تزامنا مع زيارة الرئيس السيسي.. محطات في تاريخ العلاقات المصرية الروسية
اكتسبت العلاقات المصرية الروسية زخما كبيرًا خلال السنوات التسع الماضية، مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، لتصل إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث يحرص قادة البلدين على تعميق أوجه التعاون في كل المجالات.
وتوجه الرئيس السيسي اليوم إلى مدينة سان بطرسبرج بروسيا الاتحادية، للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية.
تاريخ العلاقات المصرية الروسية
وتعود العلاقات المصرية الروسية إلى سنوات طويلة، حيث أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي في عام 1943، وكانت الخطوة الأولى للتعاون الاقتصادي المصري الروسي تتمثل في توقيع أول اتفاقية اقتصادية بين الجانبين في عام 1948.
وجمعت البلدين علاقات متميزة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث تعاونتا في بناء السد العالي وإقامة المراجل البخارية وتشييد أفران الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وشركات الكيماويات، بمساعدة الخبراء السوفييت وبلغت العلاقات الثنائية ذروتها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، فتم إنشاء السد العالي في أسوان، مجمع الحديد والصلب في حلوان، مجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية.
كما تم في مصر إنجاز 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة الاتحاد السوفيتي، وحصلت القوات المسلحة المصرية في الخمسينيات على أسلحة سوفيتية.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كانت مصر في طليعة الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية عام 1991، واستمرت العلاقات بين البلدين في التعاون والنمو.
وكانت الزيارة الأولى للرئيس الأسبق حسني مبارك إلى روسيا في سبتمبر 1997، وخلالها تم توقيع البيان المصري - الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.
العلاقات المصرية الروسية في عهد السيسي
وفي عهد الرئيس السيسي تطورت العلاقات السياسية بين الدولتين على المستويين الحكومي والبرلماني، وتبادل الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين الزيارات بين القاهرة وموسكو بجانب اللقاءات على هامش المؤتمرات الخارجية.
وعكست الزيارات المستمرة بين البلدين العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وحرصهما على تبادل الدعم السياسي على المستوى الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي لكليهما وتشاركهما في رؤية موحدة في مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الاقتصادي في البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية.
وهناك العديد من مجالات التعاون بين مصر وروسيا منها بناء محطة الضبعة النووية وإنشاء أول منطقة صناعية روسية بمحور قناة السويس.
وزار الرئيس السيسي روسيا في العديد من المرات، كان آخرها في 22/10/2019،حيث ترأس خلالها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أعمال القمة الروسية - الإفريقية الأولى، وبحث الرئيسان عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية ومنها الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، مشروع محطة الضبعة النووية، التعاون في مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، بالإضافة إلى آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.
التبادل التجاري بين مصر وروسيا
وارتفعت قيمة التجارة بين مصر وروسيا، ارتفاعا بلغ 4.7 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 4.1 مليار دولار خلال 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 16.2%، حيث ارتفعت قيمة الصادرات المصرية لروسيا إلى 595.1 مليون دولار خلال عام 2022 مقابل 489.6 مليون دولار خلال 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 21.6 %.
كما ارتفعت قيمة الواردات المصرية من روسيا إلى 4.1 مليار دولار خلال عام 2022 مقابل 3.6 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 15.5%، وارتفعت قيمة الاستثمارات الروسية في مصر 34.5 مليون دولار خلال العام المالي 2021/2022 مقابل 14.1 مليون دولار خلال العام المالي 2020 /2021 بنسبة ارتفاع قدرها 145.2%.