رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى رحيله.. تعرف على أبرز مسرحيات توفيق الحكيم

26-7-2023 | 18:10


توفيق الحكيم

عبدالرحمن عبيد

تحل علينا اليوم ذكرى رحيل الأديب المسرحي الرائد توفيق الحكيم، والذي يُعد صاحب تيار أصيل في المسرح، وهو ما عُرف بالمسرح الذهني، وترجع هذه التسمية إلى كون بعض من مسرحيات الحكيم لا يمكن أداؤها على خشبة المسرح، فقد كُتب هذا النوع من المسرحيات لكي يُقرأ لا لكي يُمثل.

وكان توفيق الحكيم مُدركـًا لذلك جيدًا؛ حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية: "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز، لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة".

ويعد الحكيم رائدًا في مجال المسرح لما له من أسبقية في كتابة المسرح الذهني والمسرح باللغة التي تقترب من اللهجة العامية، وتوظيف الموروث الديني والتاريخي في مسرحياته، وكذلك في رواياته، بالإضافة إلى حسه الوطني والذي استلهمه من الأحداث العصيبة التي مرَّت بها مصر وعلى رأسها ثورة 1919 التي اعتقل فيه، ومعاهدة 1936 والتي بشرت بالجلاء والاستقلال، وبرزت في تلك الحقة الكثير من الكُتاب الذي كان يعنيهم الوطن، ومنهم الحكيم.

ومن أبرز مسرحياته وأشهرها:

مسرحية "أهل الكهف" الصادرة عام 1933:

تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق. وقد لاقت نجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.

وقد افتتح المسرح القومي بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضة فيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسه الذي عزًّ السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرض عمليـًا.

إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذا الصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل.

 

مسرحية "شهرَّزاد" الصادرة عام 1934، جاء عن المسرحية:

اللحظة تصعد المأساة، وتنعقد المشكلة حتى تبلغ الدرجة التي يصبح فيها شهريار وشهر زاد وجهاً لوجه يمثلان ذلك التصادم العارم بين قلق الإنسان وسر الأشياء، كان لا بُد من شاعر يجرؤ على وضع إحدى المأساتين العظيمتين للإنسانية في هذا الإطار الضيق.

وكان مما لا بد منه أن يكون هذا الشاعر شرقياً دقيق الحس، خصب القريحة كمؤلفنا هذا ليروض الصعب في مثل هذا العمل بهذا الوشي الفني العربي البارع الذي لا يزال يدهش ذهننا الديكارتي بعض الدهش قبل أن يفتنه كل الفتون.

 

مسرحية "بجماليون" الصادرة عام 1943:

وتمثل هذه المسرحية الصراع بين الفن والحياة فهي تعتبر مسرحية فلسفية ويشتهر مسرح توفيق الحكيم بأنه مسرح للخيال العلمي، مثل: مسرحية لو عرف الشباب، أو الطعام لكل فم وغيرها.

وكان للكاتب الآيرلندي "جورج برنارد شو "الحائز على جائزة نوبل، مسرحية تحمل نفس الاسم، فـ بجماليون في الأصل أسطورة يونانية، استلهم منها الكثير من الأدباء والشعراء، وقد عُرضت مسرحية بجماليون التي كتبها "شو" على خشبة المسرح لأول مرةٍ عام 1913.

 

مسرحية "الملك أوديب" الصادرة عام 1949:

وفي المقدمة الطويلة الضافية التي كتبها توفيق الحكيم لمسرحية "الملك أوديب"، تحدث الحكيم عن أسباب إهمال العرب القدماء لأدب اليونان المسرحي وعدم ترجمة شيء منه، ثم عدم معرفتهم لهذا الفن الأدبي على الإطلاق بالرغم من ترجمتهم وتنميتهم للفلسفة الإغريقية القديمة ومزج قيمها الفكرية بقيم الإيمان الروحي، بما أكسب الفلسفة الإسلامية أصالتها في نظر الأوروبيين أنفسهم، ثم يقول توفيق الحكيم إنه لا سبيل إلى تأصيل فن الأدب المسرحي في أدبنا العربي الحديث إلا إذا بدأنا بالأخذ عن اليونان القدماء ومزج أدبهم بقيمنا الروحية الشرقية.

ولهذا استمد توفيق الحكيم موضوع مسرحية "براكسا أو مشكلة الحكم" من شاعر الكوميديا الأكبر عند الإغريق القدماء "أرستوفان"، ثم عكف توفيق الحكيم -على حدِّ تعبيره- أربع سنوات على دراسة وتحليل مسرحية سوفوكليس وعدد كبير من المسرحيات التي كُتبت قديمًا وحديثًا في معارضته، وحاول أن يعالج هذه الأسطورة علاجًا جديدًا يتفق مع مبادئ الإسلام من جهة ومع نظريته الخاصة إلى الحياة من جهة أخرى.

 

مسرحية "الأيادي الناعمة" الصادرة عام 1958، جاء عن المسرحية:

يلتقي البرنس – لقب يمنح للأغنياء قديمـًا- بالدكتور بالصدفة ويستنتج الاثنان بأنهما مفلسان فالبرنس قد جُرِدَ من لقبه وماله وقصره، والدكتور -حاصل على الدكتوراه في علم النحو- رغم علمه إلا أنه لم يجد عملا حتى الآن.

يدعو البرنس الدكتور للعيش في قصره الفارغ حتى يسكنه الشيخ عبد السلام وابنته كريمة وهو شخص متدين ذو علم ومال ودين وهو أيضا والد سالم زوج مرفت ابنة البرنس الكُبرى.

مع مرور الزمن يقع البرنس في حب كريمة والدكتور في حب جيهان فيطلب كل منها يد الفتاة من والدها ثم منها وينتهي مصيرهما بأن يكون القرار النهائي لسالم؛ فيرفض سالم إذ أن كليهما عاطلان عن العمل وهذا يهدد مستقبل الفتاتين، وبصفته رجل أعمال غني ومشهور فإنه يجد عملًا لكل منهما، ثم يوافق على الزواج.