرًا بالعنصر البشرى وهذا يتضح من خلال عدَّة مبادرات، مثل حياة كريمة والقضاء على العشوائيات، فكل منهما حلقة في تاريخ تطور البناء المصري.
أكد الدكتور خلف الميري أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، من جانبه، أنه لو لم تكن ثورة 23 يوليو، لما عادت مصر لحكم أبنائها، مشيرا إلى أن الضباط الأحرار عبروا في الثورة عن واقع اجتماعي يعانى منه الشعب، ذلك الوقت الذى كان فيه المصريين أصحاب البلد الحقيقين مأجورين معدومين لكبار المُلاك، وتتشارك ثورة 23 يوليو وثورة 30 يونيو في عدد من المتشابهات، نذكر مما قاله الصراع مع قوى سياسية، مؤكدًا أن الحركة المصرية متكاملة معا، لافتا إلى أنه كان هناك تحديات في الحياة السياسية الدولية كبيرة جدًا في ثورة 52، واليوم مصر لديها جيش أقوى بكثير مما سبق.
وعن الأغنية الوطنية ودورها في المجتمع، تحدثت الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي والعسكري بجامعة الزقازيق، وقالت إنها هي المشاعر النبيلة التي يُخاطب بها الأمة، مع معادلة موسيقية تسمى اللحن، وهناك محاولات للسطو على ذاكرة هذا الشعب العظيم، وتشويه أفكاره، ونحن اليوم ننعش الذاكرة ونرد الضربة لأعداء مصر، فالثورات تقوم ضد ممن يريدون سد الطريق إمام الشعوب لتعيش وتحقق آمالها، لافتة إلى أن مصر تتميز عن دول العالم في كون الضابط المصري مثقف جدًا ومنيع ضد الارتزاق، دون غيره في دول العالم، وتحدثت عن لجوء الشعب للجيش المصري خلال ثورة 25 يناير وترديد "1..2.. الجيش المصري فين"، وهذا الارتباط بين الشعب والجيش يثير غيظ أعداء الوطن، فلولا الجيش المصري لم ننعم بهذا الأمن، والضمير الجمعي هنا يعنى أننا نعيش في أمان واطمئنان وسط جماعة نرجو لها الاستمرار، والحيش المصري هو الذي يقبع في مركز الضمير الجمعي، وفى قلب الضمير يقبع الشهيد.
تخلل برنامج الملتقى باقة من الفقرات الفنية، قدمتها فرقة كنوز بقيادة الفنان "محمود درويش"، الذي تغنى بأروع وأشهر الأغاني الوطنية منها "بلدي يا بلدي، ع الدوار، بالأحضان، رجالة وطول عمر ولادك"، حازت على إعجاب الجمهور الذي تفاعل معها بترديد كلماتها.
بحضور اللواء الدكتور طارق المهدى محافظ الإسكندرية الأسبق، والدكتور منجي بدر المفكر الاقتصادي والوزير المفوض التجاري بالخارجية السابق، المستشار عادل العشري، والدكتور محمد عبد الفتاح رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي، اللواء محمد ربيع، اللواء محمد عبد العظيم، اللواء محمد عبد القادر، اللواء إبراهيم عبد الوهاب، اللواء سامي الخولي، اللواء محمد عبد العظيم، اللواء شريف عجلان، اللواء أحمد إدريس، وعدد من المثقفين والسياسيين ورجال الصحافة والإعلام.